آنا أخماتوفا «الشاعرة الراهبة».. طردها ستالين فمدحته من أجل ابنها

آنا أخماتوفا آنا أخماتوفا
 
محمد عبد الرحمن

الشاعر حين يكتب، يعبر عن خواطره وعواطفه فهو يكتب عما يمليه عليه إلهامه ومبادئه، وإن خالفها سيؤخذ عليه ذلك، وهذا ما حدث مع الشاعرة الروسية الكبيرة آنا أخماتوفا، التى طردها ستالين من روسيا، لكنها اضطرت إلى مدحه.

تحل اليوم الذكرى الـ129 على ميلاد "آنا أخماتوفا"، إذ ولدت فى 23 يونيو 1889، وتعتبر من أبرز شاعرات روسيا فى عهد الاتحاد السوفيتى، ومن أشهر المؤثرين فى الشعر الروسى، اختارت لنفسها اسم "أخماتوفا" كاسم مستعار لها وهو اسم أمها قبل الزواج.

وبحسب كتاب "هذا اليوم فى التاريخ - المجلد الثالث" للكاتبة نجدة فتحى صفوت، فإن الحب كان هو المحور الرئيسى لشعرها وفى معظم الحالات كان حبا مأساويا يطغى عليه الحزن، وفى لاحق حياتها أضافت إلى موضوعاتها أنغاما إنسانية ووطنية ودينية.

ويبدو أن اتجاه "أخماتوفا" الشعرى لم يرض السلطات السوفيتية التى سرعان ما اتهمتها بالبرجوازية والارستقراطية، بل وصفتها بأنها "نصف راهبة ونصف بغى"، وفى سنة 1921 اتُّهم زوجها السابق جوميلوف الذى طُلقت منه سنة 1918، بالاشتراك فى مؤامرة معادية للسوفيت وأعدم، واضطرت أخماتوفا بعد ذلك إلى التزام الصمت لفترة طويلة، ولم يصدر ديوانها التالى إلا بعد 18 عاما، لكنها استطاعت خلال تلك السنوات أن تنشر دراسات أدبية مهمة عن الشاعر بوشكين.

وفى سنة 1946 واجهتها مشكلة حين شن جدانوف المسئول عن التوجيه السياسى والعقائدى للآداب والفنون أيام ستالين، هجوما عنيفا عليها بسبب شعبيتها المتزايدة، ما أدى إلى طردها من اتحاد الكتاب السوفيت، لكنها استطاعت العودة بعد وفاة ستالين.

ولم يؤخذ عليها سوى عدد من القصائد التى نظمتها فى مدح ستالين، فى إحدى المجالات الأسبوعية، وقالت فى إحداها: حينما يكن ستالين تكن الحرية، ويكمن السلام والعظمة على الأرض" ولكنها بهذه القصيدة كانت تحاول كسب عطف ستالين لإطلاق سراح ابنها الوحيد الذى اعتقل عام 1949 ونفى إلى سيبيريا، وتغلبت فيها عاطفة الأمومة لديها على كرامة الشاعر.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر