محمد فاروق يكتب : ياسمين عبد العزيز تعلن الحرب على الغيلان

ياسمين عبد العزيز ياسمين عبد العزيز
 
 
 الحرب على الكوميديا بدأت مع ظهور مقامات بديع الزمان الهمذاني والحريري هي مسرحيات كوميدية، أجهضها الواقع الذي كان يحرم التمثيل وحارب الكوميديا التى تم اعتبارها أحد أسلحة الردع المصرية ضد الظلم والاضطهاد وهذه الحرب هى التى الهمت الكتاب لإعلان وجودهم بالكوميديا رغم كل تلك الحروب والأزمات.
 
لم يختلف الزمن كثيرا ومازالت الكوميديا هى أصعب الفنون لأن الجمهور لا يتقبلها سوى من الممثل أو الممثلة "خفيفة الدم" التى تمتلك طاقة تدميرية، تعصف بكل ما تمسه. لذلك لم يستطع الساسة العظماء أو القادة الكبار أو حتى الأفكار المتطرفة، الصمود أمامها، أو إسكات صوتها، فهي تبحث لنفسها دائماً عن طرق جديدة لتُظهر العيوب بوضوح، وتكشف النفاق وتفضح المظاهر الزائفة والمخادعة وتظهر الحقيقة العارية سواء فى المجتمع أو فى السياسة والتحدى الأكبر للكوميديا أن تدخل بيوت لا تخلو منها.. أن تقنعهم بأنها قادرة على تحدى خفة ظلهم الفطرية.. أن تدفعهم للإبتسامة حتى وهم يعيشون وسط مجتمع لا يكف عن التهكم والنقد والمبالغة فى الإبتسامات!
 
نفس التحدى ظهر من جديد وكانت بطلته النجمة ياسمين عبد العزيز التى عاشت كامل قوتها ومجدها فى السينما لتعيد تاريخ الإيرادات النسائية بعدما كاد أن يختفى بسبب نجوم الأكشن والرومانسية و"الجانات" الذين يخاطبون أهم قوة شرائية لتذاكر السينما وهم المراهقين.. ياسمين سحبت البساط ناحيتها بكل سهولة لأنها لم تبذل مجهودا كبيرا لإعلان خفة دمها وبساطتها وقدرتها على تنفيذ أفلام خالية من الإسفاف، لكن التحدى الأكبر لم يكن فقط فى السينما.. التحدى الضخم كان بقرار ظهورها فى دراما رمضان.. 30 يوما فى كل بيت والمطلوب منافسة أعظم سيناريوهات الدراما بين الكآبة والخيانة والأزمات والرعب والإثارة والأكشن.. ياسمين قررت الوقوف بطولها ولا تحمل سوى ابتسامتها وخفة ظلها المعتادة وفريق يعتمد عليها فى حصد بعض المشاهدات من تورتة الشهر الكريم الدسمة دراميا.
 
المفاجأة كانت فى نسب المشاهدات التى مالت بكفتها ناحية كوميديا ياسمين عبد العزيز التى اختارت اسم "هربانة منها" ليتحول من اسم إلى صفة تستحقها ملكة المجازفات وأميرة تحدى الغيلان فى شهر رمضان.
حققت أضعاف التوقعات لأنها راهنت من البداية على جمهور يشتاق للضحكة النظيفة التى يطمئن بها وهو جالس وسط اسرته.. يشتاق للإبتسامة الراقية التى تخرج من القلب وتصل للقلب دون كسوف أو خوف أو تحذيرات للكبار فقط وفوق 16 وخلافه.
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر