آسر ياسين: «تراب الماس» أحد أهم الأفلام فى الـ10 سنوات الأخيرة والمقبلة

آسر ياسين آسر ياسين
 
حوار - على الكشوطى

وسط موسم سينمائى قوى استطاع فيلم "تراب الماس" أن يحقق إيرادات جيدة، على الرغم من كونه فيلما لا تنطبق عليه شروط أفلام مواسم الأعياد؛ لأنه عمل جاد به جانب تاريخى كبير.

"عين" التقى بطل الفيلم النجم آسر ياسين؛ للتعرف منه على ردود الأفعال على الفيلم، وعلى تحضيراته لشخصية طه، وتحولاتها، فى عمل سينمائى يحمل توقيع المخرج مروان حامد، المشهود له بالأعمال التى تدعو للتفكير، وتناقش القضايا من منظور مختلف.

 

فى البداية كيف أعددت نفسك لتقديم شخصية طه فى فيلم "تراب الماس"؟

شخصية طه شخصية صعبة، وكان لابد أن أحضّر لها بشكل كبير، فقمت بالتدريب على آلة الدرامز، وهى فترة التدريب التى امتدت لأكثر من عام ونصف العام، حتى أستطيع أن أظهر بالفيلم وكأننى ممارس للعب على الآلة بشكل احترافى، فهى الآلة الموسيقية التى يقوم من خلالها طه باستخراج مشاعر الغضب والتنفيس عما بداخله من مشاعر، إضافة إلى أننى قمت بتخفيف وزنى ما يقارب الـ9 كيلو جرامات من خلال نظام غذائى.

 

وهل وجدت صعوبة للوصول إلى الشكل المناسب للشخصية؟

بالطبع فتوجيهات المخرج مروان حامد لى كانت أنه يريد أن يرى شخصا هزيلا وضعيفا، لا يريد شخصا لديه صحة جيدة، وهو ما تطلب مجهودا كبيرا حتى لا أظهر بظهر مفرود أو بعضلات وشكل جسمانى يتنافى مع الشخصية الطيبة المسالمة التى كانت عليها شخصية طه فى بداية الفيلم، وهى رؤية المخرج التى كنت حريصا على أن أنفذها؛ لنصل فى النهاية لأنسب شكل يتماشى مع طبيعة الشخصية.

 

هذا على المستوى الشكلى.. فكيف حضّرت نفسك على المستوى النفسى للشخصية؟

الجانب النفسى فى الشخصية تطلب وقتا وجهدا ليس بقليل، ففى البداية قمت بقراءة السيناريو، وعقدت جلسات عمل مع المخرج لـ"تفصيص" الشخصية بشكل ميكروسكوبى، وقمت برسم تاريخ للشخصية فى علاقتها بشخصيات لم تظهر فى الفيلم، ولكن كنت حريصا على أن أضعها؛ لأنها شكّلت فارقا كبيرا لى فى التعاطى مع الشخصية، خاصة أنه كانت هناك العديد من التساؤلات كان يجب أن أضع لها إجابات تساعدنى على التكوين النفسى للشخصية، مثل أن والد طه بالفيلم قعيد، فكان علىّ أن أتدرب على كيفية التعامل مع الأب القعيد، وأضع فى مخيلتى كيف يتعامل طه معه باعتبار أنه ملازم له بالمنزل كيف سيكون شكل المنزل، وكيف يتم تأهيل المكان ليناسب رجلا قعيدا يعيش مع ولده، فكان لابد أن تكون أبواب الغرف بالمنزل مفتوحة ليستطيع طه تلبية نداء والده، وغيرها من الأمور التى قد لا تظهر للجمهور، لكنها تُشكِّل داخلى روح الشخصية، ولذلك تدربت أنا والفنان أحمد كمال "والدى بالفيلم" على كيفية مساعدته للوصول إلى الحمام مثلا، وكررنا ذلك عشرات المرات حتى أصبح الأمر طبيعيا، وكأنى معتاد على ذلك الفعل.

 

من وجهة نظرك هل ترى اختلافا كبيرا بين الرواية والفيلم؟

أقوم فى الفيلم بتنفيذ السيناريو المأخوذ عن رواية تراب الماس، ولا أرى أن هناك اختلافا كبيرا فى الشخصيات بين الرواية والسيناريو، إلا فى أشياء بسيطة لا تفرق فى ردود أفعال الشخصية، وللعلم تعمدت ألا أقرأ الرواية لأننى وجدت فى السيناريو ما يكفى لقبول وتجسيد شخصية طه بالعمل، إضافة إلى أننى وجدت أن قراءة الرواية قد تدخلنى فى حالة تشتت وربط بين السيناريو والرواية ففضلت قراءتها بعد الانتهاء من الفيلم.

 

لماذا حرصتم على أن تكون مشاهد تعرضك للضرب بكل هذه القسوة؟

هناك مبرر درامى مهم، وهو أنه يجب على طه هذا الشاب المستضعف الطيب أن يكون على مشارف الموت، حتى يتحول به الحال إلى أن يصبح هو القاتل، وألا يجد مفرًّا أمامه سوى أن يسلك ذلك المسار.

 

ولكن ألم تخش الوقوع فى فخ تيمة الانتقام المستهلكة بشكل كبير؟

هناك مقولة تقول "إن أظلم الأوقات فى تاريخ الأمم هى الأوقات التى يؤمن فيها الإنسان بأن الشر هو الطريق الوحيد للخير"، وبالتالى فى ظل غياب القوانين لابد أن تتحول الدنيا إلى غابة مثلما يحدث مع أى مجتمع تغيب فيه العدالة.

 

هل هناك مناطق مشتركة بينك وبين شخصية طه جعلت تقمصك لها أسهل؟

المشترك بينى وبين شخصية طه ربما هو الكتمان، فأنا شخص كتوم جدا، والشخصية أيضا كذلك، ويقوم بالتنفيس عن الغضب الكامن داخله من خلال لعب الدرامز، مثله مثل مَنْ يقوم بالنحت أو الرسم لتفريغ شحنات الغضب.

 

وهل أنت راض عن الشكل الذى خرج به الفيلم؟

منذ أن شاهدت الفيلم وأنا فى حالة انبهار عام، وأرى أن الفيلم قُدّم فى أحسن صورة، وأعتبره من أهم الأفلام فى العشر سنوات الأخيرة والقادمة أيضا؛ لأنه فيلم دسم بُذِل به مجهود كبير، ومشاهدته مرة واحدة لا تكفى، فأشعر أننى أريد مشاهدة أكثر من مرة .

 

وهل ترى أن الفيلم مناسب للطرح فى العيد أم كان لك رأى آخر؟

تراب الماس فيلم ثرى بالتفاصيل، وأتوقع أن يكمل مسيرته بالسينمات بعد عيد الأضحى؛ لأنه مناسب للعرض فى كل الأوقات، فهو حالة خاصة، وله طابع مختلف عما سبق أن قدمه أحمد مراد للسينما من قبل.

 

وكيف ترى موقع تراب الماس من المنافسة فى موسم أفلام عيد الأضحى؟

أرى أن المنافسة هى أمر إيجابى ولصالح صناعة السينما، وأى دخل يدخل من خلال السينما هو فى صالح الصناعة وصناعها، كما أن كل من فى الموسم زملائى، وعملنا مع بعض، وفى النهاية "كلنا مستفيدين" من حالة الحراك السينمائى الموجودة على الساحة، وأتمنى أن يكون هذا الموسم صاحب أعلى إيرادات؛ ليزيد الإنتاج وتزيد الأفلام.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر