واقعة النقابة تثير غضب ملوك الأغنية الشعبية ضد حمو بيكا

حمو بيكا حمو بيكا
 
باسم فؤاد
تساؤلات حول تدهور الذوق العام.. حلمى بكر: مفيش أمل.. طارق الشيخ: ظاهرة وهتختفى.. فاطمة عيد: أغانى منافية للآداب.. شعبان عبد الرحيم: مين بيكا ولا عفريتة ده؟!
 
 
لم يكن يتصور جمهور الأغنية أن يظهر أحدهم داخل نقابة الموسيقيين ويصرخ بملء فيه إما تصريح بالغناء أو استخدام القوة، وذلك فى آخر ظهور لمغنى المهرجانات حمو بيكا شن خلاله هجوما شرسا على أعضاء مجلس نقابة الموسيقيين من داخل مقرها، وهدد فى حال منعه من الغناء سيحطم مبنى النقابة، وردت نقابة المهن الموسيقية بأن بيكا سبق ودخل لجنة اختبار عضويات برئاسة الموسيقار حلمى بكر، ورأت اللجنة عدم صلاحيته للغناء.
 
قبل 10 سنوات من الآن، ظهرت موضة جديدة فى عالم الأغنية لم تنتشر إلى حد الظاهرة التى يستوجب الوقوف عندها، وكان جمهورها محدودًا فقط يقتصر على سائقى التوك توك والميكروباص، وأرجع النقاد والفنانون سبب ظهورها إلى الضحالة الثقافية لمستمعيها، ومع الوقت بدأ يتسع صداها لتصل إلى طلاب المدارس والجامعات وتتردد على ألسنتهم، فلا يخلو فرح سواء فى الشوارع أو القاعات الفاخرة من أغانى المهرجانات، وأصبح الأمر ظاهرة توقف عندها الكثير بالنقد والتحليل ولكن دون رادع، وتساءل المتابعون؛ من الجانى؟ هل ضحالة الذوق العام الذى هو آفة زماننا؟ أم هؤلاء الذين يقدمون كل رخيص ومبتذل لتدمير ذائقة المصريين؟
 
إحصائيات مخيفة، كشفت عنها الأرقام قبل نهاية عام 2018  فيما يتعلق بالأغنية المصرية، وأكدت سطوة موضة المهرجانات على سوق الأغنية،  إذ حقق مهرجان "العب يلا"  أكثر من 155 مليون مشاهدة على يوتيوب منذ طرحه فى أغسطس 2017، كما حقق «حمو بيكا» المركز السادس على موقع الأغانى الدولى «ساوند كلاود» لأكثر الأغانى المسموعة فى العالم، بأغنيته «رب الكون ميزنا بميزة»، وبذلك تغلب «بيكا»، على عمرو دياب، الذى احتل المركز الـ 50 والأخير فى القائمة بأغنيته «كل حياتى»، وحقق بيكا مليونين و63 ألف استماعا.
 
وأصدر محرك البحث Google تقريره السنوى "البحث هذا العام"، الذى يتناول عمليات البحث خلال عام 2018، ويقدم لمحة عن أهم المواضيع التى بحث عنها المصريون خلال عام 2018، وجاء فى المرتبة الأولى مهرجان "لأ لأ"، الذى قدمه فريق "الصواريخ"، وعلى الرغم من طرحه فى نهاية عام 2017، إلا أنه احتفظ بالصدارة طوال عام 2018، وجاء فى المركز الثانى مهرجان "أنا جدع" ، ويستمر اليحث مهرجان "ألعب يلا"، الذى ظل فى قائمة الأعمال التى تم البحث عنها عام 2018.
 
"عين" تحدث مع ألمع نجوم الأغنية الشعبية لمحاولة تفسير هذه الظاهرة وهل هى امتداد حقيقى للأغنية الشعبية؟ وما ردهم حول اتهام أصحاب الأغنية الشعبية بـ"مطربى الكيف"؟
 
 
حلمى بكر: مفيش أمل 
قال حلمى بكر فى تصريحات لـ"عين" إن الذوق العام "راح فى داهية.. ولا أمل"، وبسؤاله عن الحلول رد بكر: "الحلول فى المشمش"، ووجه بكر إدانته للجمهور ممن يستمعون إلى المهرجانات.
 
وأضاف بكر: "بح صوتى فى القنوات والصحف وبقالى 40 سنة عمال أحارب فى الإسفاف فى كل جهة، وفى النهاية أنا مكروه من الناس بسبب التصدى لهؤلاء".
 
وبسؤاله عمن يسانده فى حربه ضد الإسفاف، قال بكر: "كلهم (مدعين) وأنا لوحدى حابس 8 من هؤلاء المبتذلين فى السجن، لكن هناك آخرين مصدر رزقهم هذا (القرف).. وعلينا أن نضع راسنا فى الوحل" -على حد قول – 
 
طارق الشيخ: هتختفى قريب 
الفنان طارق الشيخ، أبرز مطربى الأغنية الشعبية فى الوقت الحالى،  وصف أغانى المهرجانات بـ"أى هرى بيتقال ولا تمس الطرب الشعبى فى شىء"، وتوقع اندثارها قريبا بسبب قلة مصداقيتها على جميع المستويات.
وأضاف الشيخ: "أنا لا أستمع إليها على الإطلاق وياريت اللى بيقدموها يختاروا الكلمات، ويبتعدوا عن الابتذال".
وعن تهمة "مطربى الكيف" التى تلاحق أصحاب الأغنية الشعبية، رد الشيخ بأن الفن الشعبى هو أساس الأغنية فى مصر، ومن ينظر لهذا الفن على أنه دون المستوى هو شخص مخطئ والدليل تواجدها داخل جميع الأحياء الراقية فى مصر وليس داخل الحارة فقط".
واختتم الشيخ: "اللون الشعبى يمر بحالة من التدهور خاصة بعد غياب شريط الكاسيت والسى دى، واستحواذ السوشيال ميديا التى قضت على عدد من المطربين الذين كانوا يتمتعون بشعبية كبيرة، بالإضافة إلى النيل من حقوق الملكية للأغنية".
 
شعبولا: مين بيكا ولا عفريتة ده ؟!
الفنان شعبان عبد الرحيم الذى اشتهر بأداء لون غنائى موحد، اعتمد فيه على لحن ثابت وملابس مبهرجة متعددة الألوان، لم يختلف موقفه من أغانى المهرجانات كثيرا، ووصفها قائلا: "أى حاجة وأى كلام".
 
"العيال بتوع المهرجانات بيشربوا إستروكس وفودو.. وبيقلعوا ملط وفى إيديهم السنج.. ولو كشفنا عليهم هنلاقى عليهم قضايا"، هكذا وصف شعبان مطربى المهرجانات، مضيفا : "العيال دى بتقول يا إما نجيب توك توك أو نعمل مهرجان.. يجيب التوك التوك ماينجحش يقوم عامل مهرجان ويتخانق مع أهله عشان ياخد فلوس يغنى بيها".
 
وعن أغانى بيكا وشطة، قال شعبان: "مين بيكا ولا عفريتة ده ! أنا معرفش العيال السوابق دى".
 
وواصل "شعبولا" حديثه عن مطربى المهرجانات: "دلوقتى كل اللى معاه 500 جنيه بقى يعمل أغنية ويذيعها فى محطات مش محترمة.. الواد من دول يطلع يرقص عريان وماسك مطواة فى إيده".
 
ودافع شعبان عن الأغنية الشعبية قائلا لـ"عين": "الشعبى طول عمره محترم والدليل محمد رشدى وأحمد عدوية وعبد المطلب.. لكن أغانى المهرجانات مينفعش تخش البيوت.. ميصحش واحد يقول أزقه زقة وأطلع أجرى.. ده مش شعبى".
 
واختتم شعبولا: "بحب أسمع شيبة والليثى وعبد الباسط حمودة وحكيم وطارق الشيخ.. والكويس هيعيش والوحش هيموت.. الناس بس بتحب تشوف بيقولوا ايه".
 
فاطمة عيد: أغانى منافية للآداب 
الفنانة فاطمة عيد قالت إن المهرجانات ليس لها علاقة بالأغنية الشعبية، واصفة إياها بـ"سمك لبن تمر هندى" فلا أستوعب منها شيئا، لا كلمة ولا لحن ولا أداء، واستشهدت بالمثل الشعبى "ولا كل من ركب الحصان خيال ولا كل اللى قال يا ليل موال" فى إشارة منها إلى خلو أغانى المهرجانات من الطرب.
 
وعن التهمة التى تطارد المطربين الشعبيين بأنهم "مطربى الكيف" ردت فاطمة عيد : "لما يلحن لى سيد مكاوى ومحمد الموجى وكمال الطويل وعمار الشريعى وبليغ حمدى، ومنير الوسيمى وأحمد صدقى (شيخ الملحنين) يبقى إزاى يتقال على المطرب الشعبى كدة".
 
واستكملت: "ربنا يرحمنا من بتوع المهرجانات دول.. أساءوا للأغنية الشعبية.. أنظر إلى أساطير الأغنية مثل محمد رشدى وعبد المطلب والعزبى وشفيق جلال وشريفة فاضل وعبد الوهاب لما غنى (محلاها عيشة الفلاح وياللى زرعتوا البرتقال) أغانى عايشة لحد النهاردة ونرددها وساكنة فى وجدانا رغم هذا الهجوم التتارى.. فكيف نقارنهم ببتوع المهرجانات؟!"
 
وتابعت: "المطرب الشعبى بيغنى من إسكندرية لأسوان.. عندك الأغنية السكندرية والبدوية والصعيدية والبورسعيدية وهكذا.. فالطرب الشعبى يعبر عن مصر وشعبها.. أما المهرجانات فهى أغانى منافية للآداب، وتفوقهم فى محركات البحث تفوق كاذب فهى موجة لن تستمر والدليل اختفاء أوكا وأورتيجا وللأسف ظهر غيرهم ناس أكثر ابتذالا".
 
وأضافت فاطمة عيد: "أنا رصيدى 800 أغنية المفروض أدخل موسوعة جينيس.. وكل شركات الإنتاج حاولت تعمل فاطمة عيد تانى مش عارفين.. ومحمد عبد الوهاب لما سمعنى فى عيد ميلاده كنت بغنى مع فايد محمد فايد أغنية (على لوز) قالى صوتك مالوش بديل ولا ليه منافس.. هذا هو الفن الشعبى الحقيقى".
 
وعن أفضل المطربين الشعبيين فى الوقت الحالى أشادت فاطمة عيد بمحمود الليثى وحكيم وأحمد شيبة وعبد الباسط حمودة وطارق الشيخ.
 
صاحب "الأساتوك": بيكا لا يمكن أن يتفوق على عمرو دياب
الفنان حمدى بتشان صاحب أغنية "الأساتوك" أشهر أغانى الستعينيات، والتى صنفت ضمن أشهر 6 أغانى بالعالم فى هذا الوقت، أكد أنه لا علاقة بين الغناء الشعبى والمهرجانات لا من قريب ولا وبعيد، فالغناء الشعبى يخاطب الناس كلها بشكل محترم ويمس وجدانهم ومفرداته لا تجرح أحدا..  لكن المهرجانات منتهى القذارة اللى فى العالم وقلة أدب حتى عند ولاد البلد.. وسريعة الاختفاء.
 
وأضاف فى تصريحات لـ"عين" أن المهرجانات ظاهرة وسرعان ما تختفى قريبا.. فهى أفكار تطرأ علينا ولن تعيش طويلا".
وأوضح "مطرب الأساتوك": "مبحبش أسمع المهرجانات ورافض المبدأ ده.. لكن بسمع أحمد عدوية وبهاء سلطان والناس اللى بتغنى شعبى بجد".
 
واستنكر بتشان تهمة "مطربى الكيف" ودافع عن الأغنية الشعبية قائلا: "لأ ومليون لأ.. العزبى ومحمد رشدى مش مطربين (كيف) وأنا مثلهما مطرب شعبى ولا أقترب من المخدرات نهائيا".
 
وعن كلمات أغانى المهرجانات؛ قال: "لما جيت أقول الأساتوك الناس استغربت ومحدش كان فاهم معناها لكنه لم يكن لفظا خارجا.. ومعناه عيب اعمل معروف عيب مانتش مكسوف عن أغنية للفنانة ثريا حلمى.. هى قدمتها منولوج وأنا قدمتها ديالوج"، مضيفا أن الأساتوك لغة الغزل فى الصعيد وخالية من أى حرج.
 
واستكمل بتشان: "لما تيجى تصنف شعبى تقول إن سيد درويش مطرب الشعب.. فالمطرب الشعبى يخاطب الطبقة العريضة من عامة الشعب بشياكة وأدب واحترام بدون أذى.. لكن ما يقدم اليومين دول ظواهر وهتختفى".
 
وعن تفوق أغانى المهرجانات فى أرقام البحث على جوجل، قال: "بيكا لا يمكن أن يتفوق على عمرو دياب.. إحنا بلد أم كلثوم وعبد الوهاب أساطير الغناء فى العالم العربى لا يمكن أن نصدر هذا الغثاء للعالم".
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر