جينات «الذكاء» يمكن حمايتها من الزهايمر

الزهايمر الزهايمر
 

توصلت دراسة حديثة إلى أن نفس الجينات التى يعتقد أنها مسئولة عن مستويات الذكاء لدى الأشخاص، قد تؤدى أيضًا إلى فقدان الشهية ومرض التوحد والاضطراب الثنائى القطب.

وفى أكبر بحث أجرى على الإطلاق فوجئ العلماء فى "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا"، بالتعاون مع الباحثين فى جامعة "هارفارد"، تأكد وجود علاقة بين جينات الذكاء ومرض التوحد والاضطراب ثنائى القطب.

كما وجد الباحثون أن العوامل الوراثية نفسها التى تؤهل الأشخاص لظروف نفسية معينة ترتبط بقضاء المزيد من السنوات فى المدرسة والتحصيل العلمى.. لكن العلماء اقترحوا أن نفس الجينات المسئولة عن الذكاء يمكنها أن تحمى ضد مرض الزهايمر.

وقال الدكتور بنيامين نيال، الأستاذ فى "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا": "بدأ هذا العمل فى إعادة تشكيل طريقة تفكيرنا فى اضطرابات الدماغ.. وإذا تمكنا من الكشف عن التأثيرات الجينية وأنماط التداخل بين مختلف الاضطرابات، فقد نكون قادرين على فهم الأسباب الجذرية لهذه الحالات بشكل أفضل، مضيفا، أن هذا قد "يحتمل أيضًا تحديد آليات محددة مناسبة للعلاجات المخصصة".

وقد عكفت الدراسة - التى نشرت فى مجلة العلوم، على جمع بيانات وراثية لدراسة الأنماط عبر 25 حالة نفسية وعصبية.. كانت هناك حاجة لأحجام كبيرة من العينات للمساعدة فى فصل الإشارات الموثوقة من الضوضاء لأن كل متغير جينى يحمل فقط خطرا صغيرا يؤدى إلى حالة.. يعد استكشاف هذه الروابط البيولوجية يعد أمرا صعبا.. فالدماغ هو عضو صعب للدراسة مباشرة، ويصعب مسحه بالتفصيل أو أخذ خزعة أخلاقية.. وأن الاضطرابات الدماغية تحدث فى كثير من الأحيان، فإنه من الصعب فك الارتباط عندما يؤثر المرء على تطور الآخر.

وأشارت النتائج النهائية إلى تداخل وراثى واسع الانتشار عبر أنواع مختلفة من الاضطرابات النفسية.. ولكن لوحظ وجود أكبر تداخل بين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والاضطراب ثنائى القطب، والاكتئاب وانفصام الشخصية.. كما تم اكتشاف ارتباط مماثل أيضا بين فقدان الشهية والوسواس القهرى، وبين اضطراب الوسواس القهرى ومتلازمة توريت.. وفى المقابل، كانت الاضطرابات العصبية مثل مرض الشلل الرعاش والتصلب المتعدد أكثر وضوحا عن بعضها البعض ومن الاضطرابات النفسية.

ومع ذلك، فإن الصداع النصفى مرتبط وراثياً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ومتلازمة الاكتئاب ومتلازمة توريت، وفقاً للباحثين.. بالإضافة إلى ذلك، فوجئ الباحثون بالعثور على العوامل الوراثية التى تؤهب الأفراد لفقدان الشهية، والتوحد، والقطبين، والوسواس القهرى المرتبطة بإنفاق المزيد من السنوات فى المدرسة والتحصيل العلمى.. غير أن الاضطرابات العصبية، لا سيما مرض الزهايمر والسكتة الدماغية، كانت مرتبطة ارتباطًا سلبيًا بتلك التدابير المعرفية نفسها.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر