الزعيم عادل إمام و34 عامًا.. بين عادل عيسى وعدلى علام

عادل إمام ويسرا عادل إمام ويسرا
 
حسام البحيرى

كعادته يلفت الزعيم عادل إمام انتباه الجميع بكل كلمة وحركة وأداء له فى أعماله الفنية، ويصر دائما على الاختلاف وصناعة البهجة بجوار مناقشته للقضايا الاجتماعية ووضع إفيهاته التى يخلدها دائما الزمن فى إطار دراسة مهمة للبعد الاجتماعى الخاص بالمجتمع المصرى، كل هذا بخلاف أنه يحرص على التنوع وعدم التكرار حتى لو تكررت المواقف يكون فى النهاية هو صاحب الاختلاف.

ويظهر لنا الزعيم عادل إمام هذا العام بشخصية جديدة فى مسلسله الرمضانى "عفاريت عدلى علام"، الذى يجسد من خلاله شخصية "عدلى علام" الموظف، الذى يعمل بهيئة دار الكتب على درجة وكيل وزارة، ومهتم جدًا بالشأن الثقافى والحركة الثقافية، ويقوم بكتابة مقالات تساهم فى تحريك الرأى العام، وتجلب المشاكل لرئيس تحرير الصحيفة التى تنشر له المقالات.

ظهر الزعيم عادل إمام فى الحلقة الثانية وهو يكتب أحد مقالاته ضد الداخلية ويرسلها لرئيس التحرير، الذى عقد اتفاقا مع وزير الداخلية ينص على تقليل الهجوم على الوزارة وعندما قرأ المقال، الذى كتبه عدلى علام قام بالاتصال به من أجل تغيير الهجوم وعالجه له بشكل بسيط، حيث ألقى كل كلمات المقال على الضمير الغائب.

إضافة كلمة "يقولون أن" فى بداية المقال، وإضافة سطر فى نهاية المقال يشيد بالداخلية التى وصفها بالعين الساهرة وحراس الوطن ليبدل ما طرحه خلال ما كتب.

هذه ليست المرة الأولى للفنان عادل إمام، التى يجسد فيها شخصية الكاتب أو الصحفى الذى يكتب رأيه بصفحات الجرائد، فهذا المشهد يعيد ذاكرتنا إلى 34 عاما مضت لنتذكر فيلم يعد من أهم أفلام الفنان عادل إمام فى السينما المصرية وهو فيلم "الغول" الذى أنتج عام 1983، ويعتبر أول دور بطولة جادة يقدمها عادل إمام، حيث كان اسمه قبل هذا الفيلم بمثابة الماركة المسجلة للفيلم الكوميدى، لذلك كان هذا الفيلم مفاجأة للجمهور، حيث فاجأهم عادل إمام بفيلم جاد وحزين أيضاً يناقش قضية اجتماعية سياسية، تحدث عن المجتمع وسلبياته.

وجسد من خلاله فيلم "الغول" شخصية عادل عيسى الصحفى الملتزم بقانون مهنته، الذى لا يخفى الحقيقة عن الناس، ويعلى دائما المصلحة العامة.

ولم يكن الزعيم عادل إمام أول من قدم فكرة هذا الفيلم، حيث سبق وأن قدمت فى الإذاعة تحت اسم "قانون ساكسونيا" بطولة الراحل نور الشريف وزوجته الفنانة بوسى، وكان من المقرر أن يلعبا بطولة الفيلم أيضا، إلا أن اختيار المنتج فى النهاية جاء لصالح عادل إمام ونيللى، ليخرج لنا الفنان عادل إمام بتجربة فنية يخلدها الزمن.

تدور أحداث الفيلم حول قضية قتل متعمد لأحد الموسيقيين وإصابة راقصة بحادث سيارة، والفاعل هو ابن أحد كبار الانفتاحيين، الذى يحاول بأساليبه الملتوية أن يسقط التهمة عن ابنه لكى تحفظ القضية ضد مجهول.

إلا أن الصحفى الذى صادف أن يكون شاهداً للحادث يصر على أن تأخذ القضية مجراها الطبيعى أمام القضاء، لذلك يقرر الوقوف ضد محاولات الانفتاحى الكبير والتصدى له، لكنه لا يستطيع الصمود أمام هذا الغول وتياره الجارف، فنراه يصاب باليأس والإحباط والشعور بلا جدوى، فيقرر تنفيذ حكم الإعدام فى هذا الغول نيابة عن المجتمع، وينتهى الفيلم بسقوط الغول صريعاً بضربة من ساطور الصحفى.

ولم يمر الفيلم مرور الكرام للمشاهدين بسبب الطريقة التى تناول بها عادل إمام شخصيته داخل العمل والإضافات التى أضافها للسيناريو فعند الانتهاء من تجهيزه وطبع النسخة الأولى منه عرض فى مبنى الرقابة لإجازته والسماح بعرضه جماهيرياً لكن عقب انتهاء العرض الخاص جاء فى تقرير الرقباء ما يلى: رأت اللجنة أن هذا الفيلم يعد مظاهرة سياسية مضادة للنظام القائم فى البلاد ومعاداة لنظام الحكم ومؤسساته القضائية، ويعد بمثابة اتهام لبعض أجهزة الدولة بالتواطؤ مع الرأسمالية ضد مصالح الشعب، ويشجع بل يدعو إلى الثورة الدموية ضد أصحاب رؤوس الأموال.

كما تؤكد اللجنة أن هذه المعانى من شأنها التأثير بطريقة سيئة على عقول الشباب وتزعزع ثقتها فى القضاء وغيره من أجهزة الدولة.

كما تضمن المصنف بعض المشاهد والأحداث التى تبدو، كأنها نوع من المتاجرة ببعض الأحداث المحلية المتعاقبة والجارية على النحو الذى يصبغه بطابع سياسى على جانب كبير من الخطورة.

وبناء على هذا التقرير الرقابى منع عرض الفيلم داخل مصر وخارجها.

وعندما عرض فى قاعة النيل، حضره أكثر من خمسمائة شخص من الكتاب والنقاد والسينمائيين، وكان رأى الجميع أن الرقابة افترضت إسقاطات بعيدة كل البعد عما جاء فى الفيلم.

وأثيرت هذه القضية الفنية فى الصحافة وهوجمت لجنة الرقابة من قبل النقاد والسينمائيين حتى استدعت القضية أن يكون الحكم فيها بيد وزير الثقافة محمد عبد الحميد رضوان، الذى أصدر قراراً بعدم منع الفيلم وصرح بعرضه جماهيرياً.

وأدى عادل إمام واحداً من أصعب أدواره فى السينما، فقد كان الدور مليئاً بالمواقف المختلفة والمشاعر المتضاربة، وجاء تجسيده لشخصية الصحفى موفقاً إلى حد كبير، فأعطى للدور مجهوداً كبيراً حتى إنه جعل المتفرج يتعاطف معه، ويقبل حله الفردى.

شارك الفنان عادل إمام فى هذا الفيلم مجموعة كبيرة من النجوم هم نيللى، فريد شوقى، صلاح السعدنى، حاتم ذو الفقار، أسامة عباس، يوسف فوزى، فؤاد خليل، تأليف وحيد حامد، وإخراج سمير سيف.

لم يكن فيلم "الغول" فقط الذى احتوى على مشاكل فى بدايته لكن تأثر مسلسل "عفاريت عدلى علام" هذا العام بمشكلة كبيرة أيضا أثناء عرض أولى حلقاته ولم تكن المشكلة هذه المرة بسبب الرقابة أو سياسة العمل ذاتها أو أداء الفنان عادل إمام، إلا أن المشكلة جاءت بسبب تتر العمل وترتيب أسماء الممثلين، وتعتبر هذه هى المرة الأولى التى تظهر فيها مشاكل المسلسلات مبكراً والمرة الأولى التى تتواجد هذه المشاكل بمسلسلات الزعيم عادل إمام على مدار الأعوام السابقة وحدثت المشكلة بسبب نشوب خلاف بين الفنانة هالة صدقى والشركة المنتجة، الخلاف جاء نتيجة وضع اسم غادة عادل قبل اسم هالة صدقى فى تتر العمل، وهذا ما لم تتفق عليه صدقى أثناء إبرامها عقد العمل مع الشركة المنتجة. 

وتقدمت هالة صدقى بشكوى لنقابة المهن التمثيلية ونقيبها الدكتور أشرف زكى لكن قررت الشركة المنتجة عرض المسلسل بدون تتر حتى يتم تغييره، ويتم وضع اسم هالة صدقى حسب ما تم الاتفاق عليه فى التعاقد معها.

_310x310_1fc6f3a06d53b2704bc08ce50d25a1dde478972cb5a9778ba9b6a72b5271f185
 
 _310x310_fdd30a6685e3356af185b0a8e656d02d3c584bb47497900a0ad6891fcb749a89
 
56bf1e9eac75b
 
56bf1eacdd617
 
hqdefault

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر