لماذا قال عبدالعزيز محمود «اللى يشتغل فى الفن يستحمل قلة الأصل»؟

عبدالعزيز محمود عبدالعزيز محمود
 
كتبت زينب عبداللاه

تمر اليوم ذكرى رحيل الفنان عبد العزيز محمود الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 25 أغسطس من عام 1991 بعد حياة حافلة بالفن والطرب عن عمر يناهز 77 عاما، وبعدما وصل إلى قمة الشهرة والعالمية، حيث كان فى فترة الأربعينات وحتى السبعينات مطرب الأفراح الأول ونجم شباك التذاكر فى السينما وحقق شهرة واسعة وصلت للعالمية بأغانى الفرانكوآراب.

ومن أشهر أغانى عبدالعزيز محمود «مرحب شهر الصوم،يا نجف بنور ،يا تاكسى الغرام ،منديل الحلو يا منديله، قلبى الملهوف، وغيرها حيث وصل عدد أعماله التى تراوحت بين الغناء والتلحين إلى أكثر من 2000 عمل، كما كان أول من صنع طفرة فى الإعلانات وقدم فيها أغان قصيرة حازت شهرة واسعة مثل:" الميلامين جامد ومتين، أول إعلان عن الجبنة النستو ودفاتر التوفير، والست سنية والحنفية"»

ورغم هذه الشهرة التى تمتع بها عبدالعزيز محمود إلا أنه عانى من الحزن والعزلة فى نهاية حياته، ففى الثمانينيات بدأت مرحلة انحسار الأضواء عنه، كما أكد ابنه هشام.

وقال هشام عبدالعزيز محمود فى تصريحات لـ"عين": "بدأ ظهور جيل جديد ومنهم عدوية وكتكوت الأمير، وبعده جيل مدحت صالح ومحمد منير، ولم يكن المسؤولون عن حفلات التليفزيون يستعينون بأبى الذى لم يكن يجامل أو يطبطب ليظهر فى أى حفلة، لأنه كان معتزًا بنفسه، ويرى أنه عبدالعزيز محمود ولا يحتاج لذلك، كما بدأ الإقبال عليه لإحياء الأفراح يقل، فشعر بأنها بداية انطفاء الأنوار، وكان آخر ظهور له فى فيلم «بياضة» عام 1980 عندما استعانت به تلميذته فاتن فريد منتجة الفيلم".

وبحسرة قال الابن: "عبدالعزيز محمود اللى موته حسرته على نفسه، بعد ما حققه من مجد وشهرة واسعة، وأصيب بأول جلطة فى القلب فى الثمانينيات".

وأضاف: «لم يكن يزوره أحد من الوسط الفنى خلال فترة مرضه وابتعاده عن الأضواء، حتى أعضاء فرقته لم يحضروا جنازته، وعندما تحدثت معه عن احتراف الفن قال لى: هاقولك كلمة حطها حلقة فى ودنك علشان ماتتصدمش، لو عاوز تشتغل فى الفن استحمل قلة الأصل" 

ويحكى الابن أن والده كان يجلس مع الموسيقيين على مقاهى وسط البلد، وفى إحدى المرات شاهد سيدة عجوزًا تتسول، وعندما اقترب منها ليساعدها أصابته الصدمة لأنها كانت أشهر راقصة فى مصر.

ولعل هذا ما دفع الابن لدراسة التسويق والعمل به إلى جانب العمل الفنى، لأنه آمن بالمقولة التى رددها والده: «الفن فى مصر غدار ومايتضمنش" 

يكشف الابن أنه لم يتم تكريم والده رغم تاريخه وعطائه الفنى، ولم يحصل على أى جوائز أو أوسمة من مصر: «أبويا أول من غنى لعلم مصر الجديد، وقدم 10 ألحان للثورة، وعمل 755 أغنية، و42 مقطوعة موسيقية، و5 استعراضات، و4 أوبريتات إذاعية، وعشرات من تترات البرامج الإذاعية والتليفزيونية والمسلسلات والإعلانات، وقدّم أغنية مرحب شهر الصوم هدية للإذاعة مجانًا، وتجاوزت ألحانه 2000 لحن". 

يتحدث الابن بمرارة عن الفترة الأخيرة من حياة والده، قائلا: «كان مدمرًا نفسيًا، وعنده إحساس بالانكسار، خاصة مع وفاة عدد من فنانى جيله، وكنت عاوز أفرحه فأعدت توزيع عدد من أغانيه، وعندما سمعها فرح جدًا بها، وقدمتها فى حفلات الشباب، فانسجموا معها وأحبوها، وكان هدفى أن يعرف هؤلاء الشباب فن وتاريخ عبدالعزيز محمود".

وتابع: "كان بيدندن أغانيه مع نفسه فى أواخر أيامه، وأصيب بآخر جلطة عام 1991، وتوفى على أثرها، ولم يحضر جنازته أحد من الفنانين سوى نور الشريف وسمير صبرى".

وأضاف ابن عبدالعزيز محمود :"عندما ذهبت للسرادق الساعة الخامسة وجدت شخصًا يجلس على كرسى، وعندما اقتربت منه فوجئت بأنه الفنان الراحل نور الشريف الذى لم يقابل والدى مطلقًا، وقال لى: الوالد رمز من رموز الفن فى مصر وتقبل عزائى الشديد فيه، كما شارك الفنان سمير صبرى الذى يعشق صوت والدى ويتحدث عنه دائمًا».

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر