الاسم: منيب وسحر وياسين الزغبي.. عنوان المراسلات: 5 شارع الإنسانية

فيلم تسجيلي اسمه عنوان المراسلات اعتبرته أقوي من الحرب العالمية الأولي.. بطولة شباب مصري اختصروا الإنسانية في ٢٠ دقيقة ليثبت المناضل ياسين الزغبي وعازف الكمان أحمد منيب والمطربة سحر الزغبي  أنهم أكثر قوة من الصواريخ والقنابل والمدرعات.. نجحوا في ٢٠ دقيقة فقط بفيلمهم الوثائقي أن يحركوا قضية اللاجئين في قلوب شباب العالم .. نجحوا في تأليف لحن واحد يدندنه الجميع.. ربما هو لحن حزين في البداية لكنهم يعرفون أن الشجن قادر علي تحريك القلوب. ياسين الزغبي
تم عرض الفيلم الوثائقي ”عنوان المراسلات“ في افتتاح منتدي شباب العالم بشرم الشيخ وبدأ بتعريف ياسين الزغبي عن نفسه ومشروعه بالوصول لللاجئين في مختلف انحاء العالم ومحاولاته لتوصيل رسالتهم كاملة للعالم بأنهم بلا عنوان وفي نفس الفيلم قرر عازف الكمان أحمد منيب والمطربة والعازفة سحر الزغبي توصيل الحل بعزف نغمة واحدة مع كل العازفين المتنقلين في انحاء العالم.. الرسالة وصلت كاملة بلحن رشيق وبسيط لكنه ناجح في وصف كل الأحلام التي تراود اللاجئين بوجود وطن لهم أو حتي علي الأقل أن تتحول النغمات إلي وطن يحملهم ويتحمل أحلامهم.

فيلم عنوان المراسلات
 

إنه الفن يا سادة الذي يستطيع أن يحول المرارة إلي أحلام.. الفن الذي قال عنه العالم الفيزيائي آينشتاين ( لو لم أكن فيزيائيا، من المحتمل أن أصبح موسيقيا، غالبا ما أفكر بالموسيقى، أحلام اليقظة لدي موسيقى وأنظر إلى حياتي بدلالة الموسيقى، أجمل أوقاتي هي تلك التي أقضيها بالعزف على الكمان ).

 

الفن الذي يمكن أن يحول الغضب بسبب ضوضاء الشارع والكلاكسات وضغوط الحياة إلي لحظات ممتعة بمشاهدة فيلم أو مراقبة لوحة فن تشكيلي أو الاستماع إلي مقطوعة أو أغنية حلوة. الفارق كبير بين أن تتخذ قرارا بعد مشادة بسبب خبط عربيتك في الشارع وبين قرار بعد سماع أغنية.. هو نفس الفارق بين أغاني المهرجانات بعد ثورة يناير وأغاني نصر ٦ أكتوبر!

 

استمتعت جدا بفيلم ياسين وسحر ومنيب وأعدت مشاهدته أكثر من مرة لأن رسالتهم البسيطة لم تكن سهلة بالنسبة لي فهم يحاولون تجسيد دور الفن في تغيير العالم ليس سياسيا فقط بل إجتماعيا وإنسانيا وأخلاقيا وهو أهم كثيرا من مناورات السياسيين وتصريحات المسئولين والخناقات علي الأسعار والموارد والإمكانيات.

منتدي شباب العالم
 

لا أعلم إذا كان ما حدث في منتدي شباب العالم قد لفت إنتباه السادة المسئولين أم لا؟.. لكني متأكد أن الرئيس يقصد تماما الرسالة الإنسانية الواضحة من شباب المنتدي حتي من عانوا منهم من  السياسات في مناطقهم مثل الشاب اليمني والفتاة الايزيدية اللذان تحدثا عن معاناتهم بسبب الإرهاب والحروب والنزاعات في بلادهم وطالبا العالم بالنظر إلي قضاياهم .. مخاطبة المشاعر كانت بالتواصل والفن والإنسانية لن ترتقي سوي بإرتقاء المشاعر وهي الرسالة التي اختصرها الرئيس عندما طالب بإضافة مكافحة الإرهاب كحق من حقوق الإنسان لتنتقل تلك العبارة وهذا الحق إلي مشروع متكامل لإعلاء راية الفن وتعزيز التعليم وتطوير ثقافة الشعوب، هنا فقط سوف يندثر الإرهاب لأن المشاعر الراقية لا يمكن أبدا أن تصدر قاتل أو منحرف أو إرهابي.

 

أتمني أن تكون الرسالة واضحة وأتمني أن يتعلم كل فرد منا إتاحة الفرصة للإنسانية داخله وفي تعاملاته.. نحن في أشد الحاجة لتلك الطفرة ولنعتبر منتدي شباب العالم هو منتدي البحث عن الإنسانية داخلنا.