لأول مرة.. حكايات رئيس مجلس النواب داخل منزله وسر نبوءة النائب الصحفى

على عبدالعال على عبدالعال
 
محمد مجدى السيسى
كواليس الحياة الشخصية للدكتور على عبد العال وعلاقته الخاصة بـ«ندى» ابنته ومقادير طعامه وشرابه.. وكاتبه المفضل
 
 
 داخل مجلس النواب، عالم كبير يراه المارة من بعيد على أنه قبة بيضاء صغيرة فقط، لكن القبة لم تكن إلا ساحة لحكايات لم تُروَ من قبل، وحجرات أخفت بين جدرانها مواقف لم تخرج للنور، وشخصيات قرروا أن يخبئوا أسرارًا عن أعين الإعلام، تعالوا نقترب فى البداية من حياة الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، اللاعب الأكبر تحت هذه القبة، والذى لم يخرج لنا تفاصيل كثيرة عن حياته الشخصية، فقط نعلم أنه من مواليد محافظة أسوان فى نوفمبر 1948، ومنذ أن حصل على ليسانس حقوق جامعة عين شمس بتقدير جيد جدًا، وهو لا يتوقف عن الاستزادة فى طلب العلم، إلى أن وصل إلى رأس السلطة التشريعية فى مصر.
 
على عبدالعال سيد أحمد يمتلك حياة مليئة بالتفاصيل، زوجته هى أستاذة الأدب الفرنسى وتُدّرس فى الجامعة حتى الآن، و«ندى» هى ابنته الوحيدة، طبيبة، وتجمعهما علاقة خاصة جدًا قال عنها لأحد المقربين: «ندى أغلى حاجة عندى فى الدنيا». 
الدكتور على يبدأ يومه بالرياضة فى الصباح بشكل منتظم، باستثناء أيام الجلسات، يعشق الشاى ولا يشرب القهوة أبدًا، لا يأكل طعامه بالسمن أو الزيت ويرفض الأكلات الدسمة، و مشروباته من دون سكر.
رئيس البرلمان يرتبط بفرنسا التى تجمعه بها ذكريات الدراسة والعمل، يُدير أسطوانات  الموسيقى الكلاسيكية كلما اشتد زحام الأوراق من حوله، ودائمًا ما يقرأ فى السياسة، ويحب نعوم تشومسكى، حتى أننى دخلت مكتبه فى إحدى المرات فوجدته يقرأ كتاب «من يحكم العالم». 
هذا ما لدىّ بشأن حياته، لكن تعالوا أكشف لكم عن مواقف مثيرة حوله، الدكتور على عبدالعال، رئيس البرلمان، الرجل الذى يظهر أمامكم حاسمًا جادًا بنظرته الحادة على المنصة، يلوح بالانضباط، حتى لا يفلت زمام الأمور من يده، رأيته فى الجانب الآخر من حياته إنسانًا ودودًا وبسيطًا للغاية، هل تتخيلون أننى رأيت رئيس البرلمان يشارك فى الفن الشعبى؟!
فى وقت متأخر من ليلة باردة بمطلع شهر فبراير الماضى، كان رئيس البرلمان فى أسوان، تحديدًا فى ساحة حوصرت بأفراد الأمن بمحيط معبد فيلة، يتناول العشاء مع عدد من رؤساء البرلمانات حول العالم، على هامش مؤتمر نظمته الأمم المتحدة لبحث سبل مكافحة الإرهاب، وقد نظم عدد من أهالى المحافظة عرضًا نوبيًا بديعًا، وارتجلوا غنوة قصيرة لابن بلدهم الذى صار ثانى أهم شخصية بالدولة.
 
لم أفهم منها سوى مقطع واحد « آااه آااه آااه.. على عبدالعال.. راجل مشرفنااا»، وطلبوا منه أن يشارك معهم، راحوا وأمسكوا بيده فنهض يشاركهم فى ثوانٍ معدودة بودٍ شديد جدًا، وبشكل لم يبدُ وقتها مُخلًا بالبروتوكول الذى يجب أن يظهر فيه رئيس البرلمان المصرى فى حفل عشاء، وهو ما أسعد المشاركين، حتى أن الأمين العام للاتحاد البرلمانى الدولى وزوجته شاركا فى العرض الراقص حتى انتهائه. 
انتقالًا من رئيس البرلمان إلى شخصية أخرى مثيرة للجدل، النائب مصطفى بكرى، الذى لا يتوقف عن تدوين الأسرار هو الآخر، سبق وأن هاتف الدكتور على عبدالعال فى ديسمبر 2015، عقب فوزه فى انتخابات قائمة «فى حب مصر»، وقال له نصًا: «أتوقع أن تكون رئيسًا للبرلمان»، ورد عليه «عبدالعال» وقتها: «لا أظن ذلك، ولا أبحث عن ذلك المنصب فى العموم».
العلاقة بين «عبدالعال» و«بكرى» متشابكة ، ففى أحد المؤتمرات بالصعيد قال رئيس البرلمان: «طول ما مصطفى بكرى قدامى ببقى مطمن»، لم أجد لتلك الجملة تفسيرًا إلا من خلال مشهد اعتدت على رؤيته من شرفة البرلمان، تلك الأوراق الخضراء الصغيرة المتبادلة بين نائب الصعيد ورئيس المجلس، شأن أوراق كثيرة يتبادلها رئيس البرلمان مع العديد من النواب، التى لم أعرف محتواها حتى الآن، فكلاهما يدسها فى جيبه بعد قراءتها.
والعلاقة بين الدكتور «عبدالعال» والنواب فى العموم تشهد على أنه يشاركهم أفراحهم وأحزانهم ومناسباتهم الاجتماعية، فلا يكاد الدكتور «على» يترك مناسبة لنائب، سواء كانت عزاء أو فرحًا أو مرضًا، حتى أن أحد المقربين طلب منه ذات يوم أن يستريح من بعض المناسبات فى المحافظات البعيدة التى تكلفه جهدًا كبيرًا، فقال له: «ده الواجب.. وأنا نائب قبل أن أكون رئيسًا للبرلمان». 
 
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر