قوة مصر الناعمة تتجلى فى افتتاح المهرجان القومى للمسرح المصرى

توفيق عبد الحميد توفيق عبد الحميد
 
زينب عبداللاه - تصوير السعودى محمود
وقفوا صفا كنجوم تتلألأ فى سماء الفن ..قامات فنية يفخر أى بلد بامتلاكه واحدة منها..عمالقة ومبدعون يؤكدون أن مصر ولادة تمتلك قوة ناعمة لا يمتلكها غيرها..أسماء بحجم سميحة أيوب وسهير المرشدى وعزت العلاليلى وسمير صبرى ومحيى اسماعيل ومحمود حميدة والشاعر شوقى حجاب وعدد من كبار مخرجى المسرح بقامة جلال الشرقاوى وسمير سيف..هكذا بدأ حفل افتتاح المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الثانية عشر برئاسة الفنان أحمد عبدالعزيز و التى حملت اسم أحد عمالقة الفن والمسرح الفنان الكبير كرم مطاوع ، حيث وقف هؤلاء المبدعون من ضيوف شرف المهرجان صفا على خشبة المسرح ، كدرع واق وحائط صد وقوة ناعمة تتصدى لكل معانى الابتذال والإسفاف والقبح والتطرف والإرهاب.
 
كان حفل افتتاح المهرجان القومى للمسرح المصرى رسالة قوية تتجلى فيها قوة مصر الناعمة ، وتطرح حلولا حضارية لمواجهة الكثير من المشكلات التى نواجهها وتؤكد أننا نمتلك أدوات المواجهة بالثقافة والفن والمسرح والإبداع ، فالحفل الذى افتتحته وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، شهد حضور عدد كبير من فنانى ومبدعى مصر، وكرم عدد من كبار الفنانين الذين يستحقون التكريم ، وظهرت رسالة المهرجان واضحة منذ بداية الاحتفال الذى حاول الجمع بين فنون التراث المسرحى منذ البدايات التاريخية الأولى للمسرح ، فشهدت مداخل حفل الافتتاح عروضا للأراجوز وخيال الظل والحكواتى تحكى كيف كان الفن والمسرح ملجأ للشعب المصرى للتعبير عن نفسه ومشكلاته فى كل العصور، ومع هذه الأجواء تستمع إلى عزف على آلة الهارب الفرعونية التى تؤكد أن المصريين شعب عاشق للفنون والموسيقى منذ فجر التاريخ ، ومر على السجادة الحمراء كبار نجوم وعمالقة الفن المصرى.
 
بدأت فقرات حفل الافتتاح الذى شهد حضورا كثيفا بالسلام الوطنى، ليفتح الستار فيظهر ضيوف شرف الدورة الثانية عشر للمهرجان، فى مشهد يدعو للفخر والفرح ويعيد الثقة بأن الفن المصرى بخير وسط تصفيق حار من الحضور ، وتلى ذلك فقرة فنية استعراضية حملت اسم "الإستثنائي" قدمها ١٠ راقصين.
وخلال حفل الافتتاح تم عرض فيلم عن مسيرة وحياة الفنان الكبير الراحل الباقى كرم مطاوع، ولم ينس الفنان أحمد عبدالعزيز رئيس المهرجان فى كلمته التى ألقاها أن يوجه التحية لكل العاملين بالمسرح من نجوم أو كتيبة الجنود المجهولين، وحرص على توجيه التحية لعم فتحى الذى فتح الستار ليعلن بدء الحفل، مناشدا الدولة والمسئولين الاهتمام ببناء مسرح فى كل مدينة من المدن الجديدة، مؤكدا أن الفن والمسرح قادرين على إنقاذنا من الإرهاب والتطرف وهو ما يحتاج ان نعيد الاهتمام بالمسرح المدرسى، واختتم كلمته قائلا: مصر تستحق مكانة أفضل، والعلم والثقافة والفن هم الطريق لتحقيق هذه المكانة"
لم ينس المهرجان تكريم المبدعين الذين يستحقون التكريم حتى وإن غاب بعضهم لفترة أو حتى رحلوا عن عالمنا، فكرم نجوم الفن الراحلين ومنهم محسنة توفيق و محمود الجندى ومحمد نجم ، أما الراحل فاروق الفيشاوى فكان مقررا تكريمه قبل وفاته ولكن القدر لم يمهله حتى موعد افتتاح المهرجان، لتحضر الفنانة سمية الالفى وابنها عمر الفيشاوى لاستلام درع تكريمه.
 
وكان مشهد التكريم تعبيرا صادقا عن الوفاء ولوحة أخرى من لوحات الفخر والإبداع ، حيث ظهر المكرمون من خلف الستار جالسين صفا يجمع كوكبة من أكبر فنانى مصر ومنهم يوسف شعبان وسوسن بدر ولطفى لبيب وهالة فاخر وتوفيق عبدالحميد، وعلي الحجار، ومن الكتاب يسري الجندي، وعاصم البدوي، السيد حافظ، و مهندس الديكور عبد ربه عبد ربه، والمخرج محسن حلمي.
 
عبر الحفل بشكل واضح عن أن الجمهور يبادل دائما صدق الفنان وإخلاصه لفنه بالحب والوفاء ولا يمكن أن ينساه مهما غاب أو قلت أعماله، وتجلى ذلك فى استقبال الجمهور للفنان توفيق عبدالحميد الذى حرصت إدارة المهرجان على تكريمه ، ليقف الفنان الكبير على المسرح فى افتتاح المهرجان بعد سنوات غياب ويستقبله الجمهور استقبالا رائعا ويهتف باسمه ويصفق له تصفيقا حارا ، فبكى توفيق عبدالحميد من شدة التأثر لهذا الاستقبال والحفاوة ، ويتأكد للجميع أن الفن الصادق الراقى هو الباقى ولا يفنى أو ينسى مهما ابتعد صاحبه ، واختتم حفل الافتتاح بأغنية للفنان على الحجار بعنوان"منورين يا مبدعين"
ويشهد المهرجان القومى للمسرح المصرى والذى يمتد حتى 30 أغسطس 72 عرضا مسرحيا على 21 مسرحا من مسارح الدولة ، تتنوع بين ثلاث مسابقات ، المسابقة الأولى للمحترفين ، والثانية للنشاط المسرحى، و الثالثة والمستحدثة لأول مرة مخصصة لمسرح الطفل وذوى الهمم ، فضلا عن مسابقتين للنقد المسرحى تحمل اسم فوزى فهمى ، والتأليف المسرحى وتحمل اسم لينين الرملى.
فهل نستثمر قوة مصر الناعمة ويكون هذا المهرجان بداية لاستعادة هذه القوة ولفت الانتباه لاستغلالها كحائط صد ضد الإسفاف والتطرف.
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر