غادة عبد الرازق: المنافسة فرصة حقيقية لتحديد شعبية الفنان (حوار)

غادة عبد الرازق غادة عبد الرازق
 
خالد إبراهيم - محمد طارق
على الرغم من أنها تقدم عملًا دراميًا فى رمضان من كل عام، إلا أن مسلسلها هذا العام له طعم مختلف، والخط الدرامى الذى انتهجته فيه النجمة غادة عبد الرازق يعتمد على مفردات كثيرة ومتشعبة، وتتسم بالتشويق والإثارة، ما يضمن له أن يصبح فى صدارة الأعمال الدرامية التى تتنافس فى رمضان الحالى. 
فمن يتابع مسلسل «ضد مجهول» يعى جيدًا أن النجاح لم يأت من فراغ، إنما هو نتيجة حتمية لعدة عناصر، منها الكتابة الجيدة والإخراج المتقن والتمثيل، الذى يعتمد على قدرات خاصة لنجوم يعرفون جيدًا كيفية مغازلة أذواق الجمهور فيقدمون عملًا متكاملًا.
 
وسط انشغالها باستكمال تصوير بقية مشاهد المسلسل كان لـ«اليوم السابع» هذا الحوار مع النجمة غادة عبدالرازق، الذى تناولنا فيه العديد من الموضوعات المتعلقة بآخر أعمالها الرمضانية، وعن مشوارها الفنى بصفة عامة.
 
فى البداية حدثينا عن انطباعاتك الأولى بشأن ردود أفعال المشاهدين بعد مرور حوالى أسبوع من بدء عرض مسلسلك «ضد مجهول»؟
- جرت العادة أن تكوين انطباع أو وجهة نظر عن أى مسلسل درامى لايمكن أن يتم  بأى حال من الأحوال قبل مرور أسبوع من عرضه على الأقل، ولكن والحمد لله فإن مسلسل «ضد مجهول» استطاع أن يجذب أنظار المشاهدين منذ الحلقة الأولى، وهو ما انعكس بشكل لافت للنظر فى ردود أفعال رواد مواقع التواصل الاحتماعى الذين استقبلوا المسلسل بحفاوة بالغة، وهو ما يعنى وبشكل لا يقبل الشك أن المسلسل يتمتع بالخصائص التى جعلته يخطف الأنظار وسط هذا الكم الهائل من الأعمال الدرامية المنافسة، والتى يتم عرضها فى نفس توقيت عرض المسلسل على قنوات أخرى تمتلك مسلسلات يقوم ببطولتها نجوم كبار لهم تاريخ طويل مع التمثيل، سواء فى السينما أو فى التليفزيون .
 
وهل تتابعين تلك المسلسلات المنافسة، وأى مسلسل استوقفك بصفتك مشاهدة عادية ولست نجمة لها مسلسل يعرض فى نفس السباق الدرامى الرمضانى؟
- بصراحة وبعيدًا عن الردود الدبلوماسية، فأنا لم أشاهد أى مسلسل آخر، لأننى مشغولة تمامًا باستكمال بقية مشاهد المسلسل، وبالطبع فإننى فى هذه الأجواء لا أرى فى حياتى شيئًا سوى التركيز بكل ما أمتلك من حواس فى التصوير، وما تتطلبه المشاهد المتبقية من تحضير نفسى واستعداد وإلمام تام بكل التفاصيل المتعلقة بالمسلسل.
 
ولكن بكل تأكيد تعرفين ردود أفعال المشاهدين حول المسلسلات الأخرى وأى منها يحظى بحضور كبير وسط المشاهدين.. فما الأعمال التى استوقفتك فى هذا السباق الرمضانى من خلال ما تتناوله وسائل الإعلام؟
- كما قلت لك فإننى مشغولة تمامًا باستكمال تصوير بقية مشاهد المسلسل، وهذا جعلنى لا أهتم حتى بمجرد السؤال عن المسلسلات الأخرى، ولكن بالنسبة للسوشيال ميديا فأنا أتابع فقط ما تتناوله عنى وعن مسلسلى، فأنا لا أمتلك الآن رفاهية متابعة أى أعمال أخرى أو أن أشغل نفسى بهذه الأشياء.
 
هل يعنى هذا الكلام أنك لم تعيشى أجواء رمضان مثل أى شخص عادى؟
- معك حق، فالتصوير والانشغال فى تحضير الشخصية، وما تتطلبه من تفاصيل دقيقة جعلنى لم أعش حياتى الرمضانية بشكل طبيعى حتى الآن، ولكن ما أن يتم الانتهاء من تصوير المشاهد المتبقية فى المسلسل فإننى بالطبع سوف أعيش أيام رمضان ولياليه بتفاصيلها الحلوة التى اعتدنا عليها من قبل، والتى بكل تأكيد ما تزال محفورة بداخلى، فرمضان له ذكريات كثيرة حلوة كانت وما تزال تمثل بالنسبة لى أجمل سنوات العمر، حيث تفيض بالروحانيات والمعاملات الجميلة بين الناس و«اللمة» والحياة الأسرية، التى تكاد تكون انتهت فى الأيام العادية، إلا أن جمع شمل الأسرة نراه دائمًا من أجمل ملامح ليالى رمضان.
 
مادام انشغالك فى التصوير كل عام يتسبب فى أنك لا تعيشين حياتك الطبيعية لعدة أيام فى رمضان، فلماذا تتأخرين فى تصوير المسلسل؟
- تضحك وكأنها استمعت إلى «نكتة» وتقول: كل عام نقول نفس الكلام، ونقول إننا سوف نبدأ التصوير بشكل مبكر حتى نعيش حياتنا بشكل طبيعى، ونستمتع بمشاهدة المسلسل فى رمضان، ولكن تمر الأيام والشهور ونفاجأ بأننا تأخرنا كثيرًا فى بدء التصوير، وبالتالى تتكرر نفس المأساة، وتكون النتيجة على هذا النحو الذى ترانى عليه الآن، فأنا أتحدث معك فى هذا الحوار أثناء فترة «البريك»، وهى فترة الراحة التى أحصل عليها بين تصوير المشاهد، والتى يجب أن أرتاح فيها بعض الوقت، حتى أستطيع مواصلة تصوير المشاهد المتبقية، لأننا الآن مع سباق مع الوقت من أجل الانتهاء من بقية المشاهد فى المسلسل. 
 
نعود للحديث عن المسلسل.. ما الجديد الذى تقدمينه فى «ضد مجهول»؟
- من الصعب أن أتحدث باستفاضة عن الجديد فى المسلسل، لأنه من الأفضل ترك هذه الأمور للمشاهدين وللنقاد أيضًا، ولكن المسلسل بصفة عامة تستطيع أن تقول إنه «دفقة درامية» متكاملة صاغها ببراعة وإتقان الكاتب والسيناريست المتمكن أيمن سلامة، شريك النجاح الذى أتفاءل به كثيرًا، وأعلق عليه آمالًا كبيرة فى نجاح هذا المسلسل، فضلًا عن ذلك فالمسلسل يشاركنى بطولته نخبة متميزة من الفنانين، هم دياب، وروجينا، وأحمد سعيد عبدالغنى، وحنان مطاوع، وفراس سعيد، ورانيا منصور، ومحمد دسوقى، وهلا السعيد، وهو من إخراج طارق رفعت.
 
ولكن هل القصة التى يتناولها المسلسل تعتبرينها جديدة وكفيلة بجذب المشاهدين، وتحقيق التفرد الذى تسعين إلى تحقيقه؟
- سبق أن قلت لك إننى من الصعب أن أتحدث عن تفاصيل القصة التى يتناولها المسلسل، ولكن بشكل عام فإنه يدور فى جو من الغموض والإثارة حول سيدة تتعرض لحادث كبير، وهذا الحادث يقلب حياتها رأسًا على عقب، وبالطبع فإن تلك السيدة أقوم بتجسيد شخصيتها فى المسلسل، حيث تتشابك الأحداث وتبدو معقدة بعض الشىء، مما يجعل الحبكة الدرامية بمثابة أحد أهم وأبرز العناصر التى أراها تميز هذا المسلسل وتجعله متفردًا عن بقية المسلسلات التى سبق أن قدمتها من قبل، وعلى الرغم من أننى أقدم مسلسلًا رمضانيًا كل عام فإننى أشعر بارتباط وثيق بهذه الشخصة التى أقدمها فى مسلسل «ضد مجهول».
 
ولكن البعض يرى أن مسلسل «ضد مجهول» فيه تشابه كبير مع مسلسل ....؟
- وقبل أن أنتهى من السؤال قاطعتنى قائلة: لا تكمل كلامك، فأنا أعرف جيدًا ما سوف تقوله.. سوف تقول لى إن مسلسل «ضد مجهول» فيه تشابه كبير مع أحداث مسلسلى السابق «مع سبق الإصرار»، فقد أصبح هذا الكلام يردده البعض بمناسبة وبدون مناسبة، لأنهم لم يجدوا ما ينتقدوننى به فى مسلسلى الجديد الذى حقق نجاحًا منذ الحلقة الأولى، وارتبط بأذهان المشاهدين فبحثوا عن أى شىء يستخدمونه لـ«الشوشرة» على هذا النجاح، وهو ما جعلهم يخترعون مسألة تشابه الأحداث، ربما لأن المؤلف واحد فى المسلسلين، ومعى بعض الممثلين الذين شاركونى بطولة المسلسل السابق، ولكن دعنى أصارحك القول، فأنا لا ألتفت إلى مثل تلك الشائعات المغرضة، لأننى أعرف جيدًا من الذين يقفون وراءها والمستفيدين منها، وللعلم فأنا كلما سمعت هذا الكلام أشعر بسعادة وراحة تامة، لأن هذا يعنى أن هناك من يشعر بالخطر بسبب نجاحى ونجاح «ضد مجهول»، لذا نجده يبحث عن أى شىء يحاول من خلاله التقليل من هذا النجاح بأى شكل وبأى وسيلة، حتى وإن كانت وسيلة رخيصة تنم عن تفكير حقير.
 
أشعر بأنك تتحدثين عن النجاح بكل ثقة، فعلى أى شىء اعتمدتِ فى هذه الثقة التى لاحظتها فى طريقة ردك وفى عباراتك القاسية؟
- هناك أشخاص لا يستحقون سوى الرد بهذا الشكل القاسى، لأنهم بعيدون كل البعد عن لياقة النقد البناء والاختلاف بشكل محترم، أما بالنسبة للثقة فى كلامى عن نجاح المسلسل فهى نابعة من خلال ما لمسته بنفسى من ردود الأفعال الإيجابية حول المسلسل منذ عرض الحلقة الأولى، ويمكنك الرجوع إلى ما تناولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، وأيضًا إلى نسب المشاهدة المرتفعة على اليوتيوب، والتى هى بكل تأكيد تمثل مؤشرًا صادقًا وحقيقيًا لقياس إقبال الجمهور على هذا المسلسل أو ذاك.
 
تتحدثين عن النقد البناء.. فكيف ترين علاقتك بالنقاد، وهل يغضبك أى رأى لناقد يتناول عملًا من أعمالك بنوع من الحدة؟
- كما قلت لك، أنا أحترم النقد البناء، وما دام الناقد يكتب بموضوعية وبشفافية وبلا أى تجنٍّ، فإننى أرحب به، بل على العكس أنا أسعى دائمًا للتعرف على رأى النقاد فى أعمالى، لأننى أستفيد كثيرًا من النقد الموضوعى، فهو يساعدنى فى تطوير نفسى وفى إعادة ترتيب أوراقى، لأن الناقد بكل تأكيد يرى ما لا أراه، ولديه أدواته التى من خلالها يغوص فى أعماق الشخصية، فيساعدنى على رؤية ما قد يكون غائبًا عنى فى تجسيد الشخصية.. المهم فى كل الأحوال أنا مع النقد البناء، وأرفض تمامًا أى كلمة نقد تعتمد على الأهواء الشخصية لهذا الناقد أو ذاك، وتلك التى تكون بعيدة كل البعد عن أصول النقد الفنى الصحيح.
 
مسلسل «ضد مجهول» يتسم بالغموض والإثارة، فأنت دائمًا تفضلين وجود لغز فى مسلسلاتك، فهل ترين أن هذا يخدم السياق الدرامى للأحداث؟
- بالتأكيد هذا المسلسل سوف يكون فيه عنصر التشويق والغموض والإثارة، مثل الكثير من أعمالى السابقة، فأنا أحب وجود لغز فى المسلسل، لأن ذلك يخلق حالة من التفاعل الإيجابى مع الناس والجمهور، فكما هو مؤكد فإن الحيرة والقلق يزيد من المتابعة وانتظار الحلقات بفارغ الصبر، فضلا عن ذلك فإنه يصنع حالة من  التخيلات والتخمينات والأحاديث عن العمل، وهذا ما أحبه، وأعتبره نوعًا من أنواع النجاح، لأن العمل موجه إلى جمهور، وما دام هذا الجمهور تفاعل مع المسلسل على هذا النحو، فهو دليل على قدرة المسلسل الفائقة فى جذب انتباه المشاهد.
 
تطرحين بشكل دائم قضية المرأة فى أعمالك.. فهل ترين أننا مازلنا فى حاجة لطرح مثل هذه القضايا؟
- حينما أفكر فى القيام ببطولة مسلسل.. فإن أول شىء أفكر فيه هو الموضوع، والقضية التى يتناولها هذا المسلسل، ولن أخفى عليك، فإننى مهمومة بشكل مستمر بقضايا المرأة على وجه الخصوص، فحينما أجد  مسلسلًا يتناول قضية تمس المرأة فإننى أتمسك به وأنحاز له، فمادامت الحياة مستمرة فهناك مشاكل للمرأة، ولكنها تختلف باختلاف الزمن نفسه.. فى الماضى كانت تنقصها بعض الحقوق، لكنها حصلت عليها فيما بعد، و بعيدًا عن ذلك فهناك موضوعات أخرى كانت وما تزال وستظل موجودة وقائمة، وفى حاجة إلى معالجتها دراميًا، فالعنف موجود والظلم موجود والخيانة موجودة، والمشاكل البشرية لن تنتهى بمرور الزمن لأنها سلوك بشرى.
 
وهل فى رأيك أن هذه المشاكل مرتبطة بمجتمعاتنا فقط؟
- بالطبع لا.. والذى يقول إنها مشاكل مرتبطة بمجتمعاتنا فقط، فإنه يرتكب أكبر خطأ فى حق مجتمعاتنا، لأن هذه المشاكل موجودة فى العالم كله، ففى الولايات المتحدة مثلًا هناك قوانين وتشريعات خاصة بالعنف ضد المرأة، وأى مجتمع لابد أن تكون به أخطاء، فالكمال لله وحده، وهنا يبرز دور الدراما التى تتناول تلك المشكلات، وتحاول إيجاد حلول مناسبة لها.
 
لو ابتعدنا قليلًا عن الدراما التليفزيونية.. دعينى أسألك: أين غادة عبدالرازق من السينما، وهل ابتعادك عنها لأنك لا تحبين السينما ؟
- بالعكس، أنا بطبعى أحب السينما، ولكن على مستوى العمل «مفيش عمار بين وبينها»، وهذا فى تقديرى يرجع إلى اعتبارات بعيدة كل البعد عن الموهبة والنجومية، فأنا على يقين بأن الله لا يعطى الإنسان كل شىء، وعلى الرغم من ذلك، فأنا حريصة كل الحرص على أن أحاول انتقاء أعمال جيدة فى السينما، ولكن بصراحة شديدة فأنا حتى الآن «معملتش تاريخ فى السينما زى اللى كنت بحلم بيه». 
 
 هل هناك نجمات فى السينما تعتبرينهن مثلك الأعلى وتتمنين أن تكونى مثلهن؟
- أتمنى أن أقدم أعمالًا فى السينما مثل أعمال سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والرائعة نادية لطفى، وسندريلا الشاشة سعاد حسنى، فأنا أعتبرهن جميعًا أيقونات فنية قدمن أعمالًا كانت وستظل من كلاسيكيات السينما العربية، لأن تلك الأعمال «مفيهاش غلطة»، فتلك النجمات كن بالفعل متميزات فنيًا وعلى المستوى الشخصى أيضًا.
 
أنا فى مجال السينما طموحى بلا سقف، ولكن حالتى المزاجية هى التى تتحكم فى تحركى نحو السينما بشكل كبير، فأنا «مودية» وانطوائية، لذا فإنه لو لم يكن هناك عمل أقوم بتمثيله، فأنا أظل فى البيت إلى أن أرتبط بعمل جديد، سواء كان فى التليفزيون أو فى السينما.
 
ألا يغضبك تصنيفك كنجمة تليفزيون؟
- أنا لا أغضب من هذا الوصف، فهذا شرف لى، ومن قال إن نجومية التليفزيون شىء قليل، هناك فنانون كثيرون يحلمون بها، وهم فى الأصل نجوم سينما، ويكفى أن الملايين ينتظرون نجوم التليفزيون.
 
ولا أستطيع أن أقول إن توصيفى كنجمة تليفزيونية غير سليم، فأنا بالفعل لا أتصدر «أفيشات» الأفلام كثيرًا، وبطولاتى بمفردى قليلة جدًا، لأننى أعمل دائمًا وسط مجموعة من النجوم، وأقدم بطولات مشتركة، أما التليفزيون فهو المجال الذى أرى نفسى فيه، والحمد لله أعمالى فى التليفزيون ناجحة، وتتحدث عن نفسها، وآخر تلك الأعمال «ضد مجهول» أصبح حديث الشارع الآن.
 
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر