فى ذكرى رحيلها.. تعرف على يوميات المسجونة تحية كاريوكا "رئيسة السجن"

تحية كاريوكا تحية كاريوكا
 
محمد عبد الرحمن
الراقصة المصرية الأشهر على الإطلاق، الجميلة الذكية ذات النظرات الساحرة، الراقصة الممشوقة، التى لم يغب سحرها مما طال الزمان، هى الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا.
 
عرفت كراقصة استعراضية وممثلة، وكانت مثالا للفنانة المتكاملة، وتخطت "كاريوكا" التى تحل ذكرى وفاتها التاسعة عشرة، إذ رحلت فى 20 سبتمبر من عام 1999، تلك المكانة لتكون أيضا مناضلة، وسياسية وطنية، كانت لها مواقفها الثابتة من الأنظمة المصرية السابقة، وقفت قبل ثورة 1952 ضد الاستعمار، وكان لها مواقفها أيضا الذى لم يعجب نظام الثورة، فاعتقلت بتهمة الانضمام لمنظمة "حدتو الشيوعية" لمدة 101 يوم، ولكنها لم تتراجع عن مواقفها وكانت تقود المظاهرات من الداخل، وتقول "ذهب فاروق وجاء فوايق" تقصد الضباط الأحرار، حسبما قال الناقد الفنى الكبير طارق الشناوى.
 
فترة السجن، ظهر وجه أكثر إنسانية لتحية كاريوكا، ذكرتها مارى إيلى روزنتال، أو نائلة كامل، إحدى نشاطات اليسار المصرى فى أربعينيات وخمسينيات القرن الماضى، فى كتابها "المولودة" الصادر حديثا عن دار الكرمة للنشر.
 
كتاب المولودة
كتاب المولودة
 
تحية كاريوكا رئيس السجن
تقول مارى إيلى روزنتال فى مذكراتها عن ثلاث شخصيات أثروا فيها خلال فترة اعتقالها التى ظلت 5 سنوات، الأولى كانت الفنانة تحية كاريوكا، عندما تدخل السحن فالسجن يقف على قدم، المسجونات السياسات وغيرهن، والسجانات بكل الرتب طول النهار يحاولوا يفوتوا قدام زنزانتها أو يلمحوا شكلها من بعيد، الضباط كمان، بل مدير السجن نفسه ييجى لها فى الزنزانة، من أجل السلام والترحيب بها وعرض خدماتهم ومتطلباتها.
 
يشير "المولودة" إلى أن تحية أصبحت بمثابة رئيسة السجن، وكانت تحمى السجينات، وكانت مديرة ورئيسة بطبيعتها، وكانت تهتم بتغذية الجميع وليس ضيوفها فقط.
 
ورغم أنها لم تكن مريضة كانت تطلب لبن ولمون وسكر زيادة من مستشفى السجن، وأيضا كاكاو وطلبت إناء كبير للبن، وكانت بأمر منها تذهب جميع المسجونات لها داخل الزنزانة، وكانت أيضا تهتم بالتمرين وكيفية عمل تمرين مثل تمرين البطن.
 
تحية كاريوكا طوال مدة حبسها، كما يذكرها كتاب "المولودة" كانت متماسكة ولم تهتز من السجن، وكان لوجودها داخل السجن شئ يهون على المسجونات، حيث كانت تحب التمثيل والرقص، والشعر، وكانت دائما ما تقول لهم أبيات لأبو القاسم الشابى: إذا الشعب يوما أراد الحياة- فلابد أن يستجيب القدر.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر