فى ذكرى الأبنودى.. لماذا تشائم أهل قريته منه وقصته مع بوردة البوصيرى

عبد الرحمن الأبنودى عبد الرحمن الأبنودى
 
زكى مكاوى

"إنك تعيش عادى مش هتلاقى حاجة تحكيها أو تتحكى عنك"، تلك كانت حياة الخال عبد الرحمن الأبنودى التى لم تكن عادية بالمرة منذ اليوم الأول لولادته فى محافظة قنا فى مثل هذا اليوم عام 1938.

ميلاد الأبنودى لم يكن طبيعياً شأن حياته بالكامل، فالطفل قبل أن يولد حلمت أمه بحمار يلد جحشاً عليلاً ما اعتبرته العائلة نذير شؤم خاصة أنه كان مولود فى أيام الحسومات وتلك الأيام يعتبرها أهالى الصعيد أياماً يتخطف فيها أرواح الأطفال ما دفع والده لقطع دعاء الأم المتكرر كل يوم بجملة: "اعتبرى نفسك مش حامل عشان لما يموت ما تزعليش" قبل أن يولد الطفل ويصير آية فى القرية بعدما نبغ فى صغره وأحب النحو حتى ألف قصيدة على نهج بوردة البوصيرى ما أثار إعجاب شيوخ القرية حتى أصبح الولد فخراً لوالده الذى تفاجأ فى ليلة وهو يفتح كراسة ابنه بكلام عامى يملاً الورق ما دفعه لتمزيق الكراسة معتبراً ذلك إسفاف ليأمره بضرورة التركيز على اللغة العربية الفصحى ونسيان ما سواها.

الأمر الذى لم يستجب له الطفل الذى أصر على موقفه قبل أن يسافر إلى القاهرة ويبعث برسالة من الشعر العامى عن القطن إلى صلاح جاهين الذى أعجب بها جداً حتى تم غناءها، لتبدأ أسطورة الأبنودى من يومها ويصبح الشاعر الوحيد الذى يتنافس المطربون عليه وليس هو من يسعى لذلك مثلما حدث مع عبد الحليم الذى تخطفه من محمد رشدى بعدما كان كلمة السر فى شهرته، ثم تمر السنوات ويتعاون مع منير وعلى الحجار ومحمد الحلو وماجدة الرومى وكل من الأسماء التى تعتبر التعامل معه بمثابة فخر ووسام لابد من الاحتفاء به فى كل لحظة.

شعر الأبنودى لم يتوقف عند ذلك وإنما امتد إلى الفرق الغنائية مثلما حدث مع كايروكى الذين غنوا له "إحنا الشعب" ليثبت أن كلمات فارس العامية قادرة على تخطى الزمن.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر