المهندس وشاهين ومحمد صبحى أبرزهم.. مبدعون نالوا لقب «الأستاذ» فى مجالهم

مبدعون مبدعون
 
جمال عبد الناصر

كلمة "أستاذ" تعنى فى اللغة "المعلم" أو "السيد" أو "شيخ الكار" وصاحب الخبرة والإبداع الحقيقى، ومن علّم أجيالا، وله فضل على تلاميذ يدينون له بهذا الفضل، وهى كلمة فارسية الأصل، وهذه الكلمة فى تاريخ الفن المصرى لم تُطلق إلا على قلة من الفنانين الذين هم بالفعل أساتذة، ولهم تلاميذ، ولهم مدرسة خاصة وأسلوب فى تقديم وتعليم الفن، فمن هم أساتذة الفن المصرى والعربى الذين كان لهم تأثير كبير بفنهم، وامتد تأثيرهم على أجيال أخرى؟

الفنان الكبير فؤاد المهندس، أحد أساتذة الفن المصرى وصاحب مدرسة خاصة فى الكوميديا تميز بها، وهو بالفعل أستاذ كبير بما كان يتمتع به من خبرة وقوة فى الشخصية، وأطلق عليه كل تلامذته وأغلب الوسط الفنى لقب "الأستاذ" وتأثر بأدائه ومدرسته فى الكوميديا الكثير من الفنانين، وما زالت أعماله المسرحية والسينمائية ومسلسلاته منهلا للكثير من محبى الفن ودارسيه.

 
609052a8-adfb-4a53-9098-da61d8049302
 

الفنان الكبير والنجم محمد صبحى هو أحد أساتذة الفن وصاحب مدرسة خاصة فى المسرح وفى الأداء، وعمل لفترة مدرسا بالفعل فى المعهد العالى للفنون المسرحية، كما أنه أنشأ استديو للفن، وله معمل مسرحى قدّم من خلاله تجارب كثيرة، وله تلاميذ كثيرون، وصنع نجومية الكثيرين من الفنانين المتواجدين حاليا على الساحة الفنية، وكل العاملين معه فى مسرحه وخارجه ينادونه بالأستاذ محمد صبحى؛ لأنه حقا "أستاذ" ومعلم، وله مدرسته وعالمه الخاص فى المسرح.

المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، نال هذا اللقب "الأستاذ" وحتى الآن حينما تأتى سيرته لدى كل تلامذته من المخرجين يقولون عنه "الأستاذ"، وعندما كان يتوجه أى صحفى أو فنان لمكتبه منذ دخوله العمارة بشارع شامبليون والبواب يرشده قائلا الأستاذ فى الدور الرابع، وهكذا كان يوسف شاهين هو أستاذ الإخراج بما صنعه لنفسه من شخصية قوية وكاريزما وأسلوب خاص فى السينما، كما أنه عمل مدرسا فى المعهد العالى للسينما، وخرج من تحت عباءته الكثيرون من المخرجين الذين تأثروا بأسلوبه فى الإخراج وطريقته فى تقديم الأفلام فى السينما.

المخرج خالد جلال هو أيضا أحد أساتذة الفن وخرج من مدرسته وعالمه المسرحى الكثير من الفنانين الذين علمهم، ووجههم حتى صاروا نجوما على الساحة، وأنشأ مركز الإبداع الفنى بدار الأوبرا المصرية، ذلك المعمل الفنى الشامل الذى يقدم روائع الأعمال المسرحية، ويصنع فنانا شاملا متسلحا بكل الفنون الأدائية.

الفنان الكبير الراحل نور الشريف هو أحد أساتذة الفن، بما يحمله من خبرة ورؤية فى اكتشاف مواهب وتقديم وجوه جديدة، وكانت له مدرسته الخاصة فى الأداء، وعمل لفترة مدرسا بمعهد التمثيل "المعهد العالى للفنون المسرحية"، وكان من وقت لآخر يقوم بتدريس فنون التمثيل فى المعاهد المتخصصة ولكن بشكل غير منتظم وله تلامذته الذين يدينون له بالفضل، ومنهم الكثيرون ممن أصبحوا نجوما حاليا على الساحة.

الفنان الكبير الراحل محمود مرسى نال لقب "الأستاذ"، فقد درس الفلسفة وعمل مدرسًا لها قبل أن يستقيل ويسافر إلى فرنسا ليدرس فن الإخراج، ثم ينتقل إلى بريطانيا ليعمل مذيعًا فى إذاعة الـBBC قبل أن يستقيل على الهواء، اعتراضًا على مشاركتها فى العدوان الثلاثى على مصر، ليعمل مخرجًا بالإذاعة المصرية وبالتحديد فى "إذاعة البرنامج الثقافى"، حيث أخرج العديد من السهرات والمسرحيات الإذاعية قبل أن يترك الإخراج، ليعمل مذيعًا بالتليفزيون، ثم يحترف "التمثيل"، وهو أيضا صاحب مدرسة فى التمثيل والإخراج الإذاعى، وعمل لفترة مدرسا زائرا بالمعهد العالى للسينما، وكان يسبق اسمه دائما لقب "الأستاذ".

ومن المخرجين حاليا الذين يناديه كل الفنانين بالأستاذ، ودائما تسبق اسمه تلك الكلمة هو المخرج شريف عرفة، فهو أيضا من الذين يتمتعون بالأستاذية وكبار النجوم حينما يقفون أمامه لا يخاطبونه إلا بكلمة الأستاذ شريف وحينما يأتى اسمه أمام فنان لم يعمل معه تجده فورا يقول: نفسى أشتغل مع الأستاذ شريف عرفة، وهو أيضا له مدرسته الخاصة فى الإخراج.

الفنان الكبير الراحل عبد المنعم مدبولى كان أيضا من أساتذة الفن وله مدرسته التى عُرفت بالمدبوليزم فى الكوميديا، وتأثرت بها أجيال كثيرة، وكان معلما للكثير من الفنانين، وأخرج الكثير من المسرحيات التى خرج منها نجوم كثيرون، وهو بالفعل أستاذ فى الكوميديا، وله طريقة مميزة ومختلفة تفرّد بها فى كل أعماله وتأثر بها الكثير من الفنانين بعده.

الفنان الكبير الراحل زكى طليمات هو أستاذ أساتذة الفن، وكان ممثلا ومؤلفا ومخرجا، وأحد رواد المسرح المصرى وأسس المسرح المدرسى فى عام 1937، وشغل منصب أول مدير للمعهد العالى للتمثيل فى عام 1944 الذى عُرف فيما بعد بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وكان دائما يسبق اسمه "الأستاذ"؛ لأنه كان أستاذا بالفعل، ومعلما ويدين له بالفضل الكثير من النجوم، ويكفيه أنه أول من فكر فى إنشاء معهد لتدريس الفن فى مصر فهو من الرواد الأوائل.

من أساتذة الفن، ولكن فى الكتابة الأستاذ وحيد حامد، فهو أيضا أستاذ فى مجاله، وله مدرسته الخاصة فى كتابة السيناريو، ويُطلق عليه كل مريديه وتلامذته "الأستاذ وحيد حامد"، ويقوم بالتدريس فى المعهد العالى للسينما، وخرج من تحت عباءته الكثير من التلاميذ، الذين صاروا نجوما فى عالم كتابة السينما، فحقا هو أستاذ فى كتابة السيناريو، وأستاذ فى تعليم أجيال بخبرته وحنكته فى كتابة السينما والدراما التليفزيونية والإذاعية أيضا.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر