محمد الدسوقى رشدى يكتب: نهاية زمن الشيوخ " الحلقة السادسة"

محمد الدسوقى رشدى محمد الدسوقى رشدى
 

 

ياسر برهامى شيخ مشايخ "ترزية الدين" فى الدعوة السلفية .. وصف الديموقراطية بأنها صنم عجوة للكفار وأفتى بأن البرلمان من مجالس الكفر ..وبعد الثورة أصبحت الانتخابات واجب شرعى

- كذبة الشيخ أشرف ثابت السياسية عن عدم رفض الدعوة السلفية ترشيح الأقباط فى البرلمان انفجرت فى وجهه بعد فتوى زميله برهامى بأنهم كفار ولا يجوز وضعهم على قوائم «النور»


- ولكنها السياسة قالوا بكفرها وحرموا ممارساتها قبل الثورة.. ثم أغراهم طمع البقاء والنفوذ والتمدد باللعب فى ساحتها.. فأحرقتهم بنارها وفضحت تناقضاتهم وأكاذيبهم


 
ولم يكن سعيهم لله بل كان للبقاء ومن كان سعيه للبقاء خاب وفضح أمره، ثم حوله الزمن إلى عبرة، يسخر منها القوم ومن تأملها ودرسها منهم اتعظ.
 
قبل مرحلة الثورتين، كانت بذرتهم هناك فى الإسكندرية ومطروح تنمو وتكبر وتنتشر وتسيطر، كانوا أقل التيارات السلفية شهرة فى عموم مصر، وأقلهم تعرضا للضغوط الأمنية لدرجة فتحت شهيتهم على وعظ السائرين فى الشوارع بصيغة أخف من صيغ هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، كانت مساجد الإسكندرية لهم، والمنابر لشيوخهم، وزحف أفكارهم نحو العقول يسير على مهل، ولكن بإتقان شديد ظهر أثر ما بعد ثورة 25 يناير حينما أصبحت الدعوة السلفية صاحبة يد عليا فى لعبة السلفيين والسياسة. 
 
كان واضحا أن الصفقة التى اعتادت مؤسسات نظام مبارك عقدها مع التيارات السلفية «لكم المنابر والدعوة وللدولة السياسة وشؤونها» أفادت شيوخ الدعوة السلفية أكثر من غيرها، حققوا شهرة وتأثيرا وانتشارات يفوق ما حققه أبناء التيارات السلفية الأخرى، وظهرت نتائج ذلك واضحة فى قدرتهم على الحشد والفوز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان بعد الإخوان فى أول انتخابات نيابية بعد الثورة.
 
ولكنها السياسة قالوا بكفرها وحرموا ممارساتها قبل الثورة، ثم أغراهم طمع البقاء والنفوذ والتمدد باللعب فى ساحتها، فأحرقتهم بنارها وفضحت تناقضاتهم وأكاذيبهم وتلونهم وعرت شيوخ الدعوة السلفية كافة أمام المجتمع الذى طالما «ظنهم ناس بتوع ربنا»، فإذا بمرحلة الثورتين تكشف للجميع أنهم أناس تحركهم مصالحهم وأطماعهم ورغبتهم فى البقاء، يتقربون ويخدمون ويدعون ويزعمون ويتلاعبون بالفتاوى لصالح السلطة التى تضمن لهم حصة فى الوجود أو ساحات الحكم، أو مساحة من الحركة تسمح لهم بنشر أفكارهم.
 
للدعوة السلفية التى اتخذت فيما بعد الثورة شكلا سياسيا تحت مسمى حزب النور شيوخ عدة، نجوميتهم الكبرى فى الإسكندرية ومطروح وطنطا وبعض المحافظات الأخرى، ولكن يبقى أشهرهم فى مرحلة الثورتين وأشهر من ساعد على حرقهم ونهاية زمنهم هو نسرهم الأكبر ياسر برهامى الذى لم يترك فرصة إلا وتلاعب بالدين وبالفقه والشرع حتى يخرج للناس بفتوى تناقض تماما فتوى سابقة له، وكان هدفه من ذلك حماية الدعوة السلفية من مصير الإخوان أو الجبهات السلفية التى خاضت صداما مع الدولة أو التيارات الأخرى فكان مصيرها النهاية.
 
ياسر برهامى
تحركات ياسر برهامى ومن خلفه شيوخ الدعوة السلفية فى مرحلة الثورتين وتقلبهم ما بين تعاون مع الإخوان ثم خصومة، ثم ادعاء دعم الدولة للنجاة من مصير التلاشى تشبه إلى حد كبير قصة النسور السبعة ولقمان بن عاد.
 
فى أوراق الأثر العربية الكثير من الحكايات بعضها أسطورة تمت صياغتها بعناية، وقصص أخرى واقعية لا غلو فيها ولا شطط، وفى منتصف ما بينهما تتناثر عدة حكايات شديدة الإغراء، ومن فرط جمالها ومقصدها وهدفها تتلاشى الحدود الفاصلة بين أن تكون أسطورة أو قصة واقعية، فقط تستمتع بتكرار نفس القصة مرة وثانية وثالثة للبحث عن المعنى المختبئ بين سطورها.
 
واحدة من هذه الحكايات تحمل اسم الخلود وبطلها الملك لقمان بن عاد، القوى الطامع فى البقاء دوماً على رأس السلطة، لا يريد الموت ولا الفقر ولا الضياع هو فقط يريد كل شىء، لذا طلب الخلود، وظن أنه سيعيش حياته كملك، مثله فى ذلك مثل ياسر برهامى لم يرد دينا ولا فقها بل تمديد بقاء الدعوة السلفية وشيوخها.
 
طلب لقمان بن عاد الخلود، وحصل على طول البقاء بما يوازى بقاء 7 نسور كلما هلك نسر أعقبه آخر، بنفس العملية الطبيعية التى يمدد بها النسر عمره يختلى بنفسه فى أعلى الجبل ويكسر منقاره ويغير ريشه ويستبدل مخالبه ثم ينطلق لحياة جديدة.
 
فعلها ياسر برهامى كلما تغيرت موازين لعبة السياسة يتلاشى قليلا، يخفى بعض من فتواه القديمة على موقع صوت السلف، يغير ريشه، إن كان أفتى بحرمانية مشاركة المرأة فى السياسة يخرج ويقول إنها حلال، وإن كان أفتى بأن الديمقراطية كفر يعود ويفتى بأنها لصلاح الأمة، وإن كان أفتى بأن مشاركة الأقباط فى السياسة حرام ولا تجوز يغير ريشه ويعود ليعلن عن ترحيب حزب النور والدعوة السلفية بضمهم لقوائمهم الانتخابية. 
 
لم يختلف ياسر برهامى كثيرا عن لقمان بن عاد، نال الخلود ولكنه لم يدرك أن العقول والأجيال والنفوس تغيرت، والأحداث الملتهبة هدأت وبدأ الناس يتدبرون حالات التغير والتلون التى مارسها فى ساحة السياسة باسم الدين، حتى وجد نفسه غريباً ومحل سخرية الجميع، وإن كان لقمان بن عاد طلب الموت هربا من سخرية أهل اليمن الذين ألبسوه قشر بطيخ وزفوه فى الشوارع، فإن ياسر برهامى الآن كلما تعرض لنقد أو افتضح أمر تلاعبه بالدين لخدمة مصالحه السياسية يطلب الحماية بحجة أنه داعم للدولة، وكأن دعم الوطن مصلحة لا تتم إلا بمقابل.
 
 يختلف ياسر برهامى فى تلونه وتناقضه عن باقى الشيوخ بأنه حاد متطرف يأتى من أقصى اليمين إلى اليسار والعكس بمنتهى السرعة والثقة، وكأنه على يقين أن أحدا لن يكتشف كذبته أو فتواه التى يأتى بها وعكسها بمنتهى البساطة. 
 
منذ 18 سنة تقريبا أى مع السنوات الأولى للقرن الجديد ظهر كتاب «السلفية ومناهج التغيير» وقال فيه ياسر برهامى نصا: «الديمقراطية مثل صنم العجوة الذى كان يصنعه المشرك فإذا جاع أكله، فالحكام العلمانيون إذا أحسوا بأى خطورة على مواقعهم غيروا مواقفهم، وفى حال كان الإسلاميون على مقربة من الحكم سيسارعون بحل المجالس النيابية والأحزاب ويكون الجيش مستعداً دائماً وفوراً لإجهاض هذه الديمقراطية التى اخترعوها، لهذا وغيره نرى أن الحل البرلمانى ليس هو الطريق».
 
كانت تلك فتوى تم تأصيلها شرعيا على يد ياسر برهامى قبل الثورة، وحينما سقط مبارك وتدلت قطوف السلطة أمام برهامى وباقى شيوخ الدعوة السلفية، انتصر إغراء السلطة على الدين، فتلاعبوا به وكانوا أول من هرول لتأسيس حزب سياسى والمشاركة فى البرلمان، بل وخوض المعركة الانتخابية بأسلحة البلطجة والنيل من المنافسين فى سمعتهم ودينهم.
 
برهامى الذى كان أول شيوخ الدعوة السلفية دعما للمشاركة الانتخابية والمشاركة فى دعم حملات مرشحيهم هو نفسه برهامى الذى قال فى كتابه» السلفية ومناهج التغيير» نصا: «ترى الدعوة عدم المشاركة فى المجالس المسماة بالتشريعية سواء بالترشيح أو الانتخاب أو المساعدة لأى من الاتجاهات المشاركة فيها وذلك لغلبة الظن بحصول مفاسد أكبر بناء على الممارسات، المجالس التشريعية مجالس كفرية، والقوانين الوضعية مخالفة للشريعة الإسلامية وباطلة، فقال تعالى: «ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ»، والحكم بغير ما أنزل الله سبب يوجب غضب الله».
 
لم يكن ذلك منهج برهامى منفردا بل كان منهجا عاما لشيوخ الدعوة السلفية أو حزب النور، فقد كنا نسمع من شيوخ الدعوة السلفية قبل تأسيس حزب النور كثيرا من التحسر والانتقاد لأهل السياسة والأحزاب المتلونين، والمنافقين، والانتهازيين، وفى مرحلة ما بعد حزب النور نسمع من نفس شيوخ الدعوة السلفية كثيرا من الخطب والفتاوى الشرعية التى تبرر لسياسيى حزب النور التلون والنفاق والانتهازية.
يونس مخيون
ما قبل حزب النور كنا نسمع خطبا عصماء من شيوخهم عن حتمية البعد عن استغلال الدين فى تحقيق مصالح سياسية، ما بعد حزب النور رأينا من نفس الشيوخ استغلال كل ما هو متاح من الفتاوى الدينية لفتح أبواب المصالح السياسية أمام الحزب وشيوخه ودعوته السلفية.
 
حسنا.. تبدو لوحة حزب النور سيريالية متشابكة الخطوط، ظاهرها حماية هذا الدين، وباطنها استغلاله بكل شكل وأى طريقة من أجل الحفاظ على وجود الحزب والاستحواذ من خلفه على سلطة حكم أو بقاء وفقا لمعطيات الزمن وظروف التمكين. 
 
شيوخ حزب النور لا يتلاعبون بالبسطاء الذين يصدرون لهم أن الحزب هو حامل لواء الإسلام، وهو الحصن الأخير للدفاع عنه، وكأنهم فى دولة كفر والعياذ بالله، بل تمتد ألاعيبهم إلى ما هو أبعد من ذلك، يضحكون على أبناء تيار الإسلام السياسى وكل صاحب نزعة دينية فى مصر بالإيحاء بأن حزبهم هو البديل الوحيد المطروح الآن على الساحة للحفاظ على مكاسب تيار الإسلام السياسى، وكأن باقى الأحزاب والتيارات السياسية الأخرى تعتنق دينا غير الإسلام.
 
شيوخ الدعوة السلفية وحزب النور بقيادة برهامى يراهنون على أسوأ عادات المصريين «النسيان»، تحركاتهم «مخيون وعبدالمعبود والمقدم وأشرف ثابت وبرهامى»، يتنقلون من خانة مصلحة إلى أخرى، ويصدرون فتوى عكس الأخرى، تحت مظلة أن الشعب المصرى ذاكرته سمكية، تنسى ولا تستطيع أن تصطاد لكيانهم المتلون تناقضاته وأكاذيبه.
 
اشرف ثابت
أشرف ثابت أحد شيوخ ورجال الدعوة السلفية الذين لحقوا بقطار المناصب السياسية فى حزب النور خرج علينا منذ فترة ليست بالطويلة قائلا: إن حزب النور السلفى لم يكن لديه مشكلة سابقة مع الأقباط، فالأمر متروك لمن لديه الرغبة فى الترشح على قوائمه، هكذا قال الرجل وكذب، هو يريد أن نصدقه، ولكن تاريخ قيادات حزب النور القريب والبعيد سيمنعنا من تصديق ذلك حتى إن أردنا، فكيف نصدق أن حزب النور ليس لديه مشكلة مع الأقباط وهو الحزب الذى دافع عن فتوى شيخه الأكبر ياسر برهامى حينما قال نصا: «النصارى.. هم صحيح إخواننا لكنهم كفار، وأنا أعلم ما أقول هم إخواننا فى الوطن لكن كفار!».. وكيف ننسى ثورة الغضب التى أشعلها قيادات الحزب ضد نادر بكار حينما حاول أن يبدو سياسيا مجملا لوجه حزبه وهنأ الأقباط بأعيادهم، واتهموا نادر بكار وقتها بالتفريط، ورد عليه قيادات الحزب وياسر برهامى بفتاوى تقول بأنه لا يجوز أبدا تهنئة الأقباط فى أعيادهم.
 
للنور أيضا المزيد من التناقضات التى تتم على حساب الوطن وعلى جثة الدين.. منذ سنوات أعلن الشيخ صلاح عبدالمعبود القيادى بـ«النور» أن الحزب يرفض وضع امرأة أو مسيحيين على رأس قوائم الحزب، كان هذا الرأى هو السائد حينما كان يظن نفسه قوة، وحينما كان يحتمى بالإخوان وصعود الإسلاميين ومخططهم للسيطرة على الوطن، أما بعد 30 يونيو وافتضاح أمر الشيوخ وتيارات الإسلام السياسى، قرر أن يتلون ويغير فتاواه ويعود ليضحك على المصريين بأنه لا مشكلة لديه فى ترشيح الأقباط، ويأتى ببعضهم ويضعهم فوق القوائم لتحليتها فى عيون المصريين التى يظن أنها تنسى كم أهان الأقباط وحرض ضدهم من قبل، وحينما شعر قيادات الحزب بغضب بعض أنصارهم من هذا التلون كشفوا عن وجههم الحقيقى بفتوى أخرى أصدرها الشيخ عادل نصر، المتحدث باسم الدعوة السلفية ومسؤولها فى الصعيد، قال فيها: إنهم رضوا ووافقوا على ترشيح الأقباط استنادا إلى قاعدة فقهية شرعية سلفية قديمة، وهى قاعدة «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح».
 
عادل نصر
وقال «نصر» إن ترشح الأقباط على قوائم النور يأتى من باب «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وإن الظروف الحالية اقتضت تغيير الفتوى، فكان إتاحة ترشح الأقباط فى الانتخابات على القوائم دفعاً لمفسدة عظيمة بترك الساحة خالية وعدم اشتراك الحزب فى الانتخابات.
 
«يعنى الراجل بيقول بوضوح: يا جماعة حكم القوى بقى إحنا عارفين إنه مينفعش نرشح أقباط على قوايمنا لأن ده حرام، لكن هنعمل إيه بقى قانون الانتخابات ألزمنا بكده، وإلا مندخلش انتخابات، وإحنا بصراحة بقى منقدرش نعيش من غير انتخابات، وسلطة بس نقدر نعيش وإحنا بنتلاعب بالدين».
 
هل تريد مزيدا من التناقضات التى فضحت شيوخ الدعوة السلفية وحزبهم السياسى؟.. افتح أكبر خزائنك لأن لدينا منها المزيد:
 
- فى عام 2011، حزب النور نظم حملة هجوم ضارية وشرسة وتكفيرية ضد قانون الانتخابات البرلمانية، لأن القانون وقتها قال بضرورة ترشيح امرأة واحدة على الأقل على قوائم الأحزاب، وأفتى الحزب بأن هذا الأمر حرام، وأن هذا القانون حرب على الإسلام ويفسد على المسلمين دينهم، ثم فجأة حينما تيقن الحزب أن مصلحته السياسية أصبحت فى مقابل قناعاته الدينية قرر أن يضحى بالدين ويرشح نساء على قوائمه ووضع بدلا من صورهن صورة وردة، ولما أصبح وجوده مرتبطا بتعامل أفضل مع المرأة قرر أن يتخلى عن الوردة ويتيح للناس نشر صورهن بالنقاب وحضور المؤتمرات، مع نشر فتاوى بين قواعده تقول إن هذه تصرفات مؤقتة لدرء المفاسد.
 
شيوخ الدعوة السلفية كانوا أول من هاجم المتظاهرين فى أول أيام 25 يناير، وأفتوا بعدم جواز الخروج على الحاكم، وحينما تبين لهم أن سقوط مبارك أصبح واقعا، تلاعبوا بالفتوى وحذفوها من مواقعهم وطالبوا بالمشاركة فى المظاهرات، وأوهموا المصريين بأنهم شركاء ثورة.
 
عبد المنعم الشحات
على لسان شيخين من شيوخ الدعوة السلفية عبدالمنعم الشحات وياسر برهامى صدرت فتوى تقول إن الديمقراطية كفر وحرام ولا أحزاب فى الإسلام، ولما حكمت المصلحة فضلوها على الدين مرة أخرى، وأصدروا لنا فتاوى جديدة تقول إن الأحزاب حلال، وهذا ليس تطورا فكريا كما قد يروج البعض، بل تزييف فكرى، ومحاولة لركوب الموجة بشكل مؤقت حتى تأتى لحظة التمكين، فينطلق الوحش السلفى لفرض قواعد لعبته التى تحرم كل شىء، ولا تنس أن شيوخ الدعوة السلفية، وعلى رأسهم برهامى هم أصحاب فتوى تقول بمخالفة النشيد الوطنى للشريعة الإسلامية، وهم أنفسهم الذين أرادوا إيهام المصريين بأنهم ضد نظام مبارك، ولم يكونوا شركاء صفقات مثل الإخوان، بينما فى الخفاء كان شيوخ الدعوة السلفية أول من هرول إلى أحمد شفيق حينما ظنوا أن السلطة دنت واقتربت منه وأنه اتفاقهم معه قد يمنحهم جزءا من كعكعة الوجود السياسى.
 
حتى لعبة مواجهة الشيعة التى كان يستغلها شيوخ الدعوة السلفية لتسويق أنفسهم كحماة للإسلام السنى، ياسر برهامى فى يوليو 2012، وقت حكم الإخوان الذى شهد تقاربا بين الجماعة وإيران خرج لينافق جماعة الإخوان قائلا: «إيران دولة من الدول التى نحتاج إلى التعامل معها، وإذا قبل الإيرانيون بعدم تجاوز الخطوط الحمراء داخل مصر وخارجها، فلا مانع من تكوين علاقات جيدة معها»، وبعد سنة من رحيل الإخوان عاد إلى أصل فتواه وقال: «لا يجوز أن يكون فيه علاقات سياسية مع إيران وأن لو الأمر متعلق بعلاقات اقتصادية فيمكن ندور على حلول أفضل لأن الشيعة عقيدتهم أخطر من اليهود».
 
هل رأيت تلاعبا بالدين والعقول والوطن أكثر من هذا، هل رأيت «ميكسا» فيه كل شىء وعكسه أكثر من شيوخ الدعوة السلفية وحزب النور؟ غدا فى قصة شيوخ الدعوة السلفية الكثير من القصص عن التلاعب بالدين نرصدها عبر تحولات وتحايلات نجمهم الأكبر ياسر برهامى.
 
 
- برهامى وصف الديمقراطية فى كتاب «السلفية ومناهج التغيير» بأنها صنم عجوة للكفار وأفتى بأن البرلمان من مجالس الكفر.. وبعد الثورة أصبحت الديمقراطية والانتخابات البرلمانية واجب شرعى
- بعد 25 يناير ووقت قوة السلفيين أفتى الشيخ صلاح عبدالمعبود برفض وضع المرأة والمسيحيين على قوائم حزب النور الانتخابية.. وبعد 30 يونيو فى وقت الضعف تراجع وغير الفتوى بعكسها تماماً

 

p

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر