فى عيد ميلادها.. «ماما نجوى» أنجح مذيعة تألقت بعالم السينما

نجوى إبراهيم نجوى إبراهيم
 
جمال عبد الناصر

ماما نجوى أو نجوى إبراهيم.. ربما لا يعرفها الجيل الحالى كما عرفها جيلى وأنا شخصيا أدين لها بالفضل فقد كانت معلمتى التى تعلمت منها القيم والمبادئ والمعلومات أيضا من خلال برامجها المفيدة جدا والشيقة جدا فى نفس الوقت وهى بالمناسبة معادلة صعبة لا يستطيع حاليا جهابذة الإعلام أن يصنعوا مثلها وتنال إعجاب الأجيال الحالية ربما يكون الزمن تغير لكن فى وقتها كانت النموذج الأمثل لإعلام الطفل والمراهق. 

اليوم هو عيد ميلادها الذى قررت أن احتفل به بكتابة كلمات مؤكد أنها لن توفيها حقها فهى قامة كبيرة فى عالم الإعلام وقيمة مهمة فى عالم السينما وتكاد تكون أنجح مذيعة دخلت عالم السينما، فقد خلدت اسمها فى السينما بـ12 فيلما قدمتها مع كبار المخرجين فى السينما اختارتهم بعناية كبيرة مثلما تختار ما تطرحه من موضوعات فى التليفزيون كمذيعة، فمنذ أول أفلامها "الأرض" 1970 مع المخرج الكبير يوسف شاهين، والذى يعتـبر من أفضل ما أنتجـته الســـينما المصرية عن الفلاح والريف المصرى، وقد بدأت ملامح موهبتها تتجلى بأدائها الطبيعى فى دور الفلاحة "وصيفة" فقد خرجت ببراعة من ثوب المذيعة لشخصية الفلاحة.

وفى ثانى أفلامها مع المخرج صلاح أبو سيف "فجر الإسلام"، الذى جسدت فيه دور "ليلى الجارية" فكانت أكثر تجليا وإقناعا واستطاعت بنظرات عينيها فى أكثر من مشهد بالفيلم أن تنقل للمشاهد إحساسها، وهذه ملكة من ملكات الممثل المحترف ومدرسة فى التمثيل لا يدخلها إلا كبار الممثلين مثل أحمد زكى ومحمود مرسى، ونضيف إلى ذلك تمكنها من اللغة العربية والتمثيل بها وهى من أصعب أنواع التمثيل، وكانت نجوى إبراهيم بأدائها وتمكنها من أدواتها كممثلة لا تقل عن المشاركين معها فى الفيلم من عمالقة التمثيل سميحة أيوب ومحمود مرسى وعبد الرحمن على.

caaf7da6-9068-42de-9072-ecad8a0069c8

وتوالت بعدها أفلامها مع كبار المخرجين مثل حسن الإمام فى فيلم "العذاب فوق شفاه تبتسم"، ومع المخرج حسام الدين مصطفى فى الفيلم الشهير "الرصاصة لا تزال فى جيبى"، ومع أشرف فهمى فى فيلم "حتى آخر العمر"، ومع كل تجربة نجد الممثلة نجوى إبراهيم تخرج من شخصية لشخصية ببراعة الممثلة المحترفة التى تتلون مع كل دور تقدمه وتدرس أبعاده النفسية وتضع له شكلا خارجيا وآخر داخليا.

نجوى إبراهيم الممثلة تخلت عن كل أدوات المذيعة حينما دخلت مجال التمثيل، وهو الأمر الذى دائما يشكل صعوبة لأى مذيعة تمارس التمثيل، فلا تصدقها إلا أن نجوى إبراهيم كانت صادقة فيما تقدمه ووقفت أمام كبار النجوم مثل محمود ياسين ومحمود مرسى وأحمد زكى ومحمود المليجى ويوسف شعبان، وكانت ندّا لهم كممثلة، وشكلت معهم نجاحات سينمائية ما زالت تمتعنا بها، خاصة أنها اختارت فى أفلامها مناسبات لن ننساها فمع كل ذكرى ليوم السادس من أكتوبر أصبح فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبى" لا بديل عنه وعن عرضه فى مثل هذا اليوم، وأيضا فيلمها "فجر الإسلام" الذى يعرض مع كل احتفال بهجرة الرسول أو ذكرى ميلاده، فهكذا كانت نجوى إبراهيم الفنانة لا تقل ذكاء فى اختيار أفلامها عن ماما نجوى المذيعة التى أجادت أيضا اختيار برامجها وموضوعاتها، ولا يسعنا فى مثل هذا اليوم إلا أن نقول لها: بنحبك يا ماما نجوى.

 
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر