بقامة طويلة، اشتعل الرأس منها شيبا، لم تخل من وسامة الوجه، رغم تعب السنين، كان الكابتن أحمد ناجى، على موعد للحديث عن أهم ذكرياته داخل أروقة النادى الأهلى والترسانة، ومشواره التدريبى الكبير، الحافل بالإنجازات، سواء داخل النادى الأهلى أو منتخب مصر.
فى البداية حدثنا عن كيفية انضمامك للأهلى؟
- منذ الصغر، وأنا أحلم باللعب للنادى الأهلى، وأثناء مشاركتى كلاعب مع نادى كفر الدوار، أعلن الأهلى عن إجرائه لاختبارات قبول اللاعبين، فقمت على الفور بمراسلة مجلة الأهلى للتعرف منهم على الأوراق المطلوبة، وعلى ميعاد الاختبار، وبالصدفة اكتشفت أن هناك أصدقاء مقربين لى، قرروا خوض هذه الاختبارات، لكنهم لم يخبرونى بالميعاد المخصص لها، لكى لا أذهب معهم، لكن والدتى صاحبة الفضل الأول علىّ بعد الله سبحانه وتعالى، شجعتنى على السفر إلى القاهرة، وعدم التركيز فيما فعله بى أصدقائى، لأنها تثق جدا فى موهبتى، وعلى الفور، سافرت إلى القاهرة، وشاركت فى الاختبارات.
من أول شخص أثنى على أدائك فى الأهلى؟
- الشيخ طه إسماعيل، هو أول من استقبلنى داخل صفوف النادى، وبعد عدة اختبارات، أشاد بموهبتى، وأكد أننى سأكون فى يوم من الأيام صاحب شهرة وصيت.
هل تعرضت لمضايقات من نادى كفر الدوار، بسبب رغبة الأهلى فى التعاقد معك؟
- بعد أن وقعت عقود انضمامى للأهلى، رفض المسئولون داخل نادى كفر الدوار، فكرة الاستغناء عنى، لكن «عبده البقال»، مهندس صفقات النادى فى ذلك الوقت، تحدث مع المسئولين هناك، وحصل منهم على الاستغناء الخاص بى، مقابل ٥ آلاف جنيه.
ما أطرف المواقف التى مرت عليك فى أيامك الأولى داخل القلعة الحمراء؟
- واجهت مشكلة كبيرة جدا داخل الأهلى، وهى وجود حراس متميزين داخل صفوفه، منهم عادل عبدالمنعم، وثابت البطل، وإكرامى، ووقتها أدركت أننى لن أشارك بصفة أساسية، وحاولت تدارك الأمر مع عائلتى، التى كانت تعتقد أنه بمجرد توقيعى مع الأهلى، فإننى سأكون الحارس الأول، فقمت بإرسال خطاب لهم، أؤكد فيه أننى سأشارك بصفة أساسية مع الأهلى، لكن للأسف الخطاب عاد مرة أخرى للنادى بسبب وجود خطأ فى العنوان، ووصل إلى الشيخ طه إسماعيل، الذى أعجب جدا بحماسى ورغبتى فى المشاركة كحارس أساسى مع الأهلى، وبعدها شاركت فى بطولة الدورى.
أول راتب شهرى بالنسبة لأى شخص لا يمكن نسيانه.. هل تتذكر أول راتب حصلت عليه؟
- ٨ جنيهات، هو المبلغ الذى حصلت عليه كراتب شهرى، وكان مبلغا كبيرا جدا وقتها.
رحلت عن الأهلى بعد فترة تألق.. ما سبب رحيلك المفاجئ؟
- بعدما تعاقدت إدارة الأهلى مع محمود الجوهرى، طالب الجوهرى وقتها ثابت البطل، بالعدول عن فكرة الاعتزال، وطلب منى الجلوس بديلا له، لكننى رفضت، وقررت الانتقال لصفوف سموحة، ولا يمكن أن أنسى ما فعله معى صالح سليم وقتها، عندما اتفق مع كامل يس، رئيس الترسانة، على تخصيص مبلغ ٥٠٠ جنيه كراتب شهرى لى، بالإضافة إلى حصولى على شقة وسيارة.
كيف بدأت رحلتك فى مجال التدريب؟
- أثناء تواجدى داخل النادى الأهلى فى أحد الأيام، تقابلت مع صالح سليم، الذى قال لى نصا «روح للكابتن صفوت فى الملعب الفرعى وانزل اشتغل معاه، وأنا هاخد قرار بتعيينك أنك تمرن الناشئين»، وبالفعل دربت قطاع الناشئين ١٠ سنوات، وبعدها دربت الفريق الأول لمدة ١٣ عاما، انتقلت بعدها إلى قطر.
رفضت اللعب احتياطيا من قبل حينما كنت لاعبا.. والآن بحكم منصبك تجبر أحيانا اللاعبين على اللعب احتياطيا.. كيف تتعامل مع هذا الأمر؟
- أفعل ذلك حاليا مع حراس المنتخب الوطنى، لأن اسم مصر، أهم من أى شىء، لكننى لا أقوم بذلك داخل أى نادٍ أقوم بتدريبه، والدليل على ذلك، هو أننى نصحت أمير عبدالحميد بمغادرة الأهلى أثناء وجودى فيه، كما نصحت محمد الشناوى بعدم التعاقد مع الأهلى، لأنه كان يمتلك وقتها حراسا على مستوى عالٍ.
كيف انتقلت من حياة العزوبية إلى الزواج والاستقرار؟
- والدتى أصرت على أن أتزوج وأنا فى سن الـ٢٧، وتزوجت بطريقة تقليدية، تحولت فى النهاية إلى قصة حب كبيرة جدا بينى وبين زوجتى، وبعد فترة رزقت بولدين وبنتين، هم: حسنى، خريج تجارة إنجليزى حلوان، وعبدالرحمن، خريج أكاديمية بحرية، ومريم معيدة بالأكاديمية البحرية، وأخيرا أمينة التى تدرس الإعلام حاليا فى إسبانيا.
هل أنت متابع جيد للصحافة فى مصر.. ومن الكاتب المفضل بالنسبة لك؟
- مصر مليئة بالمواهب الصحفية والفنية وجميعهم أصدقائى وأحبائى، وبالنسبة للكاتب المفضل لى، فأنا أتابع بصفة مستمرة كل من حسن المستكاوى، ومحمد سيف.
السياسه مقبرة الرياضيين.. هل تتفق مع هذه المقولة؟
- أهم ما فى ممارسة السياسة بالنسبة للرياضى، هو الانتماء والاتفاق على حب الوطن فقط.
كيف ترى ثورتى يناير و٣٠ يونيو؟
- يناير ثورة ينقصها التنظيم، ويونيو أمنت مصر من الفوضى.
ما رأيك فى الهجوم على محمد صلاح بعد تبرعه لصندوق تحيا مصر؟
- هجوم غير مبرر على الإطلاق، وأنا شخصيا شجعته على هذه الخطوة، وكنت سعيدا جدا بها.
من أقرب شخص لك فى الوسط الرياضى؟
- الجهاز الفنى لمنتخب مصر بأكمله، لأننا نتعامل بمبدأ العائلة.
ما رأيك فى عصام الحضرى؟
- الحضرى حارس أسطورى، وأصبح حاليا بطلا قوميا، وأيقونة للشباب، ومثلا أعلى لكل حراس المرمى فى مصر.
هل تؤيد فكرة اعتزال الحضرى فى الأهلى؟
- القرار فى النهاية يرجع لإدارة النادى.
بعد الأداء المميز الذى ظهر به المنتخب فى أمم إفريقيا.. هل تتوقع الصعود لكأس العالم؟
- خلوها على الله.
كيف تتعامل مع الضغط الجماهيرى فى المباريات المهمة؟
- أتعامل فى اختياراتى الفنية من خلال ضميرى فقط، ولا أنظر لأى شىء آخر.
ما رأيك فى الملاعب التى أقيمت عليها مباريات المنتخب المصرى فى بطولة أمم إفريقيا الأخيرة؟
- الجابون من أجمل البلدان فى العالم، لكن يبدوا أن القائمين على الملاعب هناك، لم يتابعوا بناء الملاعب جيدا، وأعتقد أن «المقاول ضحك عليهم وسلمهم الملاعب بدرى»، ومن خلالكم يجب التأكيد على أننا نمتلك فى مصر ملاعب كبيرة ومميزة، لكن ينقصها فقط فكرة الحفاظ عليها وصيانتها.
هل انتهت خلافاتك مع شريف إكرامى؟
- ليس هناك أى خلافات بيننا، تصريحاتى فى الجابون بخصوص شريف، كانت لهدف معين، وهو توصيل رسالة لمنتخب المغرب بأن الحارس الثانى للمنتخب جاهز للعب فى أى وقت وتحت أى ظروف.