«نادية جمال».. راقصة وصلت شهرتها للسينما الهندية واللبنانية والإسبانية

نادية جمال نادية جمال
 
إيناس كمال

حينما يتحول الرقص من إمتاع للروح إلى وسيلة للمحاربة والمبارزة من أجل رفض اقتسام كعكة الشهرة، هكذا كان الوسط الفنى إبان الخمسينات، خاصة حينما ظهرت فى الأفق راقصة جديدة تدعى ماريا كاريداس، أكثر علما وثقافة وتفوقا من سامية جمال، التى وصلت لأعلى درجات الرقص وقتها، وكانت على علاقة جيدة بالوسط الفنى خاصة الفنان السورى الأصل فريد الأطرش.

افتراق الأطرش وسامية جمال تسبب فى جرح كبير له حتى أنه حينما صادف فتاة فى الخامسة عشر من عمرها، ترقص بطريقة تشبه سامية جمال إلى حد كبير ساعدها لتصبح راقصة شهيرة وأعطاها اسما قريبا من اسم سامية، وهو "نادية جمال".

107
 

ولدت ماريا كاريداس فى 6 ديسمبر عام 1937 بمدينة الإسكندرية، لأب يونانى يمتلك مطعما وأم إيطالية كانت تعمل مغنية بأوبرا النمسا قبل أن تأتى إلى مصر وتتزوج من والد ماريا، بدأت الأخيرة تعلم رقص الباليه منذ كانت بعمر 4 سنوات وعلى يد مدرسة ألمانية، واستمرت 11 عاما إلى جانب تلقيها دروس العزف على البيانو بمدرسة "سان بول" بالإسكندرية، اكتشفت ميلها للرقص وهى دون سن الرابعة، وذلك يوم شاركت فى حفلة عيد الميلاد المجيد فى المدرسة وحصلت حينها على جائزة أفضل راقصة عن فئة الأطفال.

 

105
 

وهى فى الثامنة حيث مثلت أول فيلم مع المطربة اللبنانية الراحلة نور الهدى، وكان دورها فتاة خرساء تتقن الرقص. وحينما كانت فى الرابعة عشر اكتشفت موهبتها فى الرقص الشرقى، وفى عام 1952 بدأت الرقص بكازينو بديعة مصابنى، اختيار صاحب الفندق الخواجة طانيوس الذى أسماها بدايةً نادية الجمال، وبالإصرار على "ال" للتفريق بينها وبين الراقصة المشهورة آنذاك سامية جمال؛ إلا أن الفنان الراحل فريد الأطرش لما شاهدها ترقص أصر على أن يكون الاسم نادية جمال.

 

7e42db5915b8f7aa64d69cd6db3286b3--dance-pictures-belly-dancers

شاركت الأطرش فى عدة أفلام مصرية منها: "رسالة غرام" عام 1954، "عهد الهوى" و"قلبى يهواك" و"زنوبة"، و"ازاى أنساك". ثم عادت للظهور فى لبنان، وعملت فى السينما اللبنانية، ثم الهندية مع الفنان شامى شابور.

أصدرت نادية كتاباً عن الرقص تحدثت فيه عن مدرسة الرقص الشرقى. أخذت تحضر له عدة سنوات مستعينة بالمصادر والمراجع العامة التى تحكى قصة الرقص كما خصصت فيه لكل رقصة تاريخها ومجدها وعظمتها والشعب الذى تعود إليه لتستنتج أخيراً بأن الرقص الشرقى مزيج من رقصات عدة منها: الهندى والتركى والفينيقى والألمانى.

 

591094140_1280x960
 
فى تلك الفترة تعرفت نادية إلى عازف الكمان فى فرقتها شفيق هاشم ونشأت بينهما علاقة حب قوية تكللت بالزواج عام 1959، وظلت ترقص وهو يعزف خلفها، وفى عام 1960 حصلت نادية جمال على الجنسية اللبنانية جراء زواجها من شفيق هاشم الذى بقيت معه 8 سنوات دون إنجاب أولاد رغم ذلك كانت سعيدة معه.

وفى السبعينات كان عاصى الرحبانى مطلقا دعوى لرفض وجود الرقص الشرقى مستبدلا إياه بالرقص الفلكلورى اللبنانى، إلا أنه غير رأيه حينما حضر حفلا لنادية جمال على مسرح "بعلبك" انبهر بها وحينما انتهت من رقصتها حياها، وقال لها "أنتِ كبيرة كأعمدة بعلبك".

image101-191x300
 

سافرت عام 1979 للهند ومثلت مع أميتاب باتشان فيلم "من الخاطئ" ثم "ذهب النيل" إنتاج فرنسى و"المشى قبل الموت" سنة 1981 "إسبانى" وفيلم "ألف ليلة وليلة" "يونانى"، وآخر فيلم صورته فى حياتها كان عام 1982 هو فيلم أمريكى "24 ساعة للقتل"، ثم عادت بعدها للبنان وافتتحت مدرسة لتعليم الرقص.

شاركت ماريا كاريداس بعدد من الأفلام العربية والعالمية وقاربت أعمالها السينمائية 40 فيلماً عربياً وأجنبياً؛ لإتقانها 7 لغات ما أتاح لها فرص العمل فى تلك الأفلام.

 اشتهرت برقصة "الحصان" وهى رقصة على رجلٍ واحدة، تحمل بيدها العصا يرافقها إيقاع يشبه إيقاع خطوات الحصان فحاولت الكثيرات تقليدها بتلك الرقصة ولكنهن فشلن بذلك.

Nadia_Gamal
 

تزوجت من المخرج اللبنانى منير معاصرى وقام بإخراج الفيلم الذى شاركت به "وداعاً بيروت" فوقع الغرام بينهما وتزوجا وبقيت مع منير معاصرى لـ 6 سنوات لم تنجب أيضا خلالها ولم يتحقق حلمها بالأمومة.

عام 1978 وقع الطلاق بين نادية جمال ومنير معاصرى والتفتت نادية لفنها وكيفية تطويره وبعده سافرت لأمريكا وأسست مدرسة لتعلم الرقص الشرقى فى نيويورك، وعندما وجدت الإقبال الكثيف على تعلم الرقص من الأمريكيات والمتحدرات من أصل عربى وأوروبى وآسيوى أسست فروعاً لها فى ديترويت وأوهايو وسان فرنسيسكو، وبلغ عدد الطلاب الذين التحقوا بها لتعلم فن الرقص خمسة آلاف بين راقص وراقصة معظمهم أساتذة الفنون فى الجامعات والمدارس والمعاهد هناك.

files
 

وفى عام 1989 كانت تعانى من آلام حادة دون معرفة مصدرها، كان والدها فى كندا مريضا أيضا وحينما ذهبت للطبيب اكتشفت وجود أورام خبيثة فى صدرها تقبلت الأمر وسافرت كندا للاطمئنان على والدها إلا أنه توفى، حاولت استئصال الأورام لكنه كان انتشر فى جسمها.

اتصلت بصديقتها جورجيت جبارة وطلبت منها الاعتناء بالنباتات وأن يقيموا لها صلوات على روحها فى كنيسة القديس مار جاورجيوس فى الأشرفية وتوزيع الأناجيل عن روحها وطلبت أن يترأس القداس المطران جورج خضر وهو ما حدث سنة 1990.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر