أفريقيا أرض الأساطير.. جورج ويا يعانق المجد بعد مراوغة الحضرى

جورج ويا جورج ويا
 
صابر حسين

يوماً بعد يوم تثبت أفريقيا تفوقها فى اكتشاف المواهب الكروية وتصديرها لأكبر الأندية فى العالم، والتى تتحول فيما بعد لأساطير فى عالم الساحرة المستديرة، لتثبت القارة السمراء ريادتها للعالم بأنها وإن لم تكن من ابتكر كرة القدم إلا أنها استطاعت فرض مواهبها على الجميع، لذا أردت إلقاء الضوء على أبرز أساطير كرة القدم فى القارة، بالتزامن مع انطلاق بطولة أمم أفريقيا مصر 2019 والتى تعتبر فرصة جديدة لاكتشاف المواهب التى ربما تتحول إلى أساطير فيما بعد.

فى شهر العظماء عام 1966 وتحديداً فى الأول من أكتوبر، ولد جورج ويا بأحد أحياء العاصمة الليبيرية "مونروفيا"، ولم يكن أحد يتخيل أن يأتى يوم ويعانق هذا الطفل الفقير المجد ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ليس فقط فى المجال الرياضى بل فى السياسى أيضا، ليتحول إلى أحد أبرز أساطير القارة السمراء.

 

بإشارة غريبة رفع جورج ويا يديه إلى رأسه ناحية عصام الحضرى، حارس المنتخب المصرى فى المباراة التى جمعت الفراعنة وليبيريا فى السادس من أبريل عام 1997 فى تصفيات كأس العالم 1998 التى أقيمت بفرنسا.

جروج وايا (1)

المهاجم الليبيرى أحرز هدفاً رائعاً فى مرمى عصام الحضرى، حارس الفراعنة آنذاك فى أولى مبارياته الدولية، والذى لم يكن يكتسب الخبرة الأفريقية اللازمة كأحسن حارس فى أفريقيا والتعامل مع الذكاء الماكر للثعلب الليبيرى، الذى راوغ مدافعى المنتخب ونظر إلى الحضرى وأحرز هدفه فى الزاوية الضيقة بطريقة لم يكن يتوقعها، ليمنح منتخب بلاده فوزاً غالياً ويمنع الفراعنة من المنافسة على التأهل إلى المونديال، بعد حصد تونس بطاقة التأهل بفارق ست نقاط عن مصر، ويقضى على أحلام الملايين من الجماهير المصرية فى الصعود إلى كأس العالم.

 

هدف جورج ويا يحمل مفارقة غريبة، ففى الوقت الذى كان وقعه صادماً للجماهير المصرية التى كانت تتطلع لصعود الفراعنة للمونديال، إلا أنه مازال عالقاً فى أذهان المصريين نحو هذا اللاعب الأسمر الذى أصبح أحد أساطير القارة، بعد الإنجازات التى حققها والجوائز التى توج بها، والتى تكللت مؤخراً باختياره على رأس قائمة فرانس فوتبول لأفضل 30 لاعباً على مستوى القارة السمراء.

 

تحولت حياة جورج ويا من الأندية الفقيرة التى لعب بصفوفها وبدأ وضع أقدامه على طريق الاحتراف، فانتقل إلى أفريكا سبور الإيفوارى وتونير ياوندى الكاميرونى، قبل أن يتجه إلى بلاد النور من بوابة موناكو، الذى كان بوابة التتويج بالجوائز فى باريس سان جيرمان الفرنسى، والذى توج معه بلقب هداف الدورى الفرنسى بـ16 هدفا فى 25 مباراة، بالإضافة إلى هداف دورى أبطال أوروبا، وهو ما فتح له أبواب ميلان وأصبح معشوق الجماهير الإيطالية وحصد معه لقب الدورى، ثم التتويج بالكرة الذهبية الأوروبية والأفريقية، قبل أن يتجه إلى إنجلترا لمواصلة سلسلة نجاحاته فلعب بصفوف تشيلسى ومان سيتى قبل العودة إلى مارسيليا الفرنسى، ثم الاعتزال بنادى الجزيرة الإماراتى عام 2003 بعد رحلة من الإنجازات والجوائز.

جروج وايا (2)

وتوج ويا بالعديد من الألقاب الجماعية منها، كأس فرنسا مع موناكو، ومع باريس سان جيرمان بالدورى 1994، كأس فرنسا مرتين "93 و 95"، كأس الدورى الفرنسى 1995، ومع ميلان بالدورى الإيطالى مرتين  1996 و 1999، ومع تشيلسي بكأس الاتحاد الإنجليزى 2000، أما الألقاب الفردية فتوج بلاعب العام فى أفريقيا «3 مرات» 89 و94 و95، وأفضل لاعب العام أجنبى بالدورى الفرنسى 1991، وهداف دورى أبطال أوروبا 1995، والكرة الذهبية 1995، وجائزة الفيفا للعب النظيف 1996.

 

وكان التحول الكبير فى حياة جورج ويا فى أبريل 2016، عندما أعلن أسطورة كرة القدم ترشحه للانتخابات الرئاسية والتى نجح خلالها فى تنصيبه رئيساً للبلاد، ليكون أول أسطورة فى ملاعب كرة القدم يصبح رئيساً للجمهورية.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر