حوار نادر لفيروز.. بتغسل المواعين وأغمى عليها من الخجل وتمنت الزواج والاعتزال

فيروز فيروز
 
زينب عبداللاه

منذ بداياتها وطوال مشوارها الفنى كانت ولا تزال جارة القمر الفنانة الكبيرة فيروز من أقل الفنانات ظهورا فى اللقاءات الإعلامية والحوارات الصحفية، تكتفى دائما بإمتاع الجمهور حين تشدو بالغناء، تتسم بالكثير من الخجل رغم مكانتها ومسيرتها الفنية الثرية وجماهيريتها العريضة فى العالم.

ويكشف "عين" تفاصيل حوار صحفى نادر لجارة القمر أجرته معها مجلة الكواكب، وهى تخطو خطواتها الأولى فى طريق الفن، قبل زواجها وارتباطها بعاصى الرحبانى، ونُشر هذا الحوار بتاريخ 9 يونيو عام 1953 تحت عنوان "مطربة تهاب المجد"، وأجرى معها الحوار من بيروت الصحفى سليم اللوزى، وأهدانا العدد النادر المؤرخ الفنى نعيم المأمون.

وقال اللوزى إنه وقتها تألفت جمعية فى بيروت من المعجبين بصوت فيروز اسمها "الفيروزيين"، وترأس هذه الجمعية الصحفى سعيد فريحة، رئيس تحرير مجلة الصياد، ويعاونه فيها المليونير الذى احتكر النكتة فى بلاد الشام نجيب حنكش، وكانت هذه الجمعية تهدف إلى رعاية صوت فيروز وتوجيهها، حتى لا تنجرف نحو الأغانى التجارية.

وكانت نهاد حداد المعروفة باسم فيروز، قد طلب منها الموسيقار الكبير حليم الرومى تغيير اسمها فغيرته إلى فيروز.

وقال محرر الكواكب إن فيروز تتسم بالخجل الشديد حتى أنها كانت فى كل مرة تظهر على المسرح ترتبك وتتخلخل ركبتاها، وكثيرا ما كانت تصاب بالإغماء ويتم استدعاء الطبيب لإسعافها، ولذلك امتنعت فترة عن الوقوف على المسرح رغم كثرة وإغراء العروض التى تقدم لها.

وذهب الصحفى سليم اللوزى إلى منزل فيروز، والذى كان يقع فى منطقة زقاق البلاط ببيروت فى حى الطبقة العاملة، وذلك فى الساعة التاسعة صباحا، وكان والدها قد ذهب إلى عمله فى إحدى المطابع، وذهب أشقاؤها إلى المدرسة، بينما كانت فيروز فى المطبخ تغسل الصحون، واندهشت من زيارة عدسة الكواكب؛ لأنها لم تعتد على أضواء الصحافة، وتخاف من آلات التصوير، كما تخاف الظهور على المسرح.

وتحدثت فيروز إلى الكواكب عن هذا الخوف من الأضواء وهى تخلع مريلة المطبخ، وتحمل كتبها متجهة إلى الحديقة العامة أمام منزلها، وهى تقول: "عندما أقف أمام الناس أشعر أن عيونهم تحولت إلى سياط موجهة لى، فيهزنى خوف غريب يجعلنى أقرب للمرضى من الأصحاء".

وتضحك فيروز، وهى نادرا ما تضحك -كما وصفها محرر الكواكب- وهى تقول: "عندما يكبر الإنسان يكبر معه عقله، إلا أنا، فكلما كبرت صغر عقلى وتملكنى الخوف سنة بعد سنة".

وهنا سألها محرر الكواكب عن أمنياتها، فسكتت لحظة وهى تقول: "هل تريد الحق، إننى أغنى لأننى فى حاجة إلى الغناء، وأعز أمنياتى أن أجد ابن الحلال، فأتزوجه وأعتزل الغناء".

وأجابت عن سؤال لماذا لا تظهر فى السينما قائلة: "إذا كنت أخاف أن اظهر على المسرح فما بالك بالسينما".

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر