«التحفجية».. الأسطى محمود خبرة 32 سنة فى «تشطيب وتلوين النحاس» (فيديو)

أعمال النحاس أعمال النحاس
 
سلمى الدمرداش
فرشاة وماء الذهب والفضة ومجموعة من المواد الخاصة ويد عشقت النحاس فأعطاها موهبة ثمينة مثله، هذه هى أدوات الأسطى "محمود الملا" الذى يملك خبرة 32 سنة فى شغل تشطيب وتلوين النحاس، تعلّم الصنعة فى عمر 15 عاما، فهام بها لِما وجده من رقة ورقى وفن، حسبما قال، عاش معها أيام الازدهار ثم التراجع ثم قرب الانقراض، شأنها شأن العديد من الحرف اليدوية.
 
قبل أذان الظهر يبدأ الأسطى "محمود" عمله بورشته الكائنة بمدخل حارة "المبيضة" التى تحوى معظم الورش الخاصة بشغل النحاس بحى "الجمالية"، وعلى الرغم من الدقة التى تحتاجها مهنته إلا أن المكسب المادى لا يتسع إلا لعمل صنايعى واحد فقط، الأمر الذى جعله يستعين بأبنائه لإنهاء الشغل.
 
"حتة النحاس بتيجى من عند الخراط أبدأ ألمعها على الماتور وبعدها نلون" هكذا تحدث الأسطى "محمود" عن مراحل عمله فى تشطيب النحاس، مشيرًا إلى أنه يلمع النحاس على الموتور الخاص، ثم يعطى القطعة للصنايعية لتدخل مرحلة التلوين، وبعدها تأتى مرحلة "العزل"، وفيها يعزل اللون الذى لا يرغب فيه ليبرز لون آخر، أما "الطلاء" فهو المرحلة التى تأتى بعد "العزل"، وفيها يستخدم "ميات الفضة"، أو لون "تنحيس أحمر" باستخدام "تونجر الكهرباء".
 
"المهنة بدأت تنقرض" بنبرة تحمل كثيرًا من الأسف والحزن على الذكريات قالها الأسطى "محمود"، مؤكدًا التراجع الكبير الذى تشهده جميع المهن التى تتعلق بالنحاس، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الخامات حسبما قال. وأضاف: "الصنايعية دلوقتى بقت تشتغل على توك توك"، موضحًا أن معظم ورش مصانع النحاس أغلقت بسبب غلاء الأسعار، مشيرًا إلى أن "عدد الورش بقى يتعد ع صوابع الإيد".
 
وعن أمنياته قال "نفسى المهنة ترجع زى زمان وترجع أيام المعارض"، وأضاف "المصريين حاليًا هم زبائن النحاس والأجانب لم يعودوا كما كانوا، فالبيع للأجانب أصبح له سوق فى المواسم، فمثلاً العرب يفضلون الدالة النحاس أو التحف الخاصة بالنساء، مثل زجاجات العطر، وفى أحيان أخرى يكون الإقبال على كنك القهوة".
 
وختم قوله: "إحنا خايفين نجدد فى شغلنا منلاقيش تمن تكلفته"، مؤكدا أن الصنايعية يتمنون عودة التصدير والمشاركة فى المعارض الخارجية، مثل "معرض الكويت". 
 
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر