تعرف على الجانب الإنسانى لأقوى كاريزما فى تاريخ السينما

مارلون براندو مارلون براندو
 
آسر إبراهيم

ابتدع الأمريكى مارلون براندو نوعا جديدا داخل السينما، ونجح فى خلق عمل درامى جديد من نوعه، فهو صاحب شخصيةThe Godfather  فى موسمه الأول الذى عرضه عام 1972، وبمناسبة ذكرى عيد ميلاده الـ94، نرصد أحد مواقف الممثل الأمريكى التى جعلت له مكانة وشعبية كبيرة جدا.

بعد الكشف عن فوزه بجائزة الأوسكار عن أفضل ممثل لعام 1973 بعد دوره فى فيلم Godfather، لم يصعد الممثل الأشهر فى تاريخ السينما على خشبة المسرح كما هو معتاد؛ لأنه لم يحضر الحفل من الأساس، وتفاجأ الجمهور بدلا منه بامرأة من الهنود الحُمر تصعد إلى السلالم، وترفض بلباقة أخذ الجائزة، ووقفت أمام الميكروفون وأخذت تتحدث عن قضية الهنود الحمر، وسلمت خطاب الفوز الذى أعده براندو إلى الصحافة لنشره.

وافتتحت كلامها قائلة "مرحبًا، اسمى ساشين ليتلفيذر، أنتمى لقبيلة الأباتشى، وأشغل منصب رئاسة اللجنة القومية لتصحيح صورة السكان الأصليين لأمريكا، أمثل هذه الليلة مارلون براندو، وقد طلب منى أن أبلغكم اعتذاره عن قبول جائزتكم الكريمة فى خطاب طويل للغاية، لكن للأسف لن يسعفنى الوقت حتى اقرأه عليكم الآن، وعوضًا عن هذا، سأشارك الصحافة محتوياته بعد الحفل بكل سرور، سبب رفضه للجائزة هو المعاملة التى يلقاها الهنود الحُمر اليوم فى صناعة السينما، وفى التلفاز وفى إعدادات الأقلام، وما حدث فى مجزرة ونديد نى، أتمنى ألا أكون قد تطفلت على الحفل، وأن تلاقى قلوبنا وتصوراتنا الحب والكرم، أشكركم باسم مارلون براندو".

وسلمت السيدة الهندية خطاب براندو إلى الصحافة لنشره، الذى جاء كالآتى: "لمائتى عام، أخذنا نقول لشعب الهنود الحمر الذى قاتل دفاعًا عن أرضه، عن نفسه، عن عائلته، عن حقه فى الحرية، "ألقوا بأسلحتكم بعيدًا يا رفاق وعندها سنتحد سويًا، فقط عندما تلقون بأسلحتكم بعيدًا سنتمكن من الحديث عن السلام والوصول لاتفاق ستجدون فيه الخير لكم"، وعندما ألقوا بأسلحتهم بعيدًا، ذبحناهم، كذبنا عليهم، وسلبناهم أرضهم، ربما تتساءلون الآن: ما علاقة كل هذا بحفل الأوسكار بحق الجحيم؟ لماذا تقف تلك المرأة أمامنا مفسدة علينا الليلة، مقحمة إيانا فى أشياء لا تخصنا، مضيعة وقتنا وأموالنا ومتطفلة على بيوتنا".

ولقى الخطاب الذى ألقته السيدة الهندية الكثير من الترحاب والتصفيق، الموقف الذى اتخده براندو تجاه القضية التى كانت تشغل الرأى العام آنذاك، أعلى من شعبيته بشكل كبير جدًّا، لمساهمته الكبيرة فى دمج السكان الأصليين فى صناعة السينما والأعمال الفنية ومشاركتهم مع الأمريكيين.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر