أشباه النجوم.. تحليل يكتبه رائد لطفى

أحمد زكى والعندليب أحمد زكى والعندليب
 

فى ذكرى وفاة العندليب الأسمر وذكرى النمر الأسمر أحمد زكى التى تسبقها بأيام قليلة.. تتزاحم فى عقولنا وقلوبنا ذكريات المتع العقلية والروحية التى تركها هؤلاء النجوم المبدعين لتكون لنا السلوى والمدد فى زمن ندر فيه الإبداع الفنى واختلط فيه الحابل بالنابل للأسف.

 

وأقف هذه المرة مع ظاهرة ليست جديدة لكنها عادت تفرض نفسها بقوة مؤخرًا وهى ظاهرة أشباه النجوم أو من يتخلون عن شخصياتهم الفنية _ إن كان لهم شخصيات من الأصل _ ويتخلون عن أفكارهم ومشاريعهم الفنية والإنسانية _ إن وجدت _ ليدوروا فى فلك نجم سابق طغت موهبته وشخصيته وكارزميته على كل من حوله فى وقته فأصبح الرمز فى الإبداع والنجومية.

 

ومصر التى تقدس الفن وتحترم الفنان منذ ألاف السنين قد شهدت الكثير من هؤلاء النجوم الرموز مثل سيد درويش ونجيب الريحانى وأنور وجدى وسعاد حسنى والعندليب وأحمد زكى وذلك على سبيل المثال لا الحصر فمصر كانت ومازالت ولادة.. وطوال عقود ظهر على الساحة من يتشبهون بهؤلاء النجوم وحصلوا بالفعل على بعض النجاح والشهرة لكنهم لم يستمروا طويلا ولم يحققوا مكانة تُذكر.. لأنهم ببساطة قلدوا ولم يبدعوا ويبتكروا.. كان الجمهور يستمع لمن يقلد عبد الحليم حافظ فيسترجع جزء من متعته عند سماع العندليب ويقول فى داخله : رحمة الله عليك يا عوبد.

 

فالنجم الحقيقى مازال موجودا بروحه وإن غيبه الموت لأنه قد أعطى روحها كلها لأعماله.. فعاشت هذه الأعمال لعقود ممتلئة بروح الفنان وفكره ومشروعه الفنى والإنسانى.. وكما حدث مع عبد الحليم حافظ حدث مع أحمد زكى وهو أحد عباقرة التشخيص عن حق.. وقد سبقه فى مدرسة التقمص التام والتنوع والكاريزما الجبارة القدير زكى رستم والعظيم محمود المليجى.. لكن يظل لأحمد زكى مذاق خاص لم ينافسه فيه أحد مذاق الشقاء والفقر والخروج من بين الناس البسطاء ليكون معبرا عنهم وعوض الكثيرين منهم وصوتهم عندما يبح صوتهم.. وقد كان من حظ أحمد زكى قليل الثقافة وقتها أن وقع فى دائرة العبقرى صلاح جاهين فكان له الصديق والناصح والمعلم كما كان جاهين صديقا ومعلما لسعاد حسنى وتوجت هذه الصداقة بفيلم شفيقة ومتولى.. ثم نضج أحمد زكى فكريًا وفنيًا عند عمله مع الأستاذ وحيد حامد والفذ عاطف الطيب رحمه الله.. فقد كانت فترة هامة شهدت نضوج عبقريته وصولا لمرحلة تقديم ناصر 56 وأيام السادات.. والغريب أنه بعد وفاة زكى بشهور قليلة تنافس البعض على ارتداء جلباب أحمد زكى وتقبل الجمهور بعضهم وأخذ فى المقارنة بينهم بالفعل.. لا لشىء سوى استحضار روح أحمد زكى وما كان يمثله من متعة وعبقرية وتعبير عنهم.. لكن أشباه النجوم نسوا أو تناسوا أن الأصل حاضر دائمًا بروحه وشخصيته وفكره.

510201909031145124512


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر