"تسليم أهالي".. شريط السينما الاختراع الذي يعيد لنا الروح

تسليم أهالي تسليم أهالي
 
على-الكشوطى

ساحر وعجيب هو شريط السينما، ذلك الاختراع الذي يصنع المعجزات ويوثق الحقائق، ويدخلك في عوالم جديدة ومختلفة، ويعيد لنا الروح، فنرى نجومنا الراحلين أمامنا وكأنهم لم يغيبوا أبدًا، ربما لدقائق قليلة أو ساعات، ولكنه على الأقل قادر على أن يعيد أحبابنا الراحلين ولو لفترة وجيزة، مثلما أعاد لنا شريط السينما محبوبتنا جميعًا دلال عبد العزيز والأسطورة سمير غانم، من خلال فيلم "تسليم أهالي"، اللذان يزداد الحنين والشوق لهما ولطلتهما المفعمة بالحب والحيوية.

ظهور "سمورة"، سمير غانم أسطورتنا الجميلة فقط في مشهد واحد، بالفيلم كان قادرًا على منح المشاهد طاقة حب ممزوجة بحزن وشجن، فالآلام التي يشعر بها الجمهور لا تقل أبدًا عن مشاعر الفقد التي من تشعر بها إيمي ودنيا سمير غانم، ولكن بقدر ما نحمله من حزن في قلوبنا لفقدانهما، كانت الفرحة بظهورهما على الشاشة الكبيرة مماثلة لنفس القدر.

"تسليم أهالي" يحمل العديد من علامات التميز ليس فقط لظهور اثنين من أغلى النجوم على قلوبنا، غيبهما الموت تاركًا قلوبنا تعتصر على رحيلهما، وإنما أيضًا لرؤية المخرج خالد الحلفاوي، الذي اختار بعناية فريق الفيلم، بل واختار أيضًا افتتاحية للفيلم جعلت الجمهور في حالة ترقب دائم لما سيحدث، ليدهشنا بهذا التحول الشديد في الأحداث الذي جعل المشاهد يشعر أنه أمام وجبة مكتملة ما بين الكوميديا والرومانسية والأكشن الممزوج بخفة وتلقائية دلال عبد العزيز وبيومي فؤاد وعائلتهما عائلة الزواحف المدهشة.

اختيار ضيوف الشرف يحسب بشكل كبير للحلفاوي، كما أن القماشة التي منحه إياها المؤلف شريف نجيب سمحت أن نرى محمد ممدوح وشيكو وأوتاكا وعمرو وهبة وأحمد فتحي وجميعهم شكلوا إضافة للفيلم ليخرج المشاهد وهو يحمل الكثير من الإيفيهات في ذاكرته خاصة محمد ممدوح المبهر في كل تفاصيله، العمل لم يكتفِ بهذا الكم من ضيوف الشرف بل أيضًا نجوم مثل سمية الخشاب وياسمين صبري وغيرهم كانوا حاضرين بأسمائهم التي كانت تذكرها دنيا سمير غانم في سياق السيناريو فتفجر الضحكات بما يخدم مضمون المشاهد.

دنيا سمير غانم المعجونة بالموهبة وهشام ماجد القادر على نقل مشاعر شخصيته على الشاشة بكل أريحية، ديو ناجح، بينهما كاريزما وتفاهم واضح على الشاشة، فدنيا قادرة على خطف عينيك منذ الظهور الأول لها بصحبة نبيل الحلفاوى الذي اشتقانا له على الشاشة الكبيرة فهو يحمل من الكاريزما والحرفية ما يسمح له التواجد في السينما بشكل أكبر وهي مكانة مستحقة.

شعور كبير من البهجة والامتنان قادر على تملكك أثناء المشاهدة فظهور عبد الله مشرف في دور الجد وعبير فاروق ولاشينة لاشين، يؤكد أن المهنة لا تأكل أولادها وأن المخرج واع وقادر على وضعهم في المكان الصح ليضيفوا مزيدا من الوهج لـ لوحة جميلة.

لا يستطيع أحد أن ينكر أن سرد الشخصيات على لسان أبطاله وتعريف المشاهد بهم كان متميزا خاصة في الحكى حول "كبائر" وتقدمها الفنانة لوسى تلك الشخصية الثرية والتي أعتقد أنها شخصية صالحة لتقدم في عمل منفصل يعرفنا من هي كبائر بتفاصيل شخصيتها بخلفيتها الاجتماعية بعدد الرجال في حياتها ممن خيبوا آمالها.

رغم قلة المشاهد التي جمعت "كبائر" أو لوسى بهشام ماجد "خليل"، إلا أنها كانت مشاهد تفجر الضحكات ولا يستطيع المشاهد نسيانها أو إغفالها وشكلت مفاجأة كبيرة.

الفيلم يشكل عودة للنجمة دنيا سمير غانم بعد غياب عن السينما خلال السنوات الماضية، حيث قدمت آخر أعمالها فيلم "لف ودوران" الذي قدمته عام 2016، ويبدو أن الفيلم سيشكل فتحة خير على دنيا سمير غانم وهشام ماجد، خاصة بعدما تخطت إيراداته الـ 12 مليون جنيه في أيام معدودة.

تسليم أهالي
تسليم أهالي

 

تسليم أهالي
تسليم أهالي

 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر