سهر الصايغ فى حوارها لعين:"المعلم" يقدم عالم سوق السمك بصورة غير مألوفة على الشاشة

سهر الصايغ سهر الصايغ
 
حوار: محمد زكريا
بأداء سلسل مليء بالمصداقية لا يقترب من التكلف أو المبالغة، تقدم النجمة الموهوبة سهر الصايغ شخصية "زمزم" زوجة مصطفى شعبان والأم التي تكتشف اصابتها بالسرطان وتتحمل الأوجاع فوق عاتقها بمفردها حتى لا تتسبب في خلل داخل منزلها، خلال أحداث مسلسل "المعلم" الذي يعرضه حاليا في الموسم الدرامي الرمضاني، واستطاعت سهر إطهار موهبتها الكبيرة في هذا الدور المليء والتفاصيل والمشاعر.
 
سهر الصايغ تحدثت خلال حوارها لـ" عين اليوم السابع" بأن موافقتها على تجسيد شخصية "زمزم" ليست لأنها طبيبة مثل مهنتها الأساسية ولكن لعدة أمور أخرى، وكشفت سبب إقبال الجمهور على متابعة الدراما الشعبية، ومقارنة المسلسل بفيلم "شادر السمك" كما أبدت رأيها في عبارات السجع والأمثال الشعبية التي تغلب على الحوار بين الأبطال.
 
كيف ترين نجاح مسلسل "المعلم" وسبب إقبال الجمهور على الدراما الشعبية؟ 
 
قلت قبل العرض إن من يراهن على العمل الاجتماعي الشعبي كسبان، لأنه يكون قريبا لشريحة كبيرة جداً من الجمهور تصل لحوالي 80 % من المصريين، وأيضاً بعيداً عن التصنيف فالمسلسل متشعب الحكايات، وكل "حدوتة" يها خيوط كثيرة متداخلة، لذا يتحقق عنصر التسلية لدى المشاهد.
 
كذلك هناك أنماط كتير للشخصيات في العمل منها الطيب، الزوجة الأصيلة، التاجر الشرير والأخر الأمين، وأجواء سوق وتجارة السمك عموماً لأنها صورة ومش مألوفة على الشاشة، فهناك الكثير من الأعمال الدرامية الشعبية، ولكن سوق السمك لم يتم تناوله من قبل بهذا الشكل، إلا النجم الراحل أحمد زكي في فيلم "شادر السمك".
 
بما أنك ذكرت "شادر السمك".. هل كان الفيلم مرجعا لكم لأن هناك من ربط بين الفيلم والمسلسل؟
عندما عرض على "المعلم"، تخيلت أنه مستوحى من فيلم "شادر السمك"، صاحب ذلك أنني البعض يدعى ذلك، ولكن بمجرد قراءة النص وجدته مختلف تماماً، وأكيد الجمهور شاهد الحلقات وشعر بالاختلاف، والمتشابه مع الفيلم مجرد فكرة بيئة أو مجتمع سوق السمك، لكن القصة نفسها بعيدة تماماً، وهناك من حكم قبل المشاهدة لمجرد أن الفيلم كان به شادر سمك والمسلسل نفس الأمر، والبعض فعل ذلك معذورا لأنهم حكموا بأقرب حاجة موجودة في ذاكرتهم.
 
هل انجذبت لتقديم شخصية الدكتورة زمزم بسبب أنك طبيبة في الأساس؟
هذا أول عمل فني لي أجسد به دور طبيبة، ولكن ما اعجبني في الدور التركيبة نفسها وإنها متزوجة من معلم شغال في سوق السمك، إضافة إلى أن يجمعهما قصة حب لطيفة للغاية، ووجود أجواء عائلية رائعة، فالتركيبة نفسها جديدة علي كممثلة، مما حمسني جداً، والحقيقة إن المسلسل لا يتعمق كثيرا في فكرة الدكتورة وإنما تبرز تفاصيل حياتها وبيتها ومرضها وتضحياتها.
 
كيف تعاملت مع شخصية زوجة وأم مريضة بالسرطان؟
شخصية زمزم صعبة جداً لأن لديها إنفعالات نفسية كثيرة ومحبوسة، ودايماً نشاهد فى الدراما إن الشخصيات المريضة بالسرطان تخبر أهلها حتى يقفوا بجانبها ويدعموها ونرى رحلة العلاج والمعاناة بعد ذلك، لكن الموضوع مع زمزم مختلف تماماً لأنها اكتشفت إصابتها بالسرطان وأخفت الخبر عن كل الناس سواء زوجها أو عائلتها، قررت إنها لن تُعالج وتغادر فى صمت لأنها وجدت إن هذا هو أسمى المعانى.
 
وهل هذه الشخصية موجودة بالفعل في الواقع؟
أعتبر شخصية زمزم ملائكية جداً تتصرف كل التصرفات لأجل من حولها وليست لمصلحتها هى، فأخفت الخبر لرغبتها أن يسير المنزل في إطاره الطبيعى فهى ليست منشغلة بالعلاج ولا تريد الخضوع لجلسات الكيماوى، وإنما منشغلة بترتيب المنزل فيما بعدها، لتكون مطمئنة بأن البيت لن يتأثر برحيلها، فهي شخصية جميلة للغاية وانفعالاتها مكتومة، حتى أنها تفكر في اختيار صديقتها لكي تصبح زوجة لزوجها وأما لابنها بعد رحيلها.
 
ولكن هذه التفاصيل في شخصيتها نادرة التواجد في الواقع؟
هذه الجزئية من أكتر الأمور االتى أعجبت بها في الشخصية، وهنا لابد من توجيه تحية كبيرة للمؤلف، لأنه عمل الشخصية عكس المألوف فى كل شيء، فهى سيدة مصرية بطابع خاص جداً، فالطبيعى أن أي زوجة تكتشف علاقة زوجها بأخرى أو نيته الزواج عليها، تغضب وتنفعل، لكن زمزم هنا تلح على زوجها للزواج من أخرى لأنها تحبه وكل ما تريده أن يكون سعيد بعدما تتوفى، وذلك تنتقى له زوجة تستطيع أن تأمن عليه معها وعلى ابنها أيضاً، وهذا النموذج ليس شائعا أيضا في الدراما".
 
حديثنا عن مشهد اكتشاف إصابة زمزم بالسرطان الذي يعتبر من أهم مشاهدك في المسلسل؟
كان صعبا للغاية، لأن أنا عن نفسي كممثلة في العموم، أحب أن يصدق المشاهد ما أجسده، وهذا الأهم بالنسبة لي، إذ يضمن لي أن تصل أحاسيس الشخصية للجمهور ويتفاعل معها، والممثل قد يستعين بخبرات حياتية سابقة لأداء مشاهد ما، ولكن في مشاهد أخرى يعتمد على رؤية نماذج من الحياة أو تخيل نفسه في موقف معين، لذا في مشهد اكتشافي مرضي حاولت أن أدخل نفسي في الحكاية حتى أستطيع الشعور بآلام هذه اللحظة وكيف يكون وقعها على صاحبها.
 
ما أبرز التعليقات التي استقبلتها على دور زمزم في المسلسل وهل كان هناك تعليقات صادمة؟
سعدت جداً بتعليقات الجمهور فمنهم من طالب المؤلف بألا تتوفى "زمزم" ضمن الأحداث، وهذا يدل على التفاعل مع الشخصية وكذلك القصة، كما أُعجب المشاهد بعلاقة الزوجين "زمزم" و"المعلم"، وهذه النقطة تحديداً كنت حريصة جداً على أن أحافظ على علاقاتي مع الشخصيات في الأحداث، بمعنى أن زمزم لازم تتحب، وأن يصدق الجمهور علاقتها بكل الناس وترتبط بها سواء مع زوجها أو ابنها أو صديقتها أو والدها، والحمد لله لم تصلني أية تعليقات صادمة أو سلبية، رغم أنني أحب متابعة التعليقات وأسمع النقد أيضاً.
 
ما رأيك في اعتماد حوار المسلسل على عبارات السجع والأمثال الشعبية وتكرارها في الحلقات؟ 
"المعلم" مسلسل شعبى وهناك أمور لابد أن تطعم بها الأعمال الشعبية بغرض جذب الجمهور، ونحن في النهاية نحكى "حدوتة"، ويهمنا أن يجتمع الجمهور حولها وتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة، وهذا يتوافر بوجود قصة مميزة، ووجود شخصيات درامية تمثل نماذج "الجدعنة" والشهامة، ووجود تعبيرات أو أمثال شعبية في العمل الدرامي يعد نوع من أشكال الجذب ولكن بما لا يضر السياق الدرامي.
 
وهل كان تكرار هذه العبارات في محله؟
اعتقد أن ما حدث هو وضعها في المكان الصحيح بشكل كبير، لأن المعلمين في الأسواق تجدهم يتحدثوا بهذه الطريقة سواء بأمثال شعبية أو كلام على نفس الوزن، ورأينا في المسلسل أنه ليست كل الشخصيات تتكلم بهذه الطريقة، ولكت شخصيات سوق السمك فقط وهذا منطقى جداً لأنه في سياق الدراما.
 
حدثيا عن التعاون مع مصطفى شعبان للمرة الثانية على التوالي بعدما قدمتما سوياً "بابا المجال" العام الماضى؟
مصطفى شعبان ممثل واعي ومركز في الشعل وعنده خبرة كبيرة في الدراما وممثل مهم وشاطر وذكي، إضافة إلى إنه ممثل قوى جداً، وأنا استمتعت معاه في التجربتين "المعلم" و"بابا المجال".
والتعاون مع ممثل للمرة الثانية يجعل هناك نوعا من التفاهم بينهما، إذ يصبح كل منهما يفهم طبيعة الأخر مما يفيد العمل.
 
حدثينا عن التعامل مع الطفل جان رامز الذي يجسد دور ابنك؟
جان رامز طفل محب جداُ للفن وموهوب بشكل كبير، إضافة إلى أنه لذيذ وخفيف الظل، وكان يشيع جوا من السعادة داخل لوكيشن التصوير، وأنا أحببته جداً سواء في التصوير أو خارجه، وفى آخر يوم تصوير له كنا سنبكى لأنه لن يأت مرة أخرى اللوكيشن، والحقيقة رغم أنه طفل ولكنه لم يتسبب في تعطيل التصوير نهائيا بالعكس كان يأتي حافظا مشاهده.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر