انتى جاية اشتغلى إيه؟ جملة قالتها مارى منيب للفنان عادل خيرى صنعت حوار كوميدى تجاوزت مدته الـ 10 دقائق فى مسرحية إلا خمسة، ليس شرطا أن تكون من مواليد هذا الجيل للتعرف على هذه المسرحية بالتحديد، فحتى جيل الألفينات يعرف هذا المشهد على وجه التحديد الذى بدوره صنع نجومية عادل خيرى هذا الفنان الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم عام 1963.
فلم يتوقع أحد أن بديع خيرى والد عادل كان غير راضى عن تمثيل ابنه و لم يرى فيه الفنان الكوميدى الذى يستطيع ان يكمل راية نجيب الريحانى فى الروايات التى جمعت الريحانى و بديع الأب قديماً و قال له نصاً "الحكم على موهبة أي فنان تعود لجمهور المسرح وليس لبديع خيري أو غيره" فلم تغيب هذه الجملة عن بال عادل الذى حاول أن يثبت موهبته لنفسه قبل ابيه حتى أصبح المسرح كامل العدد يوميًا و هو ما جعل التليفزيون المصري يبدي رغبته في تصوير المسرحيات التي كان يقدمها ويخرجها.
فرغم دراسة عادل خيرى للحقوق و عمله بالمحاماه لفترة إلا ان غرامه بالتمثيل و عشقة للمسرح جعلته يطلب من صديق والده المقرب نجيب الريحانى أن يقنع والده بسفره إلى فرنسا لدراسة فن الإخراج هناك لكن وفاة الريحانى أوقفت كل أحلام عادل فى السفر، و كانت هذه الحادثة هى بداية الحياة الكئيبة التى لازمت عائلة خيرى كما وصتها ابنه عادل.
فمن دراسة الحقوق تعرف عادل خيرى على زوجته إيناس حقي و التى وقفت بجانب زوجها حتى افتتحوا مكتب محاماه سويا فلم تكن إيناس معاونة عادل فى حياته الأسرية و العملية فقط بل كانت أول من يقرأ الأعمال التى تعرض عليه و تبدى رأيها الذى اعتاد على الأخذ به طوال حياته.
و مع النجاح الباهر الذى استطاع عادل خيرى تحقيقه على مدار 7 سنوات من العمل فى المجال الفنى إلا انه أصيب مرض السكر الذى ورثه عن أبيه و والدته ثم أصيب بتليف الكبد، وقبل وفاته بعام اعتمد على بعض الحقن والأدوية حتى يتمكن من استكمال عروضه المسرحية، ولكن المرض اشتد عليه وأصبح مقيمًا بشكل شبه دائم في المستشفى وتوقف عن التمثيل، و قبل وفاته بأسبوع أصر على أولاده أصطحابه إلى المسرح ليصعد على خشبة المسرح و يراه الجمهور فيمتلئ المكان بالتصفيق لالشديد لمدة طويلة، وهو ما أبكى عادل متأثراً باستمرار حب الجمهور له، وكأنه أراد إلقاء نظرة الوداع الأخير على المسرح الذي ارتبط به منذ أن كان يذهب إليه وهو طفل بصحبة والده.

عادل خيرى مع زوجته