هشام صلاح يكتب: أشرف عبد الباقى أيقونة المسرح العربى

أشرف عبد الباقى أشرف عبد الباقى
 
رغم أن شهادتى مجروحة - ظللت أفكر بماذا أوصف الحالة التى وصل لها النجم المصرى أشرف عبد الباقى خلال السنوات العديدة من عمره فى تقديم فن مختلف خلال أكثر من 25 عاما، وبالتحديد فى المجال المسرحي، والذى دون شك أصبح رائدا للمسرح المصرى فى العصر الحالي، خصوصا منذ فترة طويلة حاول العديد من الفنانين المصريين القيام بجهد وتقديم عروض مسرحية مختلفة لكن لم يصلوا لمرحلة "القائد والرائد" على خشبة المسرح، مثلما وصل عبدالباقى لهذا المستوى خلال الثمانى سنوات الماضية بشكل أدق.
 
بعد انتهاء عصر فرقة الريحانى قدمت على خشبة المسرح الكثير من المسرحيات الكبرى للعديد من نجوم الفن المصري، والذين أثروا الوسط بأعمال ناجحة، حتى جاءت لحظة البداية الحقيقية فى منتصف الثمانينات لأحد الأسماء اللامعة فى الوسط الفني، وهو النجم أشرف عبد الباقي، والذى وقف على هذه الخشبة من خلال مسرحية “خشب الورد”، مشتركًا فيها بجانب محمود عبد العزيز وعبد المنعم مدبولى غيرهم من نجوم، والذى استطاع على مدار 30 عامًا من الكفاح، تقديم العديد من الأعمال الفنية الناجحة سواء على مستوى الدراما أو السينما أو المسرح، وبالتحديد على المستوى المسرحي، والذى يخطو فيه خطوات كبيرة وهامة فى تاريخ المسرح المصرى الحديث مثلما فعل الريحانى فى التاريخ القديم للمسرح فى مصر.
 
حتى نجح عبد الباقى بتجربته الحديثة “تياترو مصر” والذى قدمها عامى 2012 و 2013 والذى تحولت إلى “مسرح مصر” عام2015 فى تقديم مستوى راقى من الفن بشكل مختلف وغير تقليدي، وذلك من خلال استعانته بالوجوه الشابة وتوظيفهم بشكل جيد على خشبة المسرح مما أوصلهم حاليًا لحالة من النجاح الكبير بل التميز أيضًا على مستوى مصر والوطن العربي، وأصبح أبناء عبد الباقى هم نجوم الساحة الفنية فى مصر حاليًا، حتى انتهت هذه التجربة رسميا عام 2019.
 
وفى عام 2018 وتحديدا منتصف العام، قام عبد الباقى بتكوين فرقة شبابية جديدة وأخذ يدربها ويؤهلها حتى استطاع أن يفتتح مسرح نجيب الريحانى من جديد، وتقديم فرقته الشبابية لمسرحية "جريما فى المعادى.. مسرحية كلها غلط"، حتى لاقت استحسانا كبيرا من الجمهور خلال عرضها على مدار أكثر من عام ونصف، حتى انتهت التجربة المسرحية والاكتفاء بهذه المدة من العرض.
 
ومازال أشرف عبدالباقى لا يكل ولا يمل من المحاولة فى تقديم تجارب مسرحية مختلفة للسوق المصرى والعربي، حيث قام هذا الفنان فى محاربة فيروس كورونا بعد الفتح التدريجى لعودة الحياة الطبيعية فى مصر، وذلك من خلال تجهيزه لمسرحية جديدة يقوم بإخراجها وإنتاج شركة وورك شوب، تدعى مسرحية "صباحية مباركة" وتعرض على مسرح فندق "جراند نايل تاور"، والتى يقوم ببطولتها على ربيع وأوس أوس والعديد من النجوم الأخرون، محقيين بها نجاحا كبير خلال الشهرين الماضيين. 
 
ولفت انتباهى مرة أخرى أن عبدالباقى سعى مرة جديدة بعد افتتاح مسرحية "صباحية مباركة"، فى القيام بتقديم تجربة مسرحية جديدة أخري، وبالفعل استطاع أن يفعل هذا من خلال مسرحية "اللوكاندة" والتى تقدم حاليا على مسرح نجيب الريحانى بوسط القاهرة، والذى يقوم ببطولته النجم أشرف عبدالباقى وبرفقته الفنانين حمدى المرغنى و ويزو ودياب ومجموعة أخرى من النجوم. 
 
الذى يفعله أشرف عبدالباقى خلال السنوات الماضية هو بمثابة تحدى وجرأة كبيرة منه فى خوض مثل هذه التجارب المسرحية الكبيرة، والتى لا يكل ولا يمل من المحاولة فيها من حين لآخر، والغريب فى الأمر أن قدرته عبدالباقى فى تلك المحاولات لا يستطيع فعلها أى فنان آخر غيره، حتى أصبح هذا الفنان الموقر يضع قدمه فى تاريخ المسرح المصرى والعربى باجتهاده الشخصى دون مساعدة رسمية أو غير رسمية من قبل نجوم آخرين أو من قبل المؤسسات المسئولة عن المسارح المصرية، فتحية كبيرة لهذا الفنان الكبير على جهده المبذول، والذى أصبح من وجهة نظرى هو أيقونة المسرح المصرى والعربى فى التاريخ الحديث.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر