فريد الأطرش.. الموسيقار الذى لا يشبه أحدا

فريد الأطرش فريد الأطرش
 
رشا البحراوى

فريد الأطرش قامة فنية وإنسانية عالية قدمت للعالم موسيقى عبّرت عن القيم والأخلاق الإنسانية الرفيعة خير تعبير، ورسمت ملامح لمعاناة الإنسان فى صراعه المرير مع الحياة بحلوها ومرها، وكان نموذجًا للتطابق بين الفنان والإنسان خلافًا لبعض معاصريه الكبار، الذين قدموا فنًّا شامخًا لكنه كان قناعًا يخفى وجهًا إنسانيًّا آخر لا يشبهه.  

قدم فريد الأطرش الألحان الكلاسيكية الشرقية الطويلة، التى طبعت الحقبة الموسيقية العربية الثرية جدًا فى الأربعينيات والخمسينيات والنصف الأول من الستينيات كـ«الربيع»، و«أول همسة»، و«حكاية غرامى»، و«نجوم الليل»، و«حبيب العمر»، و«عدت يا يوم مولدى»، و«بقى عايز تنسانى» (غنتها أيضًا سعاد محمد)، و«ختم الصبر» التى رشحها الناقد سعد آغا القلعة ضمن أهم 100 أغنية عربية.

هذه الأعمال الشامخة التى وقف فيها فريد الأطرش جنبًا إلى جنب موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والعبقرى رياض السنباطى، نالت جماهيرية طاغية واستحقت تقديرًا عند بعض النقاد المتحمسين لفنه، إذ قدّم الجديد من خلالها كما يؤكد رئيس اللجنة الموسيقية العليا الأستاذ أحمد شفيق أبو عوف، الذى رأى أن فريد الأطرش قد أقدم على «المزج الغريب والبديع بين إيقاع الفالس والمصمودى فى أغنية الربيع فى سابقة فنية لم يسبقه إليها أحد».

ولد فريد فهد فرحان إسماعيل الأطرش الشهير فنيا بفريد الأطرش فى منطقة جبل العرب بسوريا عام 1910، وهو أحد زعماء جبل الدوز فى سوريا، ووالدته هى الأميرة والمطربة (علياء حسين المنذر). بعد وفاة والده عام 1925 اضطر فريد للسفر مرارًا وتكرارًا هو ووالدته وشقيقه فؤاد وشقيقته أسمهان من سوريا إلى القاهرة هربًا من الفرنسيين الذين رغبوا فى اعتقاله هو وعائلته لنضال والده ضدهم.

ولقد درس فريد بمدرسة (الخرنفش) الفرنسية إلا أنه لم يكمل بها، والتحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك، ثم دخل معهد الموسيقى، وفى نفس الوقت بدأ فى بيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل توفير ذات اليد له ولأسرته، بعدها التحق بفرقة بديعة مصابنى كعازف عود وهناك لفت فريد الأنظار إليه، كما بدأ بعدها فى الغناء، ولفت إليه الأنظار بشدة وخاصة (مدحت عاصم) الذى قدمه بعد ذلك إلى الإذاعة، ولاقت أغنيته الشهيرة (يارتنى طير) نجاحًا بالغًا، ثم ذاع صيته كملحن ومطرب بعد ذلك.

 وفى عام 1941 كانت بدايته الفنية فى السينما عبر فيلم (انتصار الشباب)، ثم قدم بعده عددًا من الأفلام البارزة التى لعب بطولة معظمها مثل (شهر العسل) عام 1945، (بلبل أفندي) عام 1948، وفى عام 1955 خاض تجربة التأليف عبر فيلم (قصة حبى)، والذى كان أيضًا من إنتاجه. وفى عام 1974 أصيب بأزمة قلبية نقل إثرها إلى مستشفى الحايك فى بيروت، وهناك فارق الحياة عن عمر يناهز 64 عاما.


الاطرش مع الجميلات
الاطرش مع الجميلات

الاطرش
 

فريد مع عبد الوهاب
فريد مع عبد الوهاب

فريد والعندليب
فريد والعندليب

فريد وخطيبته
فريد وخطيبته

فريد وداليدا
فريد وداليدا

فريد وشادية
فريد وشادية

فريد
فريد

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر