حميد الشاعرى.. 40 عاما من التألق والتجديد فى الساحة الغنائية

حميد الشاعرى حميد الشاعرى
 
عادل عبد الله

النجم حميد الشاعرى أحد العلامات المضيئة فى تاريخ الغناء العربى، وهو أحد أيقونات النجاح التى كانت سبب تألق وشهرة العديد من النجوم، بدأ حياته الفنية من أوائل الثمانينات.

ونجح فى صناعة شكل جديد للغنوة العربية، وأحدث ثورة فى عالم التوزيع الموسيقى، كما نجح فى صناعة جيل جديد من المطربين، اكتشفهم بحسه الفنى المميز.

وكان أول ألبوماته الغنائية عام 1983، وهو ألبوم "عيونها"، ثم ألبوم "رحيل" عام 1984 الذى قدّم فيه أغانى حققت نجاحا مدويا، مثل أغانى: "رحيل"، "وين أيامك وين"، "يا صاحب"، وشارك فى الألبوم فرقة يحيى خليل والموسيقار فتحى سلامة، وتوزيعاته، ثم توالت ألبوماته الناجحة على مدار هذا المشوار، حيث قدم 17 ألبوما. 

الطريف أن حميد الشاعرى تعرّض لكثير من الانتقادات، حيث اتُّهم بأنه السبب فى إفساد الذوق العام، والتعدى على التراث، وإغراق الساحة الغنائية بأصوات شابة غير صالحة للغناء، وكذلك الانتقادات لمظهره الخارجى، فقد اعتاد الشاعرى على الظهور بالملابس الرياضية، سواء فى حفلاته أو حتى فى اللقاءات التليفزيونية المتكررة.

ومن أشد المخالفين لحميد الشاعرى وأشدهم معارضة له الملحن حلمى بكر، فقد مثّل فى ذلك الوقت فريق المدافعين عن التراث الموسيقى العربى ضد القادمين الجدد، الذين مثلهم حميد الشاعرى، بحيث تعددت أسباب رفض حلمى بكر لوجود حميد على الساحة منطلقا من أن حميد الشاعرى هو موسيقى غير أكاديمى (غير دارس).

 ولكن وعلى الجانب الآخر رأى حميد الشاعرى أن فطرته الموسيقية هى أهم ما يميزه، لتنتهى هذه المعركة الإعلامية بلقاء جمع بين الطرفين فى أوبريت الحلم العربى، الذى جمع بين العديد من النجوم العرب فى ذلك الوقت.

بدأ حميد الشاعرى بعد ذلك ممارسة هوايته فى اكتشاف أصوات جديدة أصبحت فيما بعد من الأصوات اللامعة فى جميع أنحاء الوطن العربى.

وقال عمرو دياب عن تعاونه مع حميد فى بداية حياته الفنية فى أواخر الثمانينات: "حميد الشاعرى نقلنى من منطقة إنى ناجح لمنطقة تانية خالص إنى مشهور وبتطلب فى كل مكان".

ومن المطربين الذين اكتشفهم حميد الشاعرى المطرب على حميدة، حيث قدمه بألبوم "لولاكى" صاحب مبيعات 6 ملايين نسخة.

وتعرف الشاعرى بعد ذلك على مصطفى قمر بالصدفة، حينما كان قمر يغنى على شاطئ فى الإسكندرية، ووقتها طلب منه حميد أن يأتى له فى منزله بالقاهرة، وقال مصطفى: "دخلت البيت عنده وقعدت أغنى شوية، بعدها سمعت زغاريد، سألته إيه ده؟ قالى ده الاحتفال عندنا فى البيت، أنت كده عديت".

اجتاز مصطفى قمر اختبار حميد الشاعرى، وذهب به لشركة الإنتاج الأولى التى عمل بها المطرب الصاعد، وقدم له ألحانا وتوزيعات ثبتت مكانة مصطفى قمر وسط جيله.

نفس الشىء حدث مع إيهاب توفيق، فقد كان حميد الشاعرى من أسباب شهرته ونجوميته، وفى عام 1991 صدر أول ألبوم لإيهاب توفيق، "اكمنى" الذى حقق نجاحا كبيرا، وواصل إيهاب نشاطه الفنى إلى اليوم، وبلغ عدد ألبوماته 18.

وكان حميد الشاعرى من أوائل الذين ساندوا هشام عباس، الذى كان فى بداية حياته يعمل مهندس صوت، وتعرّف عليه حميد بالصدفة عندما ما كان يصوّر أغنية "جلجلى" فى الاستديو، وانطلق هشام عباس، وتواصل معه حميد بألحان وتوزيعات وأغان بروح فترة التسعينات.

وفى أحد الأفراح سمع حميد المطرب حكيم، وقال له "أنت هتغنى شعبى"، وساعده فى التواصل مع شركة الإنتاج التى أنتجت له أول ألبوماته، على الرغم من أن حكيم لم يفكر فى غناء اللون الشعبى أبدا.

أما المطرب فارس فكانت بداياته وشهرته وأغانيه التى نجحت كانت جميعها مع حميد، من أول سنة 87، وألبوم "هكتبلك"، وألبوماته بعد ذلك: "أنتى" و"سحرك" و"معجبانى".

ولم تتوقف إبداعات حميد الشاعرى عند هذا الحد، بل استمر تقديمه ومساندته للمطربين الشباب وقتها، مثل: علاء عبد الخالق وحسام حسنى وحسن عبد المجيد وأمين سامى، وغيرهم، ولم تتوقف عند الثمانينات والتسعينات، واستكمل مشواره فى الألفينات مع الأصوات الجديدة، فخرج من تحت يده مطربون كثيرون، منهم: "هيثم شاكر"، "شذى"، "شاب جيلانى"، "محمد نبيل"، "مصطفى شوقى" وغيرهم.

 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر