بعد أن تبرأت منه أسرته.. محمد شومان الطاعن فى الفن وأهله

محمد شومان محمد شومان
 
باسم فؤاد
لم يكن اسمه مألوفًا لدى، حينما تنامى إلى سمعى خبر انضمامه إلى ‏القطيع الهارب إلى تركيا، من يكون؟! أجابونى بأنه ممثل شارك عادل إمام ‏ومحمد هنيدى وكريم عبد العزيز أعمالا سينمائية مهمة، تعجبت متسائلا: إذن ‏كيف لا أعرفه؟! أمسكت هاتفى مستعينا بمحرك البحث "جوجل" وكتبت محمد ‏شومان، ظهرت لى صورًا ذكرتنى بذلك الوجه الإعلانى الذى روج لأكبر ‏حملة دعائية وضعتها أمانة السياسات فى الحزب الوطنى المنحل، لقانونى ‏الضرائب على الدخل والضرائب العقارية، تابعت البحث فالموضوع حقا ‏مثير، كيف يمكن لرجل روّج لحملات الحزب الوطنى أن ينضم للإخوان؟! ‏حتى وقعت عينى على خبر اجتماعه بحكومة الحزب الوطنى، وأمين ‏السياسات قبل إطلاق الإعلان، للاتفاق على التفاصيل كافة‎.‎
 
أتعجب من أمر هؤلاء الذين تزيّوا بزى الحرباء حينما تقتضى مصالحهم ‏الذاتية أن يسلخوا جلدهم ويلبسوا جلدا آخر وفق تغيّر الأحوال لتمرير ‏رغباتهم والحصول على مكاسب مادية على حساب وطنهم، ولم يجدوا لغير ‏ذلك سبيلا سوى الهجوم غير المُبرر على مصر، سواء من خلال برامج أو ‏مسلسلات سطحية مفتعلة يقدمونها عبر قنوات اعتادت الكذب وتشويه ‏الحقائق لا لشىء إلا لتحقيق أجندات تنظيمات ودول تستهدف أمن مصر ‏وشعبها‎.‎
 
بشهادة زملائه، لم يكن محمد شومان سوى النفس، إذ روى الفنان أحمد صيام ‏قصة صداقته بشومان، وقال إنه كان يعانى من حالة نفسية سيئة، سافر ‏بعدها للعمل فى السعودية، وعاد ملتحيًا يرتدى جلبابًا قصيرًا، ووقفوا بجواره ‏حتى درس التمثيل بكلية الآداب قسم المسرح، وأعلن توبته ووعدهم ألا يعود ‏لذلك الفكر الخرب مرة أخرى، قبل أن يخدعهم وينضم لكتائب الإخوان فى ‏تركيا، ورغم ذلك لم يسلموا من لسانه فنال منهم وهاجمهم منذ وطأت قدمه ‏أرض تركيا‎.‎
 
تحول شومان من كومبارس مغمور إلى ممثل معروف نسبيًا بفضل مشاركته ‏عادل إمام فى فيلمين، هما "السفارة فى العمارة" و"مرجان أحمد مرجان"، ولم ‏يشكر معروف الرجل وكان ناكرًا للجميل إذ هاجمه عبر القنوات الإخوانية، ‏وادّعى أن الزعيم عرض عليه دورا فى مسلسل "فرقة ناجى عطا الله" لكنه ‏رفض.. قول يدعو للضحك، كيف يرفض العمل مع ممثل تمنى - وما زال ‏‏- أن يلتقط بجواره صورة يتباهى بها وسط أقرانه من الكومبارسات.. لم ‏يكتف بذلك بل نال من معتقداته، وقال: "آراء عادل إمام فى الدين لم تكن ‏صحيحة وكانت خاطئة.. وقال لى إن الجنة لكل الأديان وليست للمسلمين ‏فقط".. هل كان ينتظر من عادل إمام تكفير أهل الكتاب من المسيحيين ‏واليهود؟! لكن فكره صور له أنه وحده يملك مفتاحًا للجنة يدخل فيها من ‏يشاء‎.‎
 
ولم ينل من معتقدات عادل إمام فقط، بل طعنه فى مهنيته حين قال: "عادل ‏إمام كان بيرذل عليا أثناء التمثيل وكان يفرض عليا الأداء.. وبيتعامل ‏معايا على أنه مخرج بيعلمنى طريقة التمثيل"، ونسأله؛ وإن لم تتعلم التمثيل ‏من الزعيم ممن تتعلم ؟! وكيف تكون هذه أخلاق عادل إمام وهو من خرج ‏من تحت عبائته نجوما تسيدوا السينما والدراما المصرية عبر عقود مضت؟ ‏ولماذ وافقت على مشاركته أكثر من عمل أن كان هذا عادل إمام فى ‏نظرك؟‎!‎
 
بجانب مرضه النفسى، يعانى شومان من "عقدة النجومية"، فما كان إلا ‏سنيدًا للنجوم، وتصور أنه سيُصبح بطلًا فى زمن الإخوان، وشاركهم فى ‏المشروع المُسمى بسينما النهضة الفاشل، ويكفيك أن تعرف عزيزى القارئ ‏أن البطولة الوحيدة المطلقة لشومان فيلم بعنوان "طمبولا"، فهل تتذكر منه ‏شيئًا؟
 
انتقد شومان فى تصريحات صحفية له انقطاع زملائه من الفنانين عن ‏السؤال عنه بعد سفره لتركيا، ولما لا وهو القائل: "فلوس التمثيل حرام"، ‏فتنصل من مهنته ونال من زملائه، فما كان من نقابة المهن التمثيلية ‏برئاسة الفنان أشرف زكى – فى ذلك الوقت - إلا أن قررت شطبه من ‏عضوية النقابة‎.‎
 
تعودنا أن يجتمع حشود الكومبارس على قهوة "بعرة" بشارع عماد الدين ‏بوسط البلد فى انتظار "أوردر تصوير"، سواء كان صامتا أو متكلما، لكن لم ‏نتعود أن يجتمعوا فى تركيا، فالتقى شومان بهشام عبد الله هناك إذ لم يجد ‏الاثنان ملجأ غير تُركيا التى فتحت ذراعيها للهاربين من مصر من ‏الجماعات الإرهابية، وقررا أن ينتقما من الفن وأهله بل ومن المشاهدين ‏أيضا وقدما عملا أشبه بمسلسل لإحدى شركات إنتاج "تحت بير السلم" ‏بعنوان "نقرة ودحديرة" على جزأين، ويكفى ما ناله من هجوم شديد من رواد ‏السوشيال ميديا بسبب «دمهم التقيل»، متسائلين منذ متى كان هشام عبد ‏الله فنانا كوميديا؟! وكيف يتصدر محمد شومان بطولة عمل بمفرده؟‎!‎
 
سخافة الممثلين وتفاهة أحداث المسلسل ليست صدفة، حين تعلم أن إلهام ‏عبد اللاه – أحد أبطال المسلسل - رحلت إلى تُركيا لتعمل فى الصحافة، ‏لكنها اتجهت إلى التمثيل على مسرح الإخوان، كما أن المُشرف على ورشة ‏السيناريو مُحام يعمل بإحدى المُنظمات الإخوانية "الحقوقية" هُناك، ولم ‏يخض تجربة كتابة السيناريو من قبل، أما باقى أبطال العمل يقفون أمام ‏الكاميرات للمرة الأولى، فخرج العمل خال من أى متعة، فلا دراما ولا تمثيل ‏ولا صورة‎.‎
 
الصيد فى الماء العكر هواية إخوانية، لذلك حاول شومان الوقيعة بين مصر ‏وأشقائها العرب حين ادعى أنه عرض عليه المشاركة فى مسلسل خليجى ‏لكنه رفض، بسبب تصوير الشخصيات المصرية المكتوبة على الورق بأنها ‏انتهازية مليئة بالعيوب مقارنة ببقية شخصيات المسلسل، لكنه لم يفصح عن ‏اسم المسلسل، الذى لم يعرض حتى الآن‎.‎

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر