بالأرقام.. منتخب مصر مع المدرب الوطنى «أهداف» والأجنبى «مش قد كده»

محمود الجوهرى وحسن شحاتة محمود الجوهرى وحسن شحاتة
 
أحمد عادل
المدرب الوطنى الخيار الأفضل للمنتخب يظل السؤال مجرد علامة الاستفهام حتى يجد الإجابة فتصبح معلومة، وينتهى الأمر، ولكن هناك العديد من الأسئلة التى مازالت تبحث عن رد يطمس علامة الاستفهام، ويكمل المعلومة، مثل "من الأفضل للمنتخب.. المدرب الوطنى أم الأجنبى؟".. سؤال حظى بالعديد من الردود ولكنها لم تكمل المعلومة المطلوبة، فهل تحتاج الكرة المصرية إلى استقطاب الخبرات الأجنبية لتطويرها، وهل تلك الخبرات المنتقاة ساهمت فعلا فى الارتقاء بمستوى اللعبة فى مصر أم أضرت بها، وهو ما ستجيب عنها تلك الأرقام والإحصائيات لتكمل المعلومة التى لا ريب فيها وهو أن المدرب الوطنى ظل لقرن من الزمان طوق النجاة للكرة المصرية، وهو ما يتكشف من خلال قدرة المنتخب على الأداء الهجومى وتسجيل الأهداف ومقارنته بين المدرب الوطنى والأجنبى.
 
 
الكرة المصرية هى صاحبة الريادة الإفريقية، التى منحتها شرف تمثيل القارة السمراء والعرب كأول ممثل لها فى كأس العالم عام 1934 بإيطاليا على يد الأسكتلندى جيمس ماكراى، الذى نجح المنتخب تحت قيادته فى تسجيل 11 هدفا فى مباراتى التصفيات المؤهلة للمونديال أمام منتخب فلسطين، بعد انسحاب المنتخب التركى أمام المصريين، وشهدت المشاركة المونديالية هدفين مصريين بتوقيع عبد الرحمن فوزى فى شباك المجر.

المدرب الوطنى تاريخ من الإنجازات للمنتخب المصرى

وفى التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 1974، تولى محمد الجندى قيادة المنتخب المصرى فى مباراتين، أحرز فيها الفراعنة هدفين، ليسجل أول إخفاق مصرى أمام الأجنبى.

110201310214758
 
منتخب مصر 1934

ثم جاءت التصفيات المونديالية عام 74 ليقود اليوغوسلافى دوسان نينكوفيتش كتيبة الفراعنة فى 10 مباريات أحرز فيها المنتخب 15 هدفا، قبل أن يتولى حمادة الشرقاوى قيادة المنتخب فى تصفيات مونديال 1982 ويعجز معه الفراعنة فى تسجيل أى أهداف فى مباراتين متتاليين، لتكرس عقدة المدرب الوطنى فى التصفيات المونديالية، وهو نفس الفشل الذى تكرر مع الراحل عبده صالح الوحش فى التصفيات المؤهلة لمونديال 1986، التى قاد فيها المنتخب لإحراز 3 أهداف فقط فى 6 مباريات، إلى أن جاء الجنرال الراحل محمود الجوهرى ليفك تلك العقدة ويعيد للمدرب الوطنى هيبته فى مقارعة المنتخبات العالمية، ويقود المنتخب فى التصفيات المؤهلة لمونديال 90 مسجلا 7 أهداف فى 8 مباريات.

 
الجنرال الراحل محمود الجوهرى
 
وبعد نجاح تجربة الجوهرى، عاد الجنرال ليقود الفراعنة فى التصفيات المؤهلة لمونديال 1994، ولعب 6 مباريات سحل فيها الفراعنة 9 أهداف، ولكن واقعة الطوبة الشهيرة حرمت الفراعنة من التأهل بجيل كان قادرا على التمثيل المشرف فى بلاد العم سام "الولايات المتحدة الأمريكية".
 
وبات جليا خلال سنوات طويلة من المنافسات المؤهلة للمونديال أن أداء المنتخب يتطور أكثر فأكثر مع المدرب الوطنى ولكنه كان دائما ما يعجز عن الخطوة الأخيرة لظروف غير متوقعة، حيث تم إسناد قيادة الفراعنة فى التصفيات المؤهلة لمونديال 98 إلى فاروق جعفر، الذى أخفق فى نصف المهمة ليستلم الجوهرى دفة الطريق نحو المونديال فى الجولة الثانية من التصفيات، ولكنه فشل فى التأهل بعد لعب 6 مباريات سجل فيها الفراعنة 10 أهداف.
 
 
محسن صالح ونموذج جديد للمدرب الوطنى
 
وتمسك المدرب الوطنى بصولجان المنتخب فى التصفيات المؤهلة لمونديال 2002، ونجحت كتيبة الفراعنة تحت قيادة الجوهرى فى المنافسة كعادتها حتى آخر مباراة ولكنها تعجز مجددا عن الخطوة الأخيرة بعد لعب 9 مباريات سجلوا فيها 22 هدفا.
 
وأمام الحظ العسر ولغز اختفاء اللمسة الأخيرة المؤهلة للمونديال، لجأ المنتخب إلى المدرب الأجنبى، واجدا ضالته فى الإيطالى ماركو تارديلى، الذى قاد الفراعنة فى التصفيات المؤهلة لمونديال ألمانيا 2006، ولكنه رحل قبل استكمال التصفيات بعد ضياعه فرصة التأهل قبل جولتين من التصفيات، مسجلا مع الفراعنة 26 هدفا فى 10 مباريات.
 
 
وسرعان ما عاد المنتخب إلى أحضان والده الشرعى "المدرب الوطنى"، ليبدأ عصرا ذهبيا مع المعلم حسن شحاتة، الذى شارك فى 6 مباريات بتصفيات مونديال 2010، سجل خلالها المنتخب 9 أهداف، وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لولا السقوط المفاجئ أمام الجزائر فى أم درمان بهدف عنتر يحيى.
 
وعندما عجز المسئولون عن إيجاد سبب منطقى يبرر عجز الفراعنة عن التأهل للمونديال، اتجهت البوصلة الإدارية نحو الأمريكى بوب برادلى، الذى قاد المنتخب فى تصفيات 2014، مسجلا 19 هدفا فى 7 مباريات، ولكنه فشل أيضا فى الحصول على تأشيرة مقارعة عمالقة العالم بسقوط مدو أمام غانا بسداسية تاريخية.
 
 

ولم يجد مسئولو اتحاد الكرة امامهم إلا المدرسة اللاتينية للبحث عن الإنجاز المفقود، فكان الخيار الأفضل للأرجنتينى هيكتور كوبر، الذى اكتفى معه المنتخب بتسجيل 8 أهداف فى 6 مباريات ليتأهل إلى مونديال روسيا 2018.

وعلى العكس من التفوق شبه النسبى للمدربين الأجانب أمام المصريين فى التطوير من الكرة الهجومية خلال مباريات التصفيات المؤهلة للمونديال، إلا أن المشاركات القارية بكأس الأمم الإفريقية تقول عكس ذلك.. وهو ما يتضح من خلال تلك النتائج.

سجل المنتخب فى كأس الأمم الإفريقية تحت قيادة مراد فهمى 6 أهداف فى مباراتين.

 

فى كان 1959 سجل الفراعنة 6 أهداف أيضا فى مباراتين تحت قيادة المجرى تيتكوس.

 

وفى عام 1962 قاد حنفى بسطان المنتخب لتسجيل 4 أهداف فى مباراتين.​وفى عام 1963 عاون محمد الجندى صديقه حنفى بسطان أيضا لقيادة المنتخب نحو تسجيل 11 هدفا فى 3 مباريات فقط.

 

واكتفى الألمانى كرامر فى قيادته للفراعنة عام 1972 بتسجيل 10 أهداف فى 5 مباريات.​وعاد كرامر لقيادة الفراعنة عام 1974 لتسجيل 13 هدفا فى 5 مباريات.

 

وفى عام 1976 قاد الألمانى توركارد منتخب مصر لتسجيل 9 أهداف فى 6 مباريات.​وفى عام 1980 قاد أحمد صدقى المنتخب لتسجيل 6 أهداف فى 5 مباريات.

 

وعاد هاينز ليكرر تجربة المدرب الأجنبى بعباءة الألمان فى عام 1984، مسجلا 6 أهداف فى 5 مباريات.

 

ثم قاد البريطانى مايك سميث منتخب مصر فى 1986 لتسجيل 5 أهداف فى 5 مباريات، وهو يعتبر نفس المعدل الذى حققه محمود الجوهرى عام 1988، عندما قاد الفراعنة لتسجيل 3 أهداف فى 3 مباريات.

 

وفى عام 1990 سجل المنتخب تحت قيادة هانى مصطفى هدفا وحيدا فى 3 مباريات، ثم تكرر الإخفاق عام 1992 تحت قيادة محمود سعد الذى عجز معه الفراعنة عن تسجيل أى أهداف فى مباراتين.

وفى عام 1994 قاد طه إسماعيل المنتخب لتسجيل 4 أهداف فى 3 مباريات، وهو نفس المعدل الذى سار عليه فاروق جعفر فى كان 96 حيث سجل 5 أهداف فى 4 مباريات.وفى عام 1998 عاد الجوهرى ليسجل مع الفراعنة 10 أهداف فى 6 مباريات.ومع نهاية الألفية جاء الفرنسى جيرار جيلى ليسجل مع المنتخب فى "كان 2000" 7 أهداف فى 4 مباريات، ثم عاد الجوهرى ليقود المنتخب فى 2002 لتسجيل 3 أهداف فى 4 مباريات.

وفى كأس الأمم 2004 سجل المنتخب تحت قيادة محسن صالح 3 أهداف فى 3 مباريات.


ومع العام 2006 بدأ العصر الذهبى للكرة المصرية تحت قيادة المعلم حسن شحاتة، الذى سجل فرسان كتيبته 12 هدفا فى 6 مباريات، ثم تسجيل أعلى معدل تهديفى للفراعنة وأى منتخب أفريقى بالكان فى 2008 وهو 15 هدفا فى 6 مباريات، وتكرار نفس الرقم التاريخى فى عام 2010.

وفى عصر ما بعد المعلم جاء الأرجنتينى هيكتور كوبر عام 2017 ليحصد فضية الكان بـ5 أهداف فقط فى 6 مباريات، وهو نفس المعدل الذى سار عليه المكسيكى خافيير أجيرى الذى سجل فى 2019 5 أهداف فى 4 مباريات.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر