أحمد إبراهيم الشريف يكتب: مهرجان الفضائيات العربية.. منصة الكومبارسات

مهرجان الفضائيات العربية مهرجان الفضائيات العربية
 

للأسف برغم المحاولات المستميتة لضبط الوسط الإعلامى فى مصر، وبرغم قيام العديد من المؤسسات والوزارات والمجالس القومية بالعديد من الإجراءات التى تحافظ على الوسط الإعلامى من الدخلاء وتصون القيمة الحقيقية للإعلام وتبتعد بالقيم الأصيلة عن الابتذال، فإن هذا لم يمنع أن نرى العديد من المهرجانات التافهة التى لا ترفع من شىء سوى "السبوبة" ولا تقدم أى قيمة سوى قيمة التربيطات والمصالح والشلة، ولا تلتزم بمعيار سوى معيار "شيلنى وأشيلك" ومن هذه المهرجانات بل وعلى رأسها مهرجان "الفضائيات العربية" الذى بات يعرف فى الوسط الإعلامى بـ"منصة الكومبارسات والراعى الرسمى لعواجيز الفرح".

 

هذا المهرجان الذى نبت مثل النبت الشيطانى فى أرض مصر أصبح الآن أكبر سبة فى حق الإعلام المصرى، فمن يقيم من ومن يمنح الجوائز لمن؟ تلك الحالة الغريبة من الفوضى لا تجدها إلا هنا فى مصر للأسف، فجميع دول العالم تحافظ على سمعتها من المتاجرين بالقيم، وتحاول أن تنقى صورتها من المتطفلين، لكن للأسف نمت مثل هذه المهرجانات وترعرعت مستغلة حالة الفوضى التى عاشتها مصر فى السنوات الماضية، وأصبحت تجد لها من يمولها ومن يدفع لها ومن يرعاها ومن يحقق مصالحها ويوصلها إلى أهدافها.
 
         
 
ربما يسأل أحد: وهل يمنع على المؤسسات الخاصة أن تقيم مهرجانات أو تنظم أحداثا؟ والإجابة هى بالطبع لا، فهنا العديد من المؤسسات الخاصة التى تتمتع بسمعة طيبة وتاريخ محترم تنظم مثل هذه المهرجانات وتصنع أحداثا تدعو للفخر، لكن للأسف هناك نوعية أخرى من المهرجانات مثل مهرجان الفضائيات العربية الذى نحن بصدده لا أصل له ولا تاريخ ولا سمعة طيبة، وكان طبيعيا مع مثل هذا التواضع الفنى والأخلاقى أن يجتذب المهرجان شريحة متدنية من المتابعين وشريحة أدنى من العاملين بالحقل الإعلامى والفني، وصار مشهورا أن متابعى هذا المهرجان ونجومه هم حفنة من الكومبارسات والمشهلاتية وتجار الشنطة.
 
للأسف يأتى هذا فى الوقت الذى تحاول فيه وزارة الثقافة أن تنظم عمل المهرجانات فى مصر وأن تجعل للمهرجانات قيمة ومعنى، فقد اجتمعت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم منذ أيام قليلة مع اللجنة العليا للمهرجانات التى شكلها مجلس الوزراء فى يوليه الماضى وتناقشت معهم حول المعايير التى يجب أن تتوافر المهرجانات فى مصر، وقالت إن «الهدف من وراء هذه اللجنة هو تنمية الإبداع والحفاظ على الهوية المصرية بروافدها الحضارية المتنوعة، بالإضافة إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وتفعيل التبادل الثقافى بين مصر والعالم، لتحقيق العدالة الثقافية للمواطن من خلال أجندة وخريطة واضحة لجميع المهرجانات فى مختلف المجالات الثقافية والفنية من أجل نشر الوعى والارتقاء بالذوق العام وتنمية المجتمع ثقافياً" فأين الوعى العام فى هذه المهرجانات التى تفتقد إلى أبسط معايير الفن؟ وأى تنمية للمجتمع فى حدث منظموه من المتطفلين على الوسط الإعلامى.
 
لابد هنا أن تتدخل وزارة الثقافة من أجل وقف مثل هذه المهاترات، كما يجب أن يتدخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لأن هناك من يدمرون الإعلام فى الوقت الذى يحاول فيه المجلس تنظيمه، كما يجب أن توضع تشريعات ملزمة بالحصول على تراخيص أو تصاريح لكل من يرغب فى عمل مهرجان أو مسابقة، على أن يلزم كل من يرغب فى تنظيم مهرجان بضمان الجدية والشفافية كاشفا عن المعايير التى تحكم الموضوع برمته، لكى لا يطلق أى شخص أى اسم على أى شىء يتم تصديره لنا باعتباره شيئا ما وفى فى الحقيقى "لاشىء".
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر