من كشكش بيه للقرموطى

القرموطى القرموطى
 
تحليل يكتبه رائد لطفى

بعد حوالى عقدين من الزمان ظهرت شخصية درامية حققت نجاح كشكش بيه وتأثيره اليومى فى الجمهور وبالطبع كان الجمهور يذهب للسينما خصيصا من أجلها.. لكن الغريب أن الشخصية الجديدة كانت حقيقية جدا وحملت اسم الفنان نفسه وهو إسماعيل يس.. كان سمعه يملك موهبة فطرية من نوع غريب وكان حب الجمهور لشخصه يكاد أن يصيب النقاد بحيرة لا نهائية.. لكن فى حالة إسماعيل يس فقط تصدق مقوله "اللى ربنا يحبه يحبب فيه خلقه".. وبعد عمله لسنوات كسنيد للبطل يضفى الفكاهة وخفة الظل المصرية على الأعمال الدرامية.. جاء دوره ليكون البطل الأول_ وللغرابة_ كانت أفضل شخصية يمكن أن يبتكرها إسماعيل يس هى إسماعيل يس نفسه أو سمعه كما أطلق عليه جمهوره العريض جدا.. وقدم مجموعة أفلام ومسرحيات حملت اسمه مثل "عفريته إسماعيل يس" وإسماعيل يس فى البوليس" و"إسماعيل يس فى الجيش" ويقال أن أفلامه فى الجيش والطيران وغيرها جاءت بطلب من جمال عبد الناصر ليكون أفضل استغلال لشخصية إسماعيل يس وحجم حضورها وتأثيرها بين الناس.

 

ومرت عقود بعدها ولم تظهر شخصية ملهمة ولها شعبية وحضور جارف بين الناس مثل كشكش بيه وإسماعيل يس لأسباب مختلفة.. أهمها الابتعاد عن الكوميديا فى المسرح والسينما والاهتمام بالقضايا الجادة السياسية منها والاجتماعية.. حتى جاء فنان المسرح محمد صبحى بشخصية تلفزيونية بدت فى أول جزء من المسلسل _ وقد أصبح التلفزيون هو الوسيلة الأهم حاليا_ جادة وناقدة لكنها أيضا خفيفة الظل وتقدم حلولا لمختلف مشكلاتنا الاجتماعية والأخلاقية لكنها تفشل كعادة الفلاسفة فى تطبيقها فى الواقع.. وتبقى لونيس أن يطبق خلاصة العلم والحكمة هذه على عائلته الصغيرة.. لكنه ينجح أحيانا ويفشل غالبا فتزداد أزمة ونيس وعائلة ونيس لتزداد جرعة الكوميديا ويزداد النقاش والخلاف.. فيصبح ونيس داخل كل بيت مصرى ويصبح ونيس هو الشخصية الخيالية صاحبه الحضور ومضرب الأمثال طوال عقد من الزمان.. وتلقى بضلالها وحضورها من وقت لآخر فى وقتنا الحالى.

510201909031145124512

وبعد حالة ونيس أو فى نهايات حضوره الطاغى ظهرت شخصية أخرى صاحبه حضور طاغى وصلت لقلوب وعقول المصريين سريعا.. وسريعا ما صارت مضرب الأمثال فى كل مجال.. بل صارت طريقة ولزمة القرموطى.

الفلاح المصرى العنيد مدعى المعرفة فى كل شىء رغم جهله _ فى الكلام والنقاش والشد والجذب وفرض الرأى موضع تقليد واستحضار دائم.. ويحقق القرموطى بعقله اليقظ وحشريته التى لا تنتهى فى قضايا الزراعة والسياحة والسياسة وحتى مجلس الأمن وما فوقه_ نجاحا لم يتحقق منذ أيام كشكش بيه المجيدة.. ورغم وقوع القرموطى فى فخ خالق الشخصية الفنان أحمد أدم وبحثه عن نجاح فى شباك التذاكر على حساب المضمون الفنى والأخلاق.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر