مناطق عديدة حول العالم تتميز بأنها تستقل داخل الدولة، التى تنتمى إليها وتحكم نفسها ذاتيا، بعد عدد من الحروب وأحيانا تصويت محلى، تنفصل سياسيا مناطق داخل دول أوروبا أهمها إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا، ومن أبرز هذه المناطق هى منطقة "جاليسيا" التى تتمتع بالحكم الذاتى المستقل رغم وقوعها داخل الأراضى الإسبانية.
جاليسيا والتى تحتفل اليوم 25 يوليو بيومها الوطنى، تقع فى شمال غرب إسبانيا وتتحدث بلغتين: الإسبانية كلغة أم طبقا لتواجدها الجغرافى ولغة الجاليقية وهى لغة رومانسية نشأتها فى إقليم إيبيريا وتتحدث بها عدد من الدول ومناطق الحكم الذاتى. عاصمتها هى مدينة سانتياجو دى كومبوستيلا، المنطقة مقسمة إلى أربع مقاطعات: لا كورونيا، لوجو، أورينسى وبونتيفيدرا.
تبلغ مساحتها 29.574 كم² وهى سابع أكبر منطقة من حيث المساحة فى إسبانيا ويسير بها 7 أنهار أهمهم نهر "أو" وأنهار أويا وتاميري ونافيا. ويبلغ عدد سكانها حوالى 3 ملايين نسمة.
بلايا دي لاس
جاليسيا منطقة سياحية من الدرجة الأولى لكثرة الأعشاب والخضرة بها على امتداد البصر كما أن وجودها على ساحل المحيط الأطلسى يكسبها إطلالة متميزة عليه ومنظر رائع، تشتهر جاليسيا بالزراعة والصناعة وتربية المواشى والأبقار ويعد صيد الأسماك أحد أهم الاقتصادات بها ففى سواحلها يتركز نحو نصف أسطول صيد السمك فى إسبانيا، حيث تكون هذه السواحل مصدراً مهماً من مصادر تزويد إسبانيا بالأسماك، وذلك لكثرة المصائد وغناها بالأسماك، التى تنتشر على طول شواطئ المنطقة المطلة على المحيط الأطلسى من جهة الشمال والغرب، وتوفر جاليسيا بذلك نحو ثلث حاجات إسبانيا من الأسماك.
جاليسيا
أنشئت جاليسيا من قبل قبائل سويفى وهم قبائل سلتية، فى القرن الخامس الميلادى، احتلها القوط الغربيون ووسعوها، وكانت جزءاً من المملكة الواقعة تحت سيطرة أردونو الثانى الذى حكم فى الفترة بين عامى 910ـ 914م. وقبل ذلك كانت جاليسيا جزءاً من مملكة ليون.
كومبارو
وقبل الفتح الإسلامى، كانت جاليسيا تابعة لمملكة أستوريا (أشتوريش)، وكانت قبلة للبرتغاليين الذين استمروا بالاستقرار بها، وتعايش قسم منهم مع المسلمين بعد الفتح الإسلامى، وأصبح اسمها جليقية ثم عادت إلى السيطرة الإسبانية فى جملة من عاد، وأصبح لمدينة سانتياجو دى كومبوستيلا أهمية دينية لوجود ضريح القديس جيمس فيها، وفى عام 1833 عُدَّت أحد الأقاليم ذات الحكم الذاتى فى المملكة الإسبانية.
مونت لورو فى لاكورونيا