عبر عن الثورة والعامل والفلاح..محطات إبداع الراحل سيد درويش.. فى ذكرى ميلاده

سيد درويش سيد درويش
 
زينب عبداللاه
يمر اليوم 129 عاما على ميلاد فنان الشعب الفنان الكبير ورائد الموسيقى سيد درويش الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 17 مارس عام 1892 بالاسكندرية والتحق بالمعهد الدينى ، وكان يهوى الغناء والموسيقى ويغنى على المقاهى.
 
عمل سيد درويش مع الفرق الموسيقية، واضطر أن يعمل كعامل بناء حتى يكفى أسرته حيث تزوج فى سن 16 عاما وأصبح مسئولاً عن عائلة.
 
 وكان سيد درويش خلال العمل يرفع صوته بالغناء، مثيرا إعجاب العمال وأصحاب العمل، وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله، وهما من أشهر المشتغلين بالفن، في مقهى قريب من الموقع الذي كان يعمل به الشيخ سيد درويش، فاسترعى انتباههما ما في صوت هذا العامل من قدرة وجمال، واتفقا معه على أن يرافقهما في رحلة فنية إلى الشام في نهاية عام 1908، وهناك أتقن أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية، فبدأت موهبته الموسيقية تتفجر، ولحن أول أدواره يا فؤادي ليه بتعشق.
 
 في عام 1917 انتقل سيد درويش إلى القاهرة، ومنذ ذلك سطع نجمه وصار إنتاجه غزيرا، فقام بالتلحين لكافة الفرق المسرحية في عماد الدين أمثال فرقة نجيب الريحاني، جورج أبيض وعلي الكسار، حتى قامت ثورة 1919 فغنى قوم يا مصرى وعدد من أغانى الثورة ، كما لحن العديد من الأوبريتات، ومنها أوبريت العشرة الطيبة وأوبريت شهرزاد والبروكة.
 
بلغ إنتاجه في حياته القصيرة من القوالب المختلفة العشرات من الأدوار وأربعين موشحا ومائة طقطوقة و 30 رواية مسرحية وأوبريت.
 
وكان سيد درويش أحد صناع هذه الثورة وصانع أهم أغانيها ومنها «قوم يا مصرى، ويا بلح زغلول»، و جسد كل معانى التعايش معبرا الانصهار بين أبناء الشعب المصرى والشعوب التى انصهرت معه، فصنع الأغانى معبرا عن المصرى والسودانى والإيجريجى «دنجى.. دنجى»، «مخسوبكوا أنداس»، وغنى بلسان الموظف والشيال والصعيدى والفلاح والجرسون الصحفى «شد الحزام على وسطك، يا حلاوة أم إسماعيل، هز الهلال ياسيد، الحلوة دى قامت تعجن، البحر بيضحك ليه، اقرأ يا شيخ فقاعة تلغراف آخر ساعة، آه ده اللى صار»، كما اقتبس من أقوال الزعيم مصطفى كامل بعض عباراته وجعل منها مطلعا للنشيد الوطني
 
بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادى.
 
وجمعت سيد درويش علاقة خاصة بالكاتب المبدع بديع خيرى وعن هذه العلاقة تحدثت عطية عادل خيرى عن علاقة جدها بفنان الشعب فى حوار لليوم السابع.
 
وأشارت إلى أن بداية التعارف كانت قبل أن يتقابلا، حيث لحن سيد درويش أحد أزجال خيرى المنشورة بأحد المجلات قبل أن يراه.
 
وتحدث بديع خيرى عن هذه العلاقة فى أحد حواراته قائلا: «بدأت علاقتى بسيد درويش عندما جاء من الإسكندرية ليشارك بوضع موسيقى وأغانى مسرحية فيروز شاه بمسرح جورج أبيض، أردت أن أتعرف عليه، وبمجرد أن قلت اسمى أخذنى بالحضن، وقال أنا لحنتلك حاجة كانت منشورة فى جريدة السيف الأسبوعية».
 
وتابع خيرى: «أسمعنى سيد درويش الأغنية بعدما لحنها فأعجبتنى جدا وكانت أغنية «دنجى دنجى» وترسخت علاقتى به واقترحت عليه أن يعمل معنا فى مسرح الريحانى، وبالفعل انضم لنا عام 1918 واشتغلنا معا فترة ثورة 1919».
 
وتحدثت الحفيدة عن مسيرة جدها مع فنان الشعب قائلة: «تعاون جدى مع سيد درويش، وكتب أشهر أغانى ثورة 1919 ومنها أغنية قوم يا مصرى التى تحوى لوما شديدا وتحفيزاً للمصريين حتى يقاوموا المحتل ويفخروا بكونهم مصريين».
 
وأضافت: «تحايل جدى على القرارات العسكرية التى تمنع الكتابة عن سعد زغلول والثورة، فكتب أغنية يا بلح زغلول تحية لسعد زغلول ولحنها سيد درويش".
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر