بتشترى مايوه مصرى ولا مستورد؟

مايوه مصرى ولا مستورد؟ قد لا تشترى المايوه بناء على قرار مسبق باختيار المصرى أو المستورد وتتحكم فى قرارك عوامل مختلفة بين الأسعار أو جودة التصميم والخامات، إلا أن صناع المايوه فى مصر يقولون إن الجودة لا تختلف كثيرًا بين منتجاتهم وبين المستورد خاصة أنهم يعتمدون فى الأساس على خامات مستوردة.

ويقول رامى شفيق نائب مدير أحد مصانع المايوهات بالإسكندرية: نستورد الخامات من الصين ونصنعها هنا، وكنا فى الماضى قبل تأسيس الاتحاد الأوروبى نصنع المايوهات فى مصر ونصدرها للخارج لصبغها ولكن عندما تأسس الاتحاد الأوروبى كانت تكلفة اليورو عالية علينا، فغيرنا الخامات التى نستوردها.

المصنع الذى يديره "شفيق" حاليًا يرجع تاريخه إلى العام 1984 وهو ملك والده، وجاء امتدادًا لمصنع الجد الذى يرجع تاريخه إلى العام 1942 وعلى مدار هذه السنوات الطويلة يرصد "شفيق" العديد من التغيرات التى طرأت على الصناعة ويقول لـ"اليوم السابع": أبرز التغييرات كانت فى الخامات، فى الماضى كنا ننتج مايوهات 100% بوليستر أما الخامة الغالية كانت 82% نايلون و18% ليكرا وحاليًا نصنع الـ 100% بوليستر والـ 95% بوليستر مع 5% ليكرا. ومع ارتفاع الأسعار أصبح الزبائن يقبلون على الخامة الغالية الجيدة لأن الأسعار بعد الارتفاع أصبحت قريبة جدًا من بعضها بالتالى أصبحوا يفضلون أن يدفعوا السعر المرتفع فى الجودة العالية.

وعن التصميمات يقول: ننتج تصميماتنا الخاصة على حسب الموضة، ففى الماضى كنا نسافر للمعارض خارج مصر نطالع الموضة ونشاهد الموديلات فى المحلات لننتج تصميمات مواكبة للموضة أما الآن فالإنترنت سهل كل شيء. لكن أبرز التغييرات من حيث التصميمات كانت ظهور مايوهات المحجبات والتى بدأت فى أواخر التسعينيات وبدأت تنتشر جدًا فى السنوات الأخيرة. 

"قبل 2016 كان مافيش حد تقريبًا بيصنع مايوه فى مصر، لا رجالى ولا حريمى إلا يا دوب مصنعين تلاتة" هكذا بدأ المهندس محمد عبدالسلام رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة فى الاتحاد العام للغرف التجارية حديثه عن صناعة المايوه فى مصر، مؤكدًا أن الوضع تغير كثيرًا بعد القرار 43 لسنة 2016 لوزارة التجارة والصناعة، والذى حد من الاستيراد بشكل كبير، حتى وصلنا الآن لمرحلة إنتاج 60 إلى 70% من المايوهات محليًا. 

ويقدر "عبدالسلام" عدد المصانع العاملة فى صناعة المايوه فى مصر بنحو 11 مصنعًا، مؤكدًا أن جودة منتجاتهم لا تختلف عن المستوردة وربما تتميز عنها فى انخفاض أسعارها عن المستوردة. ولكن الخامات التى يعملون بها غالبيتها مستوردة.

وفى عام 2015 كان حجم استيراد مصر للمايوه الحريمى والرجالى بلغ 15 مليون جنيه وفقًا لإحصائية صادرة عن البنك المركزى. ووفقًا ليحيى الزنانيرى رئيس الشعبة العامة للملابس الجاهزة بالاتحاد العام للغرف التجارية فإن مصر تستورد 70 إلى 80% من المايوهات، معللاً ذلك بأن عدد المصانع فى مصر ليس كبيرًا وإنتاجها لا يغطى الاستهلاك، مشيرًا إلى أن ارتفاع سعر الدولار يعطى فرصة جيدة للصناعة المحلية فى جميع القطاعات للتوسع والإنتاج.

فى المقابل لا يشعر "الحاج حسين على" مالك أحد مصانع المايوهات فى الإسكندرية بفارق كبير فى المبيعات بعد القرار ويقول "كل سنة المبيعات أسوأ من اللى قبلها" ويضيف: انشأت مصنعى عام 1995 ومن وقتها وحتى الآن المبيعات كل سنة فى الأسوأ" يعلل ذلك بارتفاع الأسعار ويقول: "أستورد الخامات من الخارج ومع ارتفاع الأسعار ترتفع التكلفة على بالتالى يرتفع سعر القطعة والسوق لا يستوعب هذا ولا يتقبله". 

وتحت اسم "مايوهات المحجبات" يعلن "أحمد أبو النجا" عن مصنعه فى الإسكندرية على "فيسبوك" على الرغم من أن المصنع الذى أنشأه منذ 23 عامًا ينتج أيضًا الملابس الرياضية والمايوهات العادية ويقول "أبو النجا": بدأت صناعة مايوه المحجبات من حوالى 12 أو 13 سنة، وأستخدم فى الإنتاج خامات محلية وأخرى مستوردة، وبالطبع الخامات على مدار سنوات عملى فى المجال تغيرت ولكن للأفضل.

يرى "أبو النجا" أن منتجات مصنعه قادرة على المنافسة خارج مصر ولكن ينقصها التسويق الجيد ويقول: أرسلنا عينات إلى أكثر من دولة ونالت إعجابهم ولكننا نحتاج مساعدة فى التسويق لنا وفتح أسواق للمنتج المصرى خارج مصر، فلا ينقصنا أى شيء هنا لا الماكينات ولا العمالة.

ويرى كذلك أن المنافسة على الصعيد المصرى أصبحت قوية ويقول: إلى جانب المصانع الكبيرة المعروفة ظهرت العديد من الورش الصغيرة التى تعمل فى تصنيع المايوه.