«واحة الغروب» ينقل عادات أهل واحة سيوة فى الرقص

 
إيناس كمال

ينقل مسلسل "واحة الغروب" بطولة النجم خالد النبوى، والنجمة منة شلبى، من تأليف الروائى المبدع بهاء طاهر والمخرجة كاملة أبوذكرى، وتدور أحداثه حول معايشة ضابط مصرى فى القرن التاسع عشر لأهل واحة سيوة؛ الجمهور إلى معايشة أهل الواحة وعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية والثقافية ومعتقداتهم فى هذه الفترة.

ومن أبرز العادات التى سلطت أحداث المسلسل الضوء عليها هو تكرار مشاهد الرقص التى تجمع أهل الواحة مع بعضهم البعض، معروف عن أهل واحة سيوة حبهم للرقص والموسيقى ووجود تراث وفلكلور ثقافى يتوارثه الأجيال، جيلا بعد جيل، من الموسيقى والشعر والإنشاد والغناء والرقص.

ويسرد أحد المؤرخين فى تدوينة له عبر موقع "المسافر" أن أهل سيوة مغرمون بالموسيقى والرقص وبعض أغانيهم مشجية فتسمع أغانيهم فى المزارع من مسافات بعيدة، خصوصا عند صفاء الجو وسكون الرياح.

وأغانيهم ذات معان وأكثر ميلا إلى الغزل ولعل ذلك راجع إلى تأثير حلاوة مناظر الواحة الطبيعية المحيطة بهم ولهم قدرة غريبة على تحويل الكلام إلى موسيقى، وكل موسيقاهم لها معان مفهومة يفسرها السامعون بكل سهولة بل يمكنهم التعبير عنها كلاما كأنها كتاب مسطور، ويستعملون المزمار والطبل بمهارة عجيبة تسترعى الأسماع.

ويكمل المؤرخ أن الرقص لدى أهل الواحة له عادات معينة فأهل الواحة يجتمعون فى دوائر كبيرة مزدحمة، وتراهم ينتظمون فى دائرة متصلة كاملة تبدأ فى الرقص والدوران بصفة مستمرة بدون توقف ولا انقطاع أشبه بعجلة السيارة التى تستمر فى الدوران وأحيانا ينتظمون فى هيئة صفوف مستطيلة تتبادل الرقص والتصفيق على نغمات الطبل والمزمار ويمزجون الرقص بالغناء فيرقصون ويغنون بأيديهم فى وقت واحد لتنظيم وتوقيع حركات الرقص، وفى نفس الوقت يهزون أردافهم وتتمايل أجسامهم ورؤوسهم بحركات آلية فى تحديد وانتظام.

وتستمر هذه الحركات تارة سريعة وتارة بطيئة حسب التطبيل والتصقيف. ويؤدون هذه الحركات بكل رشاقة وغرام تعلو وجوههم نشوة اللذة والطرب والسرور.

وغناؤهم أثناء الرقص غزل فى وصف غانياتهم ومحبوباتهم فيصورونهن فى حلاوة تمر الطقطق "نوع من البلح" يرتشفون من حلاوته أو يشبهونهن بالنخيل الغزالى "وهو من أنواع النخيل السيوى المشهور بطول سيقانه وغزارة جريده"، وأنهم يستظلون فى ظلالهن كما يستظلون تحت هذا النوع من النخيل.

ومن العادة أن تبدأ الجماعة الأولى بالغناء فتجاوبها الجماعة الثانية وبعدها يردد الجميع النغم معا. وينقسم الغناء الشعبى إلى أربع "المالالاه والأغنية والموال والقول"، وتسمى رقصة الرجال الزجالة أو الزقالة.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر