5 لقطات تلخص حفل وداع «كايرو ستيبس» للمصريين

كايرو ستيبس كايرو ستيبس
 
مصطفى فاروق

"أحب أشكركو بجد.. طاقتكو دى وحماسكو ده هما اللى بيدونا سبب نكمل".. آثر باسم درويش أن تكون هذه الكلمات البسيطة بمثابة خطبة وداعه للجمهور الأقرب لقلبه، ويضع بها مسك ختام آخر محطات رحلته الموسيقية فى مصر، وداع "إلى أمل لقاء قريب"، قالها واختلطت تعابير الفرحة والأسى على محياه، بين زلزلة قلبه ببهجة "هتافات الحضور" فى وصلة تصفيق استمرت دقيقة كاملة خلال تحية الفرقة وقف فيها الجميع احترامًا لما سمعوه من فن راقٍ، وبين "لمعة شوق" مبكرة ظهرت فى عينيه وكأنه يشعر أن تلك اللحظة "لحظة فراق".

25398931_739181612872532_2737460722394932984_n

 

مشهد ختام رحلة الفرقة الألمانية الأصل مصرية الهوى والمحتوى كايرو ستيبس فى آخر حفلات جولتها الموسيقية الجديدة فى أم الدنيا، بعد بدايتها فى أوبرا إسكندرية وبعدها أوبرا دمنهور، ألقى خلالها مؤسسها الموسيقى المصرى وعازف العود باسم درويش خطاب الوداع ذاك من فوق خشبة أكبر مسارح القاهرة وأعرقها، دار الأوبرا المصرية، بعدما خطف آلاف الحضور ممن ملأوا قاعة المسرح الكبير عن بكرة أبيه بالكامل، دون وجود أى "كرسى فاضي" وتمكن من حمل لافتة "كومبليت" قبل موعد الحفل بأسبوعين، فى رحلة سريعة إلى ملكوت الجاز الصوفي، عبر ليستة مقطوعات موسيقية تخطت الـ16 تراك، حملت فى جعبتها أربعة مفاجآت، وثلاثة لقطات آسرة لا يمكن تناسيها.

25396084_739181176205909_1246471111302866931_n

 

البداية مع "خطفة نوستالجيا" أسرت بها كايرو ستيبس قلوب الحضور بتأدية مقطوعة "من أول لمسة" إحدى روائع الكينج محمد منير وأقدمها، وأعادت إحيائها بشكل موسيقى نثر عبق الحنين والشوق فى أرجاء المكان بعد افتتاح الحفل بمقطوعة "الكهف"، واتبعتها بأشهر أعمالها عنبر"، والتى صاحبتها أولى مفاجآت الحفلة بظهور آسر للدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس الدار، بمشاركتها فى عزف الفلوت، لكن وسط "رفرفة" القلوب من سعادة إطلالتها على المسرح، تحولت الفرحة العارمة إلى "خضة" مفاجئة عليها بعد تعرضها لإصابة بالغة نتيجة "وقعة" مؤلمة، وكسر فيها الفلوت الخاص بها، ورغم الوجع والصدمة، رفضت أن تغادر الحفل دون أن تروى عطش الحضور برشفات من إبداع عزفها، لتقرر العودة من جديد إلى المسرح واستكمال ظهورها الخاص، وظلت تصارع ألمها طوال أكثر من ساعة زمن، أخذت فيها الحضور إلى ملكوت من الهدوء النفسى المصاحب لتعاويذ سحر "الفلوت".

20171217_204643_1

 

"وقفة جماعية للحضور، ووصلة تصفيق تجاوزت الدقيقة والنصف"، أعقبت إطلالة ملاك دار الأوبرا المصرية، رافقتها هتافات المحبة "بنحبك يا دكتورة" و"ألف سلامة عليكى"، لتتحول كل مشاعر القلق والخوف عليها إلى فيضان من البهجة والسعادة العارمة خلقتها الحالة الموسيقية الاستثنائية  لكايرو ستيبس، في تأدية روائع "شمس" ورقصة عربية" وصولًا إلى الظهور اللايف الأول لأجدد أعمال الفريق "سلمى"، والتى أسدلت بها الفرقة ستار النصف الأول من الحفل، أعقبتها برقصات الحضور الإجبارية على وقع إيقاعات مقطوعة "خليجى ستيبس".

25443033_739181159539244_6935678541739190670_n

 

أكثر تراكات كايرو ستيبس ألفة بدأت بها الفرقة الألمانية النصف الأخير من السهرة مع مقطوعة "أرابيسكان"، مصحوبة بكبرى مفاجآت الحفلة بالظهور غير المتوقع للمطرب علي الهلباوي، في تأديتها، والذي أصر خلع عباءة "الضيف" وسط الحضور إلى ارتدائه بذلة "النجومية" لإشباع رغبة المستمعين بصوته، متبوعة بخلطة شعورية بين الحنين والأمل في حالة مقطوعة "ذكريات"، حتى حانت اللحظة لرابع لقطات الحفل سحرًا، بالظهور الخاطف للشيخ إيهاب يونس والذي  أعاد إحياء رائعة "جينوسيان" بمزيج بين الجاز والموسيقى الكلاسيكية واضعًا عليها بضع تعاويذ من سحر الأداء الابتهالي والصوفية على طريقته مع كلمات ابتهال "يا مالكًا قدري وقدرك لا يدركه سواك"، ليعيد أذهان آلاف الحضور إلى سنة مضت على الظهور الأول له مع الفرقة، عندما خطف من نفس المكان قلوب الملايين من الجمهورعلى منصات السوشيال ميديا عقب انتشار فيديو بسيط لتلك المقطوعة، متبوعة بثالث مفاجآت "كايرو ستيبس" بتقديم مقطوعة "كشري" للمرة الأولى لايف، إحدى مفاجآت ألبوم الفرقة الجديد المقرر ظهوربشائره الأولية  للنور مع نهاية العام المقبل.

25354106_739181416205885_5595634507762065711_n
 

وكالعادة كل عام، منذ أربع سنوات، فى ختام كل حفلة من حفلات الفرقة الألمانية المصرية فى مصر، أن يتم وضع مسك الختام عبر مقطوعة "رقصة النيل" أقرب تراكات الفريق إلى قلب مؤسسها، والذى يفضل دومًا أن يحكى حكايتها، إذ تذكره بطفولته وتجسد حبه الكبير لمصر وتظل المقطوعة الرئيسية فى معظم حفلاته العالمية فى أنحاء أوروبا، حيث تجمع الشوق للوطن مع الحنين لأيام زمان، مع تجسيد لروح الموسيقى الشرقية المصرية، ليتم إسدال الستار على ثالث حفلات جولة الفرقة الجديدة وربما الأخيرة إلى مصر بمشهد تقشعر له الأبدان من "هول" حالته السماعية، جمع على المسرح الهلباوى والشيخ إيهاب والدكتورة إيناس فى المقدمة، مع ثنائى الفيولين العالميات أنجيليكا وماريا وفى الجانب الآخر الظهور الأول لعازف الربابة الريس عصام المكسور، وفى المنتصف يقف بكل ثقة باسم درويش وخلفه عازف الإيقاع ماكس والجيتار شتيفان، وعلى جناحيه، نفحسات آلات النفخ مع ساكسفون وولفجانج وناى رغيد، والآخر هزات الوتر مع تشيلو جان وكمانجات شيرين وأمير وقانون راجى واجتمع الكل فى تأدية رائعة الفرقة "سيوة"، ليودعوا الحضور بصورة جماعية، نأمل ألا تكون "صورتهم الجماعية الأخيرة فى مصر".

25353929_739180686205958_2445321396868534973_n

 
25446367_739180976205929_8210224156885857873_n
 
25550318_739181269539233_9134881984385875344_n
 
25396121_739181039539256_2894976020238254803_n
 
25443229_739180739539286_6114810738133394322_n
 
25395858_739181526205874_225488747526991509_n
 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر