صدق أو لا تصدق.. محمود المليجى مطرب وموسيقى ينافس محمد عبدالوهاب

محمود المليجى محمود المليجى
 
زينب عبداللاه

هل تتخيل يوما أن الفنان الكبير محمود المليجى أحد أيقونات الفن وأبدع من قدم أدوار الشر والقتل والبلطجة كان يحلم فى بداية حياته بأن يكون مطرباً، ليس هذا فحسب بل كان يتوق إلى منافسة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وأن يتفوق عليه؟

تميز الفنان الكبير محمود المليجى بصوته الذى لا تخطأه أذن ونظرة عينيه الثاقبة التى تستطيع أن تجسد أقصى درجات الشر والرعب فى أدوار الشر وفى نفس الوقت استطاع أن يستخدمها فى تجسيد أقصى درجات الحزن والقهر كما فعل فيما قدمه من أدوار جسد فيها شخصية الأب أو الفلاح الطيب ومنها شخصية محمد أبو سويلم فى فيلم الأرض، ولكن هل كانت نبرة صوته المتميزة تؤهله للغناء والطرب كما كان يحلم فى شبابه وصباه؟

فى عام 1954 وفى أحد الأعداد النادرة من مجلة الكواكب كتب الفنان الكبير محمود المليجى مقالا بعنوان :""كدت أصبح مطرباً" ، قال فيه أن والده كان من هواة الموسيقى والطرب وكان لديهم فى المنزل بيانو وبعض آلات العزف وجهاز "فونوغراف"، ومجموعة من اسطوانات المطربين والمطربات القدامى، وكان والده يجمع أصدقاءه كل ليلة للاستماع إلى اسطوانات عبده الحامولى وغيره، ثم يقوم بعضهم من الهواة بالغناء والعزف.

وتابع المليجى قائلا:" كان والدى يسمح لى بحضور بعض هذه السهرات كلما سمحت ظروفى المدرسية، وذات يوم جاء إلى البيت أحد أصدقاء أبى فاستقبلته ولم يكن أبى موجوداً، وأدخلته إلى الحجرة التى تضم آلات العزف وجلسنا نتحدث فى شئون الطرب والموسيقى ، وكشفت له عن هوايتى الموسيقية وجلست أمامه أغنى بعض الأغانى المشهورة فى هذا الوقت"

وأشار الفنان الكبير خلال مقاله المنشور بالكواكب إلى أن صديق والده أبدى إعجابه بصوته ونصحه بتعلم الموسيقى وأبدى استعداده لمخاطبة والده للموافقة على ذلك، ولكنه فوجئ بعد ايام بوالده يكيل له سيلا من الشتائم ويطلب منه أن يتفرغ لدراسته ويقطع كل صلة بينه وبين هوايته الموسيقية، فعرف المليجى أن صديق والده فاتحه فى الموضوع وأن الأب يرفض احترافه للموسيقى بشكل قاطع، بل حرمه من حضور السهرات التى كان يعقدها فى البيت لهواة الموسيقى.

ولكن المليجى أصر على هوايته فى ذلك الوقت واخذ يتردد على مسارح الغناء ليستمع إلى أشهر المطربين، كما تعرف على عدد من الموسيقيين وبدأ يتلقى دوساً فى أصول الغناء والطرب والموسيقى على يد أحد المطربين المغمورين، الذى استغل ما يدفعه المليجى له من أجر شهرى يقتطعه من مصروفه كمصدر رزق له، فكان يجامله ويوهمه بأنه سيصبح من أشهر مطربى عصره بل وسينافسهم، وأن صوته أفضل من صوت المطرب الناشئ فى ذلك الوقت محمد عبدالوهاب وسيحقق نجاحاً أكثر منه فى عالم الطرب.

وقال المليجى فى مقاله أنه قرر ذات يوم أن يغنى أمام عدد من أصدقائه، فجمعهم فى البيت أثناء غياب والده وطلب منهم أن يصارحوه بالحقيقة وألا يجاموه.

وأضاف قائلا: "ما أن انتهيت من الغناء وتلفت حولى حتى وجدت أصدقائى متفرقين فى أنحاء البيت هرباً من الاستماع إلى صوتى، وقال لى أحدهم: "أن صوتى أشبه بصوت مدفع رمضان"، وكانت هذه الجلسة أخر صلة بينى وبين الموسيقى، وقررت بعدها أن أمتنع عن الغناء وأكتفى بالثقافة الموسيقية وألتفت لدراستى".

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر