زهرة العلا «هنادى السينما المصرية» التى تخشى البطولة

زهرة العلا زهرة العلا
 
جمال عبد الناصر

كانت تمتلك كل مقومات البطولة المطلقة، لكنها دائما كانت تفضل البطولة الثانية أو المساعدة للبطلة، ولم يغامر مخرج ليقدمها فى دور البطولة، إنها الفنانة زهرة العلا، الملقبة بهنادى السينما المصرية، التى يمر اليوم ذكرى ميلادها.

المتأمل فى أدوار الفنانة القديرة الراحلة زهرة العلا سيجد أن جميعها أدوار مثالية ملائكية، فهى إما الحبيبة المثالية أو الفتاة الأرستقراطية أو الزوجة المخلصة لزوجها، والحقيقة أن هذه الشخصيات التى قدمتها صنعت لها نجومية، ولكن نجومية غير مكتملة فى السينما، خاصة أنها كان لديها الكثير كممثلة، وكانت فى بداية ظهورها يشبهونها بالفنانة أمينة رزق، التى ساعدتها فى دخول فرقة الفنان الكبير يوسف وهبى.

زهرة العلا قدمت عدة أفلام لم ولن ننسى شخصيتها فيها، فلن ننسى دورها فى فيلم "دعاء الكروان" فى شخصية هنادى، ودورها فى فيلم "الوسادة الخالية"، حيث برعت فى أداء دور "درية" الزوجة التى تكتشف قصة حب زوجها، ولكنها تطوى القلب على الجرح، وأيضا قدمت دورا مميزا فى فيلم "جميلة بوحريد" وهى شخصية بو عزة الفدائية، التى تقوم بعملية فدائية، ولكن جميع هذه الأدوار لم تخرج عن المثالية، ولم تتمرد مطلقا وترفض تلك الأدوار لتقدم دورا شريرا مثلا فى عمل سينمائى.

زهرة العلا كانت تحتاج مخرجا مغامرا يغامر بها فى دور مختلف، ويخرجها من الأدوار النمطية، مثل المخرج عاطف الطيب مثلا، الذى كان الممثل فى أفلامه يختلف عن بقية الأعمال الأخرى التى يقدمها، والغريب أن تلك الفنانة القديرة التى وصل عدد أفلامها لـ120 فيلما و50 مسلسلا كانت متمردة على الأدوار المثالية فى المسرح فقدمت سلسلة من الأدوار والشخصيات مع فرقة ذكر طليمات، فى مسرحيات منها "البخيل والمتحذلقات"، وأدوار أخرى، ولكن فى السينما ظلمت نفسها لخوفها من المغامرة.

الفنانة زهرة العلا كانت دائما البطلة الثانية مع البطلة أو البطل، حتى الجوائز التى حصلت عليها كانت عن الأدوار الثانية، وفى الأفلام التى كانت فيها بطلة مع البطل لم تحصل على جوائز، ونالت بعض التكريمات، وعلى الرغم من تعرضها للظلم إعلاميا وفنيا، إلا أن وجهها الملائكى وملامحها الهادئة جعلتها وجها محبوبا لدى المشاهد، وتراكمات ما قدمته من أعمال خلدت اسمها فى ذاكرة السينما وعالم الفن وفى كلاسيكيات الأفلام المصرية.

 
250f58a9-8c91-4482-9c47-a3f82490398d
 
 
 
6d8e04da-7d7e-49b4-b998-e54a5bb808e2
 

 

75e1ff2a-996e-45a5-b365-8e47d8a09c26
 

 

c4c8eabe-75f3-48b3-aeed-05102c3323a8

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر