وحش الشاشة فريد شوقى يبكى بسبب «خساية» عزيز عيد.. اعرف الحكاية

عانى نجوم الزمن الجميل من رواد الفن كثيرا، وقدموا تضحيات كبيرة حبا فى الفن، وخسر عدد من رواد الفن الأوائل كل ما يملكون فى سبيل عشقهم لفنهم.

وكان من بين المواقف التى تؤكد حجم هذه التضحيات ما حكاه وحش الشاشة الفنان الكبير فريد شوقى فى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1953، وهو موقف جمعه فى بداية حياته مع رائد المسرح الفنان الكبير عزيز عيد.

وقال وحش الشاشة إنه فى عام 1939 كون مع عدد من زملائه الطلبة هواة التمثيل فرقة، وأرادوا استئجار أحد المسارح ليقدموا فيه أول حفلاتهم.

وأوضح ملك الترسو أنه وزملاءه لم يجدوا سوى مسرح دار التمثيل العربى، الذى كان يقع خلف حديقة الأزبكية، وعندما سألوا عن المسئول عن هذا المسرح عرفوا أن الفنان عزيز عيد هو صاحب الحق فى تأجيره؛ لأنه كان يستأجره من شركة مصر للتمثيل والسينما.

وتابع فريد شوقى قائلاً: "ذهبنا إلى عزيز عيد، وعرضنا عيه الأمر، وقلنا له إننا نطمع فى كرمه ومروءته لكى يؤجر لنا المسرح ليلة واحدة مقابل مبلغ بسيط يتناسب مع ميزانية فرقتنا المبتدئة، وقبل عزيز عيد أن يأخذ منا مبلغ أربعة جنيهات".

وأضاف: "شكرناه على كرمه ودفعنا له 50 قرشا كعربون على أن ندفع له الباقى ليلة العرض، وفى اليوم التالى ذهبنا إلى المسرح لنجرى الاستعدادات اللازمة للحفلة، ولكننا فوجئنا به مغلقا بالضبة والمفتاح".

وأشار وحش الشاشة إلى أنه وزملاءه شعروا بالغضب والحيرة الشديدة؛ لأنهم استأجروا المسرح ودفعوا العربون وطبعوا الإعلانات والتذاكر، وعرفوا أن شركة مصر هى التى أغلقت المسرح؛ بسبب تأخر عزيز عيد فى دفع إيجاره لمدة طويلة.

وقال فريد شوقى إن الغضب تملك منه ومن زملائه من هذا الموقف الذى وقعوا فيه، وصمموا أن يذهبوا لعزيز عيد لاسترجاع مبلغ العربون الذى دفعوه.

وتابع: "بعد بحث وجدنا عزيز عيد جالسا إلى جوار سور حديقة الأزبكية تحت أشعة الشمس ويتسلى بأكل "خساية"، فتقدمت منه بوصفى زعيم الفرقة، وقلت له: " تسمح يا أستاذ ترجع الخمسين قرش اللى أخدتهم مننا عربون".

وأضاف ملك الترسو: "نظر عزيز إلى ثم أشار إلى حزمة الخس وقال فى لهجة تمثيلية ظريفة: "ده إيه"، فقلت "خس طبعا".

فأجاب عزيز عيد: "يعنى مش ديك رومى"، فرد فريد شوقى: "طبعا لأ".

وهنا هز عزيز عيد رأسه، وهو يقول: "تفتكر لو معايا 50 قرش كنت هتغدى خس".

وقال وحش الشاشة: "اعتبرنا كلام عزيز عيد نكتة لطيفة رغم ما فيه من مأساة أبكتنى لرجل خدم الفن طوال حياته، ولم يعد لديه حتى ما يسد جوعه، وانصرفنا ونحن نشفق عليه من نفسه".