الحجاب قرار والاعتزال قرار.. العرى والابتذال تصور لا يفرضه الفن

حلا شيحة حلا شيحة
 
تحليل يكتبه باسم فؤاد

لم يسلم الوسط الفنى فى السنوات الأخيرة من فنانات نمن فى ساعات متأخرة من الليل واستيقظن معلنين أن الله بعث إليهن رسولا من عنده أن ارتدى الحجاب واعتزلى هذا الإثم العظيم، ويهلل فريق ويصيح فرحًا: "الله أكبر.. بارك الله فيكِ يا أختاه"، وتمر سنوات وقد سأم هؤلاء تلك الحياة ويقررن العودة لهذا الإثم مرة أخرى تحت دعاوى أن الحجاب ما أنزل الله به من سلطان متعللين بأن القرآن الكريم يخلو من لفظ "الحجاب" وما هى إلا تفاسير المفسرين، ويخرج فريق آخر يهلل ويصيح: "ظاهرة دخيلة على مجتمعنا وها هى تنقرض"،  وبين هذا وذاك يترسخ مفهومًا ظالمًا لدى المتلقى بأن الفن دعوة للعرى والابتذال، وما يظلم الفن إلا أهله .

لا نجد تفسيرا واضحا حين تعلن فنانة ارتداء الحجاب ويأتى قرارها متبوعا باعتزال التمثيل، كما لا نجد علاقة بين العودة للفن والتخلى عن غطاء الرأس، فالحجاب قرار والاعتزال قرار آخر ، وليس شرطًا أن يكون القرار مرتبطا بالعودة إلى التمثيل أو اعتزاله، فالعرى والابتذال تصور لا يفرضه الإبداع على ممتهنيه.  

تساؤلات تفرض نفسها أثيرت مع إعلان الفنانة حلا شيحة التخلى عن الحجاب والعودة للتمثيل مرة أخرى بعد اعتزال دام 12 عامًا، هل يمثل الحجاب مفهومًا مناقضًا للفن؟ وعلى الفنانات التخلى عنه إذا أردن ممارسة المهنة؟ بالطبع لا، فالوسط الفنى ملىء بفنانات محجبات ويمارسن التمثيل، قد يقول قائل وكيف يمكن لهذه أن تجسد مشهدًا يجمع زوجًا بزوجته فى منزلهما، فليس من المنطقى أن تظهر بالحجاب، ويتساءل آخر  ماذا لو رُشحت إحداهن لدور رابعة العدوية تلك الشخصية التى تترك حياة اللهو بعد أن قابلت شيخا زاهدا، لتعرف الطريق إلى الله وتترك حياة المجون، فأى جزء من الأحداث تجسد ؟!

رابعة العدوية
رابعة العدوية

فى الحقيقة، شخصية مركبة، مثل رابعة العدوية، إذا توفر لدينا 100 ممثلة على مستوى عال من الموهبة –غير محجبات– فلا يصلح لأدائها سوى 3 ممثلات من المائة -على أقصى تقدير- فماذا عن الـ97 الباقيات؟ إذن التخلى عن الحجاب لا يمكن اعتباره عربونًا لأداء دور أو حتى الترشح له، وإن كان ارتداؤه عائقًا عن أداء بعض الأدوار، فهناك أخرى لا تتطلب أن تكون الممثلة غير محجبة، على اعتبار أن الفن هو تجسيد للواقع، وواقعنا ملىء بنماذج لنساء محجبات  نراهن فى بيوتنا وشوارعنا ومؤسساتنا، وإن تطلب الأمر الاعتذار عن دور من أجل مبدأ أو عقيدة، قد يكون الأمر مقبولا، ولكن هذا لا يعنى إطلاقا اعتزال الفن.

ممثلات كثيرات ارتدين الحجاب لكن لم يتخلين عن مهنتهن، ولم يشعرن يوما بخزى أو بعار، ودائما يتحدثن عن فخرهن بتاريخهن الفنى دون التنصل عن مهنة أعطت لهن الكثير قبل أن يتربحن منها:

 

صابرين   

لم تعتزل صابرين التمثيل بعد قرارها ارتداء الحجاب، وشاركت فى أعمال "دكتور أمراض نسا" و"شيخ العرب همام" و"وادى الملوك" و"الشك"، ولجأت إلى الشعر المستعار "الباروكة بعد استشارة رجال الدين، لكنها لم تسلم من الهجوم بدعوى عدم الالتزام بالحجاب".

صابرين
 

منى عبد الغنى

ارتدت منى عبد الغنى الحجاب عام 1994، وكانت قد صرحت بأن الفنان أحمد زكى أول من شجعها على هذا القرار، وشاركت مؤخرا فى مسلسلى «فوق السحاب» و«أفراح إبليس» بالحجاب، كما أنها تشارك فى تقديم برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا" على قناةcbc  .

منى عبد الغنى

 

حنان ترك

قررت الفنانة حنان ترك ارتداء الحجاب عام 2006، وكانت فى أوج نجوميتها وعطائها الفنى، وقالت فى تصريحات إعلامية لها إنها "اتجهت اتجاها فنيا يميل إلى الاعتدال، وفضلت اعتزال التمثيل بمعزل عن الحجاب، حتى تتفرغ لتربية أولادها"، وقدمت بالحجاب أعمالا منها "الأخت تيريزا" و"نونة المأذونة".

حنان ترك

 

هالة فاخر

قررت هالة فاخر ارتداء الحجاب وظهرت به لأول مرة فى عزاء والد الفنان أحمد السقا عام 2010 ، وشاركت مؤخرا فى أعمال "كلبش" و"هربانة منها" بالحجاب، وقالت فى تصريحات صحفية لها: "أخسر بعض الأدوار بسبب حجابى.. ولكنى سعيدة بذلك، علما بأنى حتى الآن أعمالى ناجحة، ولم يقلل الحجاب منى".

كما أكدت أن ارتداءها للحجاب لا يعنى اعتزالها الفن، وإنما ستواصل مشوارها الفنى بالحجاب.

هالة فاخر

 

سهير البابلى

ارتدت الحجاب بعد طلب من ابنتها، وقدمت مسلسلى "قلب حبيبة" و"قانون سوسكا" دون تخليها عن الحجاب، وقالت فى تصريحات إعلامية: "سأجعل من ينتقدنى يتساءل إزاى واحدة محجبة تبقى أنجح من الممثلات بدون حجاب"، وكشفت أن الشيخ محمد متولى الشعراوى كان صاحب الفضل فى ارتدائها الحجاب، وأكدت: «لم يقل لى الفن وحش واعتزلى، قالى نقى الأدوار الكويسة».

ووضعت البابلى شروطًا بعد عودتها للعمل الفنى، ومنها: «الحفاظ على الالتزام وعدم تقديم فن يسىء لها، أو يتجاوز الحلال إلى الحرام، ولا ملابس عارية أو مخالفة للزى الإسلامى، ولا أدوارا تافهة».

سهير البابلى

 

سهير رمزى

ارتدت الفنانة سهير رمزى الحجاب عام 1993، وقالت فى تصريحات إعلامية لها إنها كانت أبعد ما يكون عن ارتداء الحجاب، ولم تتخيل يوما أن تضع "إيشارب" على رأسها، وبعد أن استشارت رجال الدين حول إمكانية عودتها للتمثيل أفتوا لها بأن ذلك ممكن شرط أن تظهر على الشاشة بالحجاب فى عمل يحمل رسالة وهدفا، وبعدها عادت للتمثيل من خلال مسلسل "حبيب الروح" عام 2006.

سهير رمزى


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر