عائلة ونيس تنعى "جدو أبو الفضل"

 
حسن مجدى
بالنسبة لجيل كامل لا يمكن أن يمر اسم الراحل العظيم جميل راتب دون أن تمر فى العقول كلمة "جدو أبو الفضل"، هذا الرجل الذى عشنا معه سنوات طويلة من طفولتنا وشبابنا، ولم يكن مجرد شخصية فى مسلسل بل كان فردا من العائلة، بكل قدرته على تجسيد الدور شاهدنا فيه أجدادنا بطيبتهم المطلقة وتسامحهم وحكمتهم الهادئة التى اكتسبوها من سنوات العمر الطويلة.
 
ببساطة كان يطل علينا يوميا وسط عائلة ونيس مع الفنان الكبير محمد صبحى ومجموعة الأبناء الذين تغيرت حياتهم بالكامل اليوم ولكن مازالت ذكريات "جدو أبو الفضل" عالقة فى أذهانهم مثلما هى مرسومة فى عقولنا جميعا، ولكن الفارق أنهم كانوا هم أبطال الحدث، هم عائلة ونيس التى قررنا أن نتحدث معها اليوم عن ذكريات جدو أبو الفضل، فكشفت لنا عن العديد من الأسرار، وعن أسرة أخرى موازية لأسرة المسلسل، كان هو فيها أيضا بطل رئيسي ومحور للأحداث، وجد حقيقى للجميع يحمل على عاتقه مسئولية النصح والإرشاد وأيضا الدفاع عنهم ضد غضب الأب إذا جاء من الفنان الكبير محمد صبحى، ذكريات كثيرة وأسرار أكثر ربما ستعرفوها لأول مرة من حكاوي عائلة ونيس عن "جدو أبو الفضل".
 
 
ريم أحمد "هدى".. كان المدافع الاول عنى.. وشخصيته الحقيقية تشبه "جدو أبو الفضل"
هى كانت الطفلة الأصغر فى العمل، يمكن أن نقول الابنة المدللة الشقية للجد، هكذا شاهدناها فى العمل، ولكن ما لا نعرفه أن هذا أيضا كان الحال فى الكواليس مثلما تحكى ريم أحمد، أو "هدى" كما كنا نعرف أسمها فى المسلسل، وتقول لليوم السابع "كان طول الوقت هو اللى بيدافع عنى حتى لو الأستاذ محمد صبحى زعل مني كان يدافع عنى ويقوله دية الصغيرة، ونصبر عليها".
 
وتروى ريم أنه كان سبب رئيسي للبهجة فى المكان، خاصة حينما ينطق الكلمات العربية بلكنة فرنسية بسبب قضائه جزء كبير من حياته فى فرنسا، وتتابع "مهما اتكلمنا عن رقيه وحنيته صعب نقدر نوصفها".
 
سنوات طويلة قضتها ريم مع جدو أبو الفضل بين المسرح والتلفزيون، تروى عن اختلاف التعامل بين ريم الطفلة الصغيرة وريم الشابة وتقول "لما كبرنا كان بيتعامل معانا كجنتل مان بمعنى الكلمة، وكان بشوش قوي، كنا عايشين فعلا كعيلة وكنا عايشين الإحساس ده وكان في فشخصيته الحقيقية كتير من شخصية أبو الفضل وهو كان فعلا شخص مثالى ومحترم وبيحب الناس جدا".
 
وتتابع: هيوحشنا آخر مرة شفته كانت فى الجزء السابع من يوميات ونيس، ولما شفته فى مسلسل بالحجم العائلى فرحت قوي أن مهما حالته المرضية كانت صعبة كان عايز يشتغل وعايز يبقى متواجد ورغم سنه كان شغال لآخر وقت فى حياته.
 
هدى هانى "جهاد".. هو الجد الوحيد الذى أعرفه
"جهاد" هكذ كنا نعرف هدى هانى، الأبنة الكبرى لونيس، وأيضا الحفيدة الكبرى لـ"جدو أبو الفضل"، ولكن لا نعرف أن هدى الحقيقية لم تعرف جد حقيقى سوى "جميل راتب" الإنسان، تقول "لما جيت للحياة كان جدودي توفوا، ومعرفتش كلمة جدوا إلا منه، كان هو جدو الوحيد اللى أعرفه".
 
تتابع بصوت يمتلئ بنبرات الحنين لسنوات ماضية "كنت أول مرة أعرف يعني إيه جدو الحنين قوى اللى بياخد باله مننا كلنا، وكان لو في أي مشكلة مع أستاذ صبحى هو اللى بيتدخل وبيحل، وكان حد رقيق جدا من برة ومن جوة" تتابع "درجة حنيته كانت تصل حتى للحشرات، فهو كان يرفض أن يقتل أحد حشرة تمر ويقول "سيبوها تعيش.. وانتم لو نضفتم الأماكن اللى أنتو فيها هى مش هتجيلكم من الأصل".
 
 
العلاقة لما تنتهى بنهاية مسلسل ونيس كما تروى "لما كبرنا كان أى حاجة أعملها حلوة يقلي عليها وأي مشهد حلو يعلقلي عليه وكان دايما يقول البنت دية حلوة قوى.. هو كان واخد الأخلاق العالية جدا من الفرنسيين مع الجزء الشرقى الحنين المتدين والجدع والطيب، فكان نموذج وجميل بكل المقاييس".
 
فى الفترة الأخيرة ظروف المرض أبعدت الأستاذ جميل راتب عن الكثيرين، تتذكر آخر لقاء بينهما وتقول "كان من 3 أو 4 سنين تقابلنا فى منزل الأستاذ صبحى وكان تعبان ومش قادر يتكلم" وتنهى حديثها قائلة "أن تهدى إنسان باقة ورد فى حياته خيرا من أن تضعها على قبره.. أنا مؤمنة بهذه المقولة ولكن الدنيا مع الأسف كثيرا ما تسرقنا من بعضنا والكلام الآن لم يعد له قيمة وكل ما بقى أن ندعو له".
 
فادى خفاجة "شرف الدين".. استضافني فى منزله سنوات حتى لا أرهق فى مشاوير المسرح والتلفزيون
حكاية أخرى وعلاقة من نوع خاص كانت تجمع سامح صفوت أو "شرف الدين شرفنطح"، بجدو "أبو الفضل"، سامح كان لا يزال طفلا حينما أنضم ليوميات ونيس، التى كانت تصور كمسلسل تلفزيوني وتقدم أيضا على المسرح، ولبعد المسافة بين منزله والمسرح والتلفزيون، كان جدو أبو الفضل يستضيفه يوميا فى منزله بين تصوير المسرحية والتلفزيون حتى لا يرهق ويقول سامح لليوم السابع "كان طيب لدرجة لا توصف، وكان بمثابة الأب لنا جميعا، وكان كريم للغاية وخلال استضافته لى كان يصر أن نتناول الطعام معا"
 
ويتابع: نقدر نقول أنه كان برنس بمعنى الكلمة، فى يوم كنا فى الصحراء بنصور وبعدما أنهى مشاهده لم يكن هناك شيء لنجلس عليه، فأخرج مجموعة من الكراسى الفاخرة من سيارته كان ثمن الواحد منهم يتعدى الألف جنيه وهذا كان مبلغا كبيرا فى ذلك الوقت، وتركهم جميعا لنا ورفض أن يأخذهم وحتى الآن أحتفظ بهذا المقعد".
 
ويحكى شرف الدين بلهجة لا تخلو من الحنين، فى هذا الوقت أيضا لم يكونوا يضعوا لنا كرافانات فى الصحراء فنحن لم نكن نجوم، وكان يقوم بتشغيل التكييف فى سيارته لأربع وخمس ساعات ويجعلنا نجلس فيها، وإذا قدموا له طعام مختلف عننا باعتباره نجما كان يرفض ذلك بشكل كامل، ويجمعنا فى حجرته ويطلب منهم أن يحضروا لنا نفس الطعام، كان إنسان ما بعد الإنسان وراجل دماغه حلوة وسخى وكريم جدا وعمر ما حد طلب منه حاجة ومعملهاش، وكان يفعل أشياء النجوم الذين يتقاضوا أجور أكبر منه لا يفعلوها معنا من حيث الكرم والجدعنة والطيبة.
 
سامح صفوت "عز الدين": كان جدى الحقيقى.. وهو الجميل أسما وخلقا وروحا
 
"عز الدين" هو الأبن الأكبر الذى ارتبطنا به، أو سامح صفوت، الفنان والإعلامى، يقول أن الراحل الكبير جميل راتب كان بمثابة "الجد بجد"، وكان يجب أن يكرم فى حياته بالقدر الكافى، فمع الأسف نحن لدينا الكثير من النجوم والنجمات الذين لا يحظون باهتمام أو تكريم سوى بعد وفاتهم وهذا مؤلم.
 
ويتابع: كان إنسان قبل أى شيء، ففنه لا يمكن أن نجادل أو نتحدث بشأنه، ولكن على المستوى الإنسانى كان إنسان لأبعد الحدود، أنا ربطتنى به علاقة خاصة وكنت أزوره دائما فى منزله فى الزمالك، ولم أعاشر جدى وأقضى معه وقت مثلما قضيت وقت مع الجميل جميل راتب، ولم أرى إنسان يجتمع الناس على حبه بتلك الطريقة غيره، وعلاقتى امتدت معه لأكثر من 22 سنة.. وهو الجميل أسما وخلقا وروحا وفنا وربى أجيال على جمال الخلق والروح".
 

 

جميل راتب فى كواليس عائلة ونيس
 

خلال الإعداد لمسلسل يوميات ونيس
 

ريم احمد فى ونيس
 

سامح صفوت فى مشهد مع الفنان الكبير جميل راتب
 
 

عائلة ونيس
 

عز-الدين-فى-مسلسل-يوميات-ونيس-1
 

فادى خفاجة
 

محمد صبحى
 

يوميات ونيس
 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر