بين العشق والتشجيع والإجبار على الطلاق..حكايات الملك فاروق مع أهل الفن

الملك فاروق الملك فاروق
 
زينب عبداللاه

أجبر عبد الغنى السيد على تطليق زوجته وفرق بين رشدى وكاميليا.. والثورة أنقذت "طلب" من الاعتقال فى عهده

 

كثيرا ما يتقاطع الفن مع السياسة، وكتيرا ما تختلط حكايات وحياة أهل الفن بأهل السياسة، وتحدث العديد من المواقف والأحداث بين الفنانين والحكام والملوك والزعماء.

وكان الملك فاروق من أكثر حكام مصر تعاملا مع الفنانين وأكثر من وردت عنه حكايات ومواقف مع أهل الفن، سواء بالتشجيع أو القهر أو العشق، وفى التقرير التالى نرصد عددا من مواقف وحكايات الملك فاروق مع فنانى عصره. 
 
كاميليا وأباظة وفاروق.. هل فرق الملك بين الفاتنة والدنجوان؟
الفاتنة الجميلة كاميليا من أكثر الفنانات التى ارتبطت سيرة حياتها ومماتها بالملك فاروق، وأكدت الكثير من المصادر على عشق الملك وولعه بها، وغيرته من الدنجوان رشدى أباظة لارتباطه بعلاقة عاطفية معها حتى أن والدة رشدى خافت على ابنها من بطش الملك، فأرغمته على السفر إلى روما.
 
كاميليا
 
اختلفت الأراء حول تفاصيل حياة كاميليا كما اختلفت على تفاصيل موتها المأساوية فى عز مجدها وشبابها وجمالها فى حادث سقوط طائرة عام 1950 أدى إلى احتراقها وتفحم جثتها، وأثيرت العديد من الأقاويل حول كون هذا الحادث من تدبير الملك.
 
اختلف الكثيرون حول ديانة كاميليا المولودة يوم 13 ديسمبر 1929 حسب مذكرات أمها «أولجا لويس ابنور» والتى أكدت أنها أرادت أن تكون ابنتها مسيحية مثلها، وليست يهودية على ديانة والدها، فعمدتها فى الكنيسة الكاثوليكية، وأجمعت كل الصحف المصرية على الصلاة على جثمانها فى إحدى الكنائس الكاثوليكية فى حى مصر الجديدة، كما اختلفوا حول سبب موتها وهل كان الحادث قضاء وقدرا، أم من تدبير جهة ما؟ وفى هذا السياق أشيع أن الحادث من تدبير الملك، وأشيع أنها جاسوسة لإسرائيل استنادا لشائعة كونها يهودية.
 
رشدى
 
 وأكد الناقد سمير فريد فيما كتبه بمجلة الكواكب تحت عنوان " لغز كاميليا" أن كاميليا رفضت إقامة علاقة غرامية مع أحد كبار الصحفيين وقتها، فأطلق شائعة أنها جاسوسة يهودية لحساب الحركات الصهيونية فى فلسطين.
 
ووصلت كاميليا للقمة خلال أربع سنوات من 1947 إلى 1950، وأكدت العديد من المصادر أن علاقة الحب التى جمعت بين رشدى وكاميليا كانت سبب غضب الملك.
 
وبحسب ما نشره الكاتب الصحفى والمؤرخ سعيد الشحات فى سلسلة مقالات "ذات يوم"، فإن رشدى أباظة قال فى حوار له مع مجلة الموعد اللبنانية عام 1979،: «خافت أمى من نتائج غضب الملك فاروق فأرغمتنى على السفر إلى روما، وجئت لأودع كاميليا، فقالت لى إنها ذاهبة إلى جنيف بعد أيام لحضور حفلة راقصة، وتواعدنا على اللقاء معا فى روما وهى فى طريق عودتها إلى مصر، ولكن القدر وقف حائلا دون هذا اللقاء، فسقطت الطائرة التى أقلتها من القاهرة، واحترقت كاميليا فوق رمال الصحراء».
 
وكان أباظة قد تعرف على كاميليا وعمره 27 عاما ونصيبه فى السينما ثلاثة أفلام، بعد أن جمعتهما كواليس أول فيلم بينهما «امرأة من نار»، وحسب حواره مع «الموعد» قال أباظة: «كان الملك فاروق يهاجمنى بالمكالمات التليفونية التى يخفى فيها شخصيته، ويهددنى بالموت إذا لم أبتعد عن كاميليا، وفى أحد الأيام أرسل إلى بعض رجاله، ولكننى لم أتشاجر معهم رغم قدرتى على مجابهتهم وضربهم بكل شدة»، وأضاف: «أحبها الملك بجنون، وزاد حبه لها عندما حملت منه، وتصور أنها ستنجب له ولدا يكون وليا للعهد، لأنه كان سيتزوجها رسميا لو أنجبت ولدا، ولكن أمله خاب لأنها أجهضت فى الشهر السادس، عندما وقعت من فوق ظهر حصان».
 
وفى تصريحات لمنيرة أباظة شقيقة الفنان الراحل رشدى أباظة خلال إحدى الندوات قالت:"شقيقى كان مرتبط عاطفيا بالفنانة كاميليا بعدما شاركها فى أحد الأفلام السينمائية، وفى هذا التوقيت كان الملك فاروق يحبها فعلا وكان هذا سبب التنافس والصراع بين الملك فاروق ورشدى أباظة، ولكن فعلا الملك فاروق حاول جاهدا إبعاد الفنانة كاميليا عن رشدى أباظة"، مؤكدة وجود سر فى وفاة كاميليا التى انفجرت بها الطائرة، وكان وقتها رشدى أباظة مسافرا لإيطاليا.
 
الملك فاروق (5)
 
الملك أجبر عبدالغنى السيد على تطليق زوجته
من القصص الدرامية التى كان طرفها الملك فاروق والمطرب عبدالغنى السيد المولود فى 16 يونيو 1908، ما حكاه ابنه محمد عبدالغنى السيد فى حوار معنا، أكد خلاله أن والده الذى حاز شهرة واسعة منذ أواخر العشرينات وحتى وفاته فى 9 ديسمبر 1962، أجبره الملك على تطليق زوجته رغما عنه.
 
وكان عبدالغنى السيد يعمل فى طفولته فى مجال الموبيليا مهنة والده وتعرف على المطرب والملحن زكى مراد والد ليلى ومنير مراد، الذى سمعه وهو يغنى أثناء عمله فأعجب بصوته، وتبنى موهبته وساعده على الغناء فى الإذاعات الأهلية قبل افتتاح الاذاعة، حتى صدرت له بعض الاسطوانات مع شركة بيضافون وهى شركة فرنسية وكذلك شركة أوديون الانجليزية، وحقق شهرة واسعة بسبب نجاح اسطوانته "نسيت ياحبى بعد اللى كان صحيح يادنيا مالكيش أمان"، فى الثلث الأخير من العشرينات، فكان من أوائل الأصوات التى افتتحت الإذاعة بعد الشيخ رفعت وأم كلثوم وعبدالوهاب.
 
كان عبدالغنى السيد يتمتع بوسامة كبيرة مع جمال صوته مما جعله محبوبا للنساء فى عصره وأكد ابنه أن مجلة الاثنين أجرت استفتاء عن أحب مطرب لقلوب المستمعين فى أوائل الثلاثينات ففاز والده بالمركز الأول ثم عبدالوهاب ثم صالح عبدالحى، وكانت من أهم أغانيه أغنية البيض الأمارة، وعالحلوة والمرة، وياولا ياولا"
وأكد الابن أن هذه الوسامة والإعجاب الذان تمتع بهما والده كانا سببا فى غيرة الملك فاروق، مشيرا إلى أن أبيه تزوج ثلاث مرات، الأولى من إحدى قريباته وأنجب منها بنتين زينب وبثينة، ولكنهما انفصلا، وبعدها ارتبط عبدالغنى السيد بعلاقة حب مع ابنة وزير وتزوجها.
 
وأكد محمد عبدالغنى السيد أنه بعد اسبوع من هذا الزواج أصدر الملك فاروق أمرا بطلاق والده من ابنة الوزير حتى لا تصبح عادة بزواج البسطاء ببنات الأعيان والوزراء، وأن والده اضطر لتطليقها رغم حبه لها.
وقال محمد عبدالغنى السيد :" كان الملك يغار من أبى لوسامته وإعجاب الفتيات والسيدات به، ولم يغنى والدى مطلقا للملك كما فعل عبدالوهاب، حتى عندما كان يحضر الملك إلى كازينو بديعة الذى يغنى فيه والدى"، مشيرا إلى أنه بعد طلاق والده من ابنة الوزير تعرف على والدته وتزوجها وأنجب منها ثلاث أبناء ليلى وإيمان ومحمد ابنه الوحيد.
 
الملك فاروق (2)
 
عبدالمطلب أنقذته ثورة يوليو من معتقلات الملك
أشار محمد نور عبد المطلب ابن المطرب الراحل وملك المواويل محمد عبدالمطلب فى حوار معنا إلى أن ثورة 23 يوليو أنقذت والده من الاعتقال فى عهد الملك فاروق.
 
وقال ابن عبدالمطلب أن من أصعب المواقف التى مرت على والده فى بداية الخمسينات عندما عرف من سليمان بك نجيب الذى كان مدير للأوبرا الملكية أن الديوان الملكى حذف اسمه من حفل كان سيقام فى الأوبرا، فغضب "طلب" وتفوه بألفاظ قاسية فى حق مدير الديوان الملكى، وصدرت الأوامر للقلم السياسى باعتقاله، ولكن الأميرالاى أنسى الهجرسى أبلغ طلب بضرورة الاختباء وعدم الذهاب إلى الكازينو أو إلى منزله لأن المخبرين ينتظرونه، فاختبأ طلب عند أخته"
 
وتابع الابن : "شاءت الأقدار أن تقوم ثورة يوليو فى هذا التوقيت وجاء إلى منزلنا بالحلمية الأميرالاى أحمد أنور قائد الشرطة العسكرية، واليوزباشا علوى حافظ من الضباط الأحرار وسألوا على طلب وأبلغونا بإلغاء أمر الاعتقال، فخرجت معهم بالبيجامة إلى منزل عمتى وقابلوا طلب وأبلغوه بقيام الثورة وانتهاء حكم الملك ومعه أمر الاعتقال"
 
الملك فاروق (4)
 
سمراء النيل ترفض تقبيل يد الملك
تداولت مصادر كثيرة ومنها الصفحة الرسمية للملك فاروق، قصة جمعت بين الفنانة مديحة يسرى التى حازت لقب سمراء النيل والملك فاروق، وأشارت القصة إلى أن مديحة يسرى تلقت اتصالاً من الفنان سليمان بك نجيب، الذى كان مديراً للأوبرا المصرية وقتها، لدعوتها لحضور حفل بالقصر الملكى لمشاهدة عرض لفريق باليه الأوبرا، فرحبت بالدعوة واستعدت للحفل وأرسل سليمان بك دعوة الحضور إلى مديحة يسرى فى منزلها وكانت المرة الأولى التى تدخل فيها سمراء النيل القصر الملكى.
 
وصلت مديحة يسرى مبكراً إلى قصر عابدين، وكان من تقاليد الحفل أن يقبل الجميع يد الملك، الذى كان يجلس على كرسى ويمر الجميع من أمامه فيلقون التحية قبل أن ينحنوا لتقبيل يده، وعندما جاء الدور على مديحة يسرى اكتفت بالسلام وحيت الملك قائلة، «أهلا يا مولانا»، ما دفعه لسؤال سليمان نجيب عن اسمها وعملها، فأخبره أنها مديحة يسرى الممثلة الشابة.
 
وعندما مرت مديحة متجهة لتناول طعام العشاء مع الضيوف لحق بها سليمان نجيب سريعاً، وقال لها، "مديحة أنت إزاى تسلمى على جلالة الملك من غير ما تبوسى إيده؟"، فردت: "لو الدعوة مكتوب فيها أنى لازم أبوس إيد الملك مكنتش جيت"، فقال سليمان، "لكن ده العرف وكل الناس عملت كده"، فكان جوابها قاطعا، "أنا لا أقبل إلا يدى أبى وأمى فقط"، وبعد هذا الحوار قررت مديحة يسرى مغادرة القصر فوراً، رافضة تناول أى طعام فى قصر الملك.
 
الملك فاروق (1)
 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر