عبّرت نقابة المهن الموسيقية برئاسة الفنان مصطفى كامل عن حزنها العميق لوفاة الفنان القدير لطفي لبيب، الذي غيّبه الموت صباح اليوم، مقدّمة أحر التعازي لأسرته ومحبيه، سائلة المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يُلهم أهله الصبر والسلوان.
وأكدت النقابة في بيانها أن الفن المصري والعربي فقد رمزًا فنيًا أصيلاً، جمع بين الموهبة المتميزة والمواقف الإنسانية والوطنية التي لا تُنسى.
لطفي لبيب.. رحلة فنية مكللة بالتميز
طوال مشواره الفني، استطاع لطفي لبيب أن يحفر اسمه في ذاكرة الجمهور العربي من خلال مشاركاته المتعددة في السينما والدراما، حيث عمل مع كبار النجوم وعلى رأسهم عادل إمام في أفلام مهمة، كان أبرزها "السفارة في العمارة"، الذي قدّم فيه شخصية السفير الإسرائيلي ببراعة فائقة، ما جعلها إحدى العلامات الفارقة في مسيرته.
كما شارك في العديد من الأعمال إلى جانب نجوم مثل مي عز الدين، محمد سعد، حسن حسني، وأحمد مكي، ووقف داعمًا لزملائه الشباب في بداياتهم. بلغ رصيد لبيب الفني أكثر من 100 فيلم سينمائي، وما يزيد عن 30 مسلسلًا دراميًا، منها "عفاريت عدلي علام" و*"صاحب السعادة"*.
جندي في ميادين الشرف قبل وقوفه أمام الكاميرا
بعيدًا عن الفن، يُعد لطفي لبيب نموذجًا للفنان الوطني، إذ خدم في صفوف الجيش المصري خلال حرب أكتوبر المجيدة، حيث قضى 6 سنوات كاملة في الخدمة العسكرية.
وقد سجّل تجربته تلك في سيناريو "الكتيبة 26"، الذي كتب فيه عن أول كتيبة عبرت القناة، وخلّد عبره لحظات النصر، الألم، والشجاعة التي عاشها مع رفاقه في المعركة، مهدياً الكتاب إلى كل من شاركوه تلك اللحظات الخالدة.
الكتابة.. الوجه الآخر للموهبة
لم يقتصر عطاء لطفي لبيب على الشاشة، بل امتد إلى ساحة التأليف، حيث كتب عددًا من المؤلفات التي تنوّعت بين الأعمال الفنية والخواطر، إلى جانب كتابات موجهة للأطفال. وصرّح في أحد لقاءاته بأنه اتجه للكتابة بعد ابتعاده النسبي عن التمثيل، ليُعبّر عن نفسه من خلال الكلمة، تمامًا كما فعل أمام الكاميرا.
برحيله، تخسر الساحة الفنية والإبداعية أحد أبرز رموزها الذين جمعت مسيرتهم بين البساطة والعمق، وبين الالتزام المهني والموقف الإنساني، ليظل اسمه حاضرًا في الذاكرة والوجدان.