محمود الضبع لـ«صباح الورد»: مصر تجنى ثمار الإصلاحات الاقتصادية

محمود الضبع محمود الضبع
 

قال محمود الضبع، الكاتب الصحفى بجريدة "اليوم السابع"، إن البرلمان تأخر فى متابعة الأسواق، وما ضربها من موجة غلاء أضرت بأحوال المصريين، مشيرًا خلال لقائه ببرنامج "صباح الورد" المذاع على قناة Ten الفضائية والذى تقدمه الإعلامية مها بهنسى، إلى أنه نادى كثيرون بضرورة قيام البرلمان بدوره الرقابى، فى متابعة الأسواق والحد من ارتفاع الأسعار.

وأضاف «الضبع» قائلاً «البرلمان لم يقم بدوره الرقابى حتى الآن، بشكل يرضى الناخبين، فكان مطلوباً من البرلمان أن يسن عددا من القوانين، تنظم العلاقة بين التجار والمواطنين، وتحكم تلاعب البعض بأموال وحياة المواطنين، وتقضى على الفساد، بشكل يرضى الطموحات، ومن الواضح للجميع أن البرلمان تأخر فى سن تلك القوانين، كما أنه وفقاً لتصريحات الدكتور على عبد العال صباح اليوم فى أول حوار له مع جريدة الأهرام أن تلك القوانين لن تخرج قريباً، نظراً لازدحام الأجندة البرلمانية بتشريعات أخرى خلال دور الانعقاد الثالث».

وتابع قائلاً«كان الناخبون قبل ذهابهم لاختيار نواب هذا البرلمان، متخوفون من أن يصبح كالمجالس التى كانت موجودة قبل 25 يناير كتل استفادية، تبحث فقط عن مصالحها الذاتية، عبر الحصانة البرلمانية، فلا أحد ينسى نواب القروض وتأشيرات الحج ونواب سميحة، وما إلى ذلك من جرائم ترتكب خلف ستار الحصانة البرلمانية، وتكرر موضوع تأشيرات الحج خلال البرلمان الحالى مرة أخرى، ولكن التحقيقات لم تنته بعد، فكان على البرلمان الحالى مهمة تحسين صورة البرلمان بشكل عام أمام المواطن، وإثبات أنه يبحث عن مصلحة الناخبين فقط»، مشيراً إلى أن الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، كشف كارثة حقيقية عندما تحدث قبل دور الانعقاد الثالث عن نسبة الغياب الكبيرة بين نواب هذا المجلس، فهذا يعيق العمل التشريعى، لأنه حتى يتم تمرير قانون، يجب توافر على الأقل ثلث المجلس، وهنا مجلس النواب هدد بتطبيق اللائحة، وإحالة النائب غير الملتزم إلى لجنة القيم.

وأوضح «الضبع» أن عدم إذاعة الجلسات مباشرة، قد يكون سبباً فى غياب بعض النواب، ولاسيما الباحثون عن الشهرة والتنقل بين برامج «التوك شو»، مشيراً إلى أنه من البداية تم تحذير النواب من أن يتم استخدام البرلمان كساحة «توك شو» ومكان للاستعراض، والمعارضة من أجل المعارضة، كما أن إذاعة الجلسات سلاح ذو حدين، فكما أنها ترسى مبدأ الشفافية وتضع المواطن موضع الرقيب على نوابه، هى أيضاً قد تجعل البرلمان مادة للسخرية، إن كان المذاع مواقف هزلية من بعض النواب.

وأكد «الضبع» أن تقييم النائب من خلال ظهوره على الشاشة أمر غير صحيح، فالتقييم لابد أن يكون من خلال دوره فى المجلس والدائرة، فمن يعمل معروف للجميع، ومن لا يعمل مكشوف أيضاً، مطالباً البرلمان بتحسين صورته أمام الشارع، مشيراً إلى أن تصريح الدكتور على عبد العال بأنه كانت هناك مؤامرة لفصل البرلمان عن الشارع، لا تتسق مع كون البرلمان مصدره الشارع فى الأصل، فحتى لو أن النواب غير مرضيين لآمال الكثيرين، فهم انعكاس لمن انتخبوهم، فمن اختاروهم يتحملون مسئولية مواقفهم حالياً.

وأوضح «الضبع» أن القضية الأساسية الآن، هو أن يقوم النواب بدورهم الرقابى والتشريعى، وضبط غير الملتزم، فإن كان الدكتور على عبد العال يشتكى من غياب النواب، فعليه أن يعرف من المتغيب بالضبط ويعرض الأمر على العامة، حتى يتسنى للناخبين محاسبتهم، فحضورهم الجلسات ليس أمرا ترفيهياً يخيرون فيه، فحضور النائب دور أساسى ومهم.

وتابع «الضبع» قائلاً «مصر لجأت للإشراف القضائى، بعد فقدان الثقة فى قيام الإدارات المحلية بدورها على أكمل وجه فى الإشراف والرقابة على الانتخابات، ومن سنة 2000 بدأنا تطبيق فكرة الإشراف القضائى الكامل، بحيث أن كل صندوق يشرف عليه قاضى أو أحد من السلك القضائى، نظراً للثقة فى القضاء، فبدأت المطالبات الشعبية باستمرار الإشراف القضائى على الانتخابات، وثبتت نجاح الفكرة، ولكن الآن نص على أن تبقى لمدة عشر سنوات فقط، أملاً فى ألا نحتاج إليها بعد 10 سنوات، إن وصلنا للمثالية ودولة ابن خلدون، ودور الهيئة الوطنية للانتخابات لا يقتصر على الإشراف على الانتخابات فقط، فالهيئة مسئولة عن التنظيم كله».

وأضاف «الضبع» قائلاً «الحديث حول ارتفاع الدين الخارجى ليس أمراً وليد اللحظة، فكل عمليات الاقتراض التى تمت خلال العام الماضى وإجراءات الإصلاح الاقتصادى المرة، كانت كلها معلنة وموضحة وعلى مرأى ومسمع من الجميع، وقبل دخول عام 2017 قيل أنه عام الصدمات الاقتصادية، وكلها تمت، لا شيء جديد، ولكن هنا يجدر الإشارة إلى أن آثار إجراءات الإصلاح الاقتصادى ليست كلها سلبية، فهناك أمور إيجابية كثيرة، فلقد حققنا ارتفاع فى نسبة النمو عن الماضي، فارتفعنا من 4.3 إلى 4.6 خلال عام مالى، وهذا أمر لم يكن يحدث قبل ذلك، ومتوقع أن تصل إلى 5% فى العام المالى 2018، وهذا أمر جيد جداً فى ظل الظروف السيئة التى عاشتها مصر بعد ثورة 25 يناير، وعاد الاحتياطى النقدى إلى 36 مليار جنيه، مثلما كان قبل الثورة، واستقر سعر الدولار، فلم يعد الآن أزمة اسمها سعر العملة والسوق السوداء، وما كان من قبل».

وتابع، قائلاً «حتى لا نمر بظروف سيئة مرة أخرى، لا بد أن يكون الميزان التجارى متوازن، لابد أن نكون دولة منتجة، حتى لا يتفوق قيمة استيرادنا على تصديرنا»، مشيراً إلى ضرورة ترشيد الاستهلاك فى كل شيء، المياه والكهرباء والتليفونات، والاطلاع على تجارب الدول المتقدمة علينا، فهناك مواطنون بدول أخرى يشترون الفاكهة بالقطعة، بينما يشترى المواطن المصرى بالكيلو ويلقى نصفه بصندوق القمامة، موضحاً أننا نجحنا فى حل مشكلة الكهرباء بترشيد الاستهلاك واستخدام اللمبات الموفرة.

وأضاف «الضبع» «على الدولة أن تظهر هيبتها، باتخاذ ما يلزم من قرارات وإجراءات تردع المعتدين على أملاك الدولة وأراضيها، مهما كانوا، وكما رأينا هناك تعليمات مشددة من القيادة السياسية، بإعادة كل أملاك الدولة المستولى عليها، وكان هناك متابعة مستمرة من الإعلام».

ونوه «الضبع» إلى أن العطر، الذى قيل إنه يسبب الوفاة، وأثار أزمة خلال الساعات الماضية، لم يتم العثور عليه حتى الآن، وتحذير وزارة الصحة من استخدام هذا العطر خطوة استباقية، وكل التحركات حتى الآن نتيجتها سلبية، فلم يتم العثور على العطر، ولكن الخطورة فى أن يكون دخل البلاد تحت أى اسم تجارى آخر، وهذا سيقودنا إلى مصانع بير السلم، التى تصنع بدون رقابة، وهنا سنجد أن كل الأزمات مردها إلى الرقابة، مشيراً إلى أن الرقابة ليست مسئولية جهة واحدة، كل جهة مسئولة عن الرقابة عما يتبعها.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر