فى ذكرى ميلاده.. محسن زايد أول سيناريست يكتب عن الشواذ

محسن زايد محسن زايد
 
إلهام الجمال

هو واحد من أهم الذين كتبوا الدراما التليفزيونية، فأرشيف التليفزيون مليء بالعديد من الأعمال التي تحمل توقيعه والتي حجزت لها مكانا في صدارة المشهد، مهما مرت السنوات؛ تعرف طريقها إلى قلب المشاهد وعقله، فيجلس أمامها منبهرًا بشخوصها، مستمتعا بحكاياتها.. مفتونا بحبكتها الدرامية..

إنه السيناريست الراحل محسن زايد، الذي تزامن اليوم 23 أغسطس مع ذكرى ميلاده، والذي رحل عنا إثر أزمة قلبية في 27 يناير من عام 2003.

دراسة محسن زايد للمونتاج ثم للإخراج في المعهد العالي للسينما، أصقلت موهبته ككاتب وجعلته متمكنا من أدواته، يعي جيدا تفاصيل المكان، ومساحة الزمان، فكان أبرع من ترجم أعمال الكاتب العالمي نجيب محفوظ الأدبية دراميا، حيث حولها من صفحات تحوي فصول وشخوص وجمل وكلمات، إلى أحداث وأماكن وصور وشخصيات من لحم ودم.. ففاز بنصيب الأسد من أعمال محفوظ التي تحولت من روايات إلى مسلسلات. كان من أهمها بين القصرين والسيرة العاشورية وقلب الليل ورائعته الأخير حديث الصباح والمساء، التي كانت بمثابة مشروع متكامل أوقفه موت زايد المفاجئ عند الجزء الأول.

ثقافة محسن زايد الكبيرة وخبرته الحياتية واشتراكه في حربى 1967 و1973، كان له أكبر الأثر على نوعية ما يقدمه من دراما، لذلك تركت أثرا كبيرا في تاريخ الدارما التليفزيونية المصرية على الرغم من قلة عدد الأعمال التي قدمها.

جرأة محسن زايد ككاتب، ووعيه بقضايا مجتمعه على اختلافها، لم تؤهله فقط لاختراق عالم نجيب محفوظ، لكنها أيضا جعلته أول كاتب يحطم تابوه الجنس في السينما المصرية، ويتناول قضية الشواذ جنسيا من الرجال خلال فيلمه "حمام الملاطيلي" الذي قدمته السينما عام 1973، وأحدث جدلا كبيرا وقتها حتى أنه منع من العرض لسنوات طويلة، وعندما تم عرضه تم حذف العديد من مشاهده الجريئة.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر