جمال عبد الناصر يكتب: مهندس الكوميديا الذى أضحكنا وتألم

جورج سيدهم جورج سيدهم
 

رحل الفنان جورج سيدهم "مهندس الكوميديا"، كما أطلقت عليه الناقدة المسرحية سلوى عثمان فى كتاب حمل نفس الاسم من إصدارات مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، وكانت محقا فعلا فى هذا اللقب فهو بالفعل كان مثل المهندس فى صناعة الضحكة الصافية البعيدة عن الابتذال والإسفاف وكم أضحكنا كثيرا فى مسرحياته، سواء التى شارك فيها مع فرقته "ثلاثى أضواء المسرح" سمير غانم والضيف أحمد أو التى قدمها مع سمير غانم بعد رحيل الضيف أحمد فقد كانت إفيهاته دائما تحمل الدهشة ونتذكر سويا الإفيه الشهير له فى مسرحية "المتزوجون" حينما سأل نجاح الموجى: إيه رأيك يا واد يا مزيكا فى سياسة الوفاق؟ فيرد عليه مزيكا: يعنى يا بخت من وفق راسين فى الحلال فيقول له جورج: دى سياسة أمك .

الإفيه هنا غير متوقع ولا يخطر على بال أحد وهنا تأتى عبقريته فى إصابة المشاهد بالدهشة التى يتبعها الضحك من المفارقة فى كل مشهد يقدمه فهو عن حق كان صاحب طلة كوميدية ووجوده فى أى عمل مسرحى أو حتى سينمائى يعتبر ضمانة وعلامة جودة فى الكوميديا الراقية فهو لم يبتذل مطلقا فى أى عمل قدمه .

جورج سيدهم كان عاشقا للمسرح وعاش فى محرابه وحقق حلمه بامتلاك مسرحا يقدم عليه أعماله لكنه لم يستمر الحلم طويلا فقد حرق المسرح وضاع أمله وهذا كان السبب الرئيسى فى مرضه الذى استمر معه يتألم كثيرا، ولكنه ترك لنا أعماله تضحكنا أكثر وبرغم معاناته ظلت الابتسامة دائما على وجهه فى كل مناسبة يظهر فيها وحتى مع آخر ظهوره له فى عيد ميلاده الأخير الذى زاره عدد من الفنانين والفنانات للاحتفال به كانت ابتسامته تملأ وجهه برغم ما يعانيه من ألم ومرض. 

رحل جورج سيدهم ولكن رحيله جسدى فقط لأن أعماله وروحه المرحة ومشاهده الكوميدية لن ننساها فهى خالدة وسنظل نضحك وتعلو ضحكاتنا لمجرد مشاهدته فى أى عمل، ومن أشهر تلك الأعمال: (أهلا يا دكتور) و(المتزوجون) و(حب فى التخشيبة) و(فندق الأشغال الشاقة) و(موسيقى فى الحى الشرقى) .

الفنان جورج سيدهم من مواليد جرجا بسوهاج فى عام 1938 والتحق بكلية عين شمس وتخرج من كلية الزراعة عام 1961 ثم التقى بزميليه سميرغانم والضيف أحمد، وأنشأ معهم فرقة ثلاثى أضواء المسرح التى عملت فى المسرح والتليفزيون، ولمعوا فى أول فوازير لرمضان من إخراج محمد سالم، كما شاركوا معًا خلال هذه الفترة فى بطولة عدد كبير من الأفلام والمسرحيات، إلا أنه عقب وفاة (الضيف أحمد)، استمر سمير وجورج فى العمل معًا لسنوات حتى اتجه سمير للعمل منفردًا، وقدم جورج هو الآخر عدة أعمال بمفرده. 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر