الهسهس فى زمن الكورنا

طلعت الصناديلى طلعت الصناديلى
 
تحليل يكتبه طلعت الصناديلى

منذ فترة وجيزة، اجتاح هذا القاتل المأجور العديد من دول العالم، وسيطر قبل زيارته غير المرغوب فيها، على هاجس سكان البلاد، وبدأت سمعته الشرسة تنتقل عبر أحد أسلحة القرن الحادى والعشرين "السوشيال ميديا" بين سكان العالم أجمع، ويبدأ تناسخ محتوى التواصل الاجتماعى حول موضوع واحد "كوفيت 19" المستجد من كورونا التاجية.

"هسهس كورونا".. بدأت تلك الحكاية منذ أيام قليلة، خاصة بعد زيارة وزيرة "صحة البلاد"، موطن البلاء "الصين العظيمة"، ويبدأ معها تريند عالمى جديد يسيطر على ألسنة المواطنين فى الشوارع والبيوت، أصبحت وسائل المواصلات مكان تبادل الأحاديث بين المواطنين وبالمرة "بيرس مكارونا" يتنقل بين البشر الكل يثرثر بكلمات دون مصدر عن المرض الجديد هبد مصريين خوف شديد وقلق مخلوط بحظر بدأ يدب يده إلى قلب المواطن، وبدأت عمليات استغلال الفرص المعتادة بتقاليد كثير من الرأسماليين فى هذا الشعب، يعقبها زيادة فى أسعار السلع المرغوب شرائها فى الوقت الحالى.

بدأ القلق يتفشى بين سكان البلاد فور وصول هذا القاتل، وفور ظهور أولى الحالات المصابة، ارتفعت وتيرة الأخبار عن هذه الأزمة التى تواجه البلاد، وبدأت الإجراءات الوقائية والتعليمات تصدر الواحدة تلو الأخرى من جانب الحكومة، كالصوت المستمر صدوره بشكل دورى داخل محطات مترو الأنفاق، والتحذيرات والقرارات الصادرة بالإجازات وعدم الاختلاط والتجمعات الكثيفة، ومن ثم بدأت عملية الإغلاق العام لجميع الأنشطة التجمعية مثل نوادى الرياضة، والقهاوى، وتم منع شرب الشيشة.

ارتفعت وتيرة الأحداث، وبدأ العديد من "سكان البلاد" اتخاذ التدابير الاحترازية الخاص بكل منهم كُل بطريقته الخاصة فبرغم الإجراءات التى شنتها الحكومة فى مواجهة هذا الفيروس، منها نشر التوعية والتوجيهات الخاصة بمواجهة تلك الأزمة عبر وسائل الإعلام كافة، إلا أن فقدان الوعى عند أغلبية "سكان البلاد" المخلوطة بشىء من الفكاهة المعتادة منهم، كان سبيلا فى توغل القلق عند أغلبهم، وأصبحت هنالك الكثير من المواقف الفكاهية الصادرة منهم، عبر (بوستر فيس بوك، أو تويتة، وحتى المناقشات التى تدور بين الناس داخل وسيلة المواصلات يوميا) الكل يعبر عن رأيه فى تلك الأزمة أغلبهم دون وعى أو توثيق لما يقولونه من المصادر المؤكدة، الأمر الذى ترتب على أثره.. ارتفاع نسبة القلق والخوف بين "سكان البلاد"..

أصبح الجميع يتحدث حول كورونا المستجد فى كافة المناقشات، وتحول الأمر الذى تحول إلى مادة خام للإبداع الكوميدى من قبل السكان كلً على طريقته.

ولكن تظل هناك فئات تعى ما تقول وتفعل، فبعد تلك الحادثة المأساوية التى فرضت سيطرتها على العالم أجمع، ظهر الكثير من المصريين المقيمين بالخارج عبر وسائل التواصل الاجتماعى بنشر المساعدات التى يمكنهم توفيرها للمصريين والعرب الذين تعثروا فى الرجوع للبلاد بعد قرار غلق المجال الجوى وتوقف حركة الطيران، هنا ظهرت واحدة من مزايا هذا الشعب "الوحدة" التى افتقدنا احساسها منذ فترة طويلة، جانب إنسانى يظهر مدى عظمة هذا الشعب رغم ظروف حياته الاجتماعية وسط سكان العالم، لذا ليس علينا القلق، أو الخوف من شىء إذ قُدر من الله وجب.

كل ما علينا التمسك بإيماننا، والتحلى بصبر انفراج الأزمة، والعمل على الحد من انتشار هذا البلاء، باتخاذ تلك التدابير الاحترازية والوقائية، والتوقف عن السخرية، وإعطاء هذا الأمر حجمه الطبيعي، كما فعلت البلد الأم لهذا الفيروس "الصين" واستطاعت تحدى القاتل والحد من انتشار بعدما اتخذت التدابير الخاصة لاحتواء الأزمة، وبالفعل تمكنت من فرض حجر صحى على 60 مليون شخص فى وقت واحد، وبناء مستشفيات مؤقتة لمواجهة الأزمة خلال 10 أيام فقط، أنفقت المليارات على عمليات الحد من الانتشار.. وعلى الجانب الآخر تفشى المرض فى كثير من بقاع العالم؛ والسؤال يبقى.. هل تستطيع باقى الدول فى تخطى تلك الأزمة كما فعلت الصين؟


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر