فى أحد اللقاءات النادرة التى أجراها التليفزيون المصرى مع المخرج العالمى يوسف شاهين، تحدث باستفاضة عن كواليس فيلم "الناصر صلاح الدين" الذى يعد من أضخم إنتاجات السينما المصرية، وقال إن تحضيرات الفيلم استغرقت عامين ونصف تقريبا، حيث كان يدقق فى كل تفصيلة مهما كانت صغيرة وكان يرغب فى أن يكون الفيلم بمواصفات عالمية.
ومن ضمن المواقف الكوميدية التى رواها يوسف شاهين فى اللقاء كان رد فعل منتجة الفيلم أسيا داغر كلما سمعت طلبات المخرج يوسف شاهين، والتى كانت تصفها بالمبالغ فيها، ولكنه كان يبحث عن التميز، وفى أحد المرات التى تواجدت فيها أسيا فى موقع التصوير وكان مشهد معركة حطين والذى تكلف تصويره مبالغ مالية طائلة، فما كان عليها سوى أن قامت بربط دماغها بإيشارب وظلت تصرخ قائلة "شيلولى المجنون ده من هنا" فى إشارة منها إلى مخرج العمل يوسف شاهين.
«التجربة الإنتاجية المريرة» كما وصفتها آسيا، أخذت منها أكثر مما أعطتها، فرغم أن فيلم "الناصر صلاح الدين" لم يحقق إيرادات إلا أنه كلفها نحو 200 ألف جنيه، وكانت وقتها أعلى ميزانية خُصصت لفيلم مصرى، كما أنه استمر العمل عليه قرابة الخمس سنوات، وخاصة بسبب الأزمة الصحية التى ألمت بمخرجه عزالدين ذو الفقار، الذى نصح آسيا وقتها باستبداله بالمخرج يوسف شاهين، وقد حدث أسيا ضحت بالكثير من أجل إنتاج «الناصر صلاح الدين»، فاستدانت من هيئة السينما، ورهنت عمارتها، بل تم الحجز على أثاث بيتها وشركتها، ودخلت فى أزمة مالية بسببه.